Take a fresh look at your lifestyle.

قضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم

 

والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, ناصر المظلومين ومغيث الملهوفين القائل: ” ((إن لله خلقًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة)) رواه الطبراني، وفي لفظ: ((إن لله أقوامًا يختصهم بالنعم لمنافع العباد، يُقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحوَّلها إلى غيرهم)) رواه الطبراني. وبعد:
فالحمد لله القائل في كتابه: ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) وقال أيضا: (وتعاونوا على البر والتقوى(

عباد الله:
إن أولى الناس في اصطناع المعروف وقضاء حوائج الناس وإغاثة الملهوفين والمكروبين هو إمام المسلمين وخليفتهم وقائدهم.
وكيف لا؟ وما وُلّي عليهم أصلا إلا ليحكمهم بكتاب الله وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام, ذاك الدين القيّم الذي ضمن للإنسان عيشا كريما في ظل دولة إسلامية تهتم بأمور المسلمين في كل شاردة وواردة, فتكون للفقير يدا تغنيه من رزق الله, وتكون للمظلوم نصيرا بعون الله.
والناظر إلى حالنا اليوم ليرى العجب العجاب, فدولة الإسلام غائبة فلا خليفة ولا خلافة وشرع الله معطل, وقد ساد الفساد والظلم والفقر حتى ضجت السماء بأهلها والأرض بساكنيها, فخلت الطرقات والأزقة ممن يتفقد شؤون الرعية ، فيكون لليتيم أباً، ولابن السبيل مطعماً وهادياً، وللمسكين راعياً، وللضعيف قوةً وسنداً، وللمظلوم ناصراً ومنصفاً، يضرب على يد الظالم ، يحمي الثغور، ويقيم الحدود.

كم من الحدود تعطلت منذ فقد الخلافة؟!!
وكم من مستنصر استنصر ولا مغيث؟!!
يا الله ،،، إن كان المرء سيُسأل عن كل مسلم استنصر إخوته ولم يُنصر وكنا القادرين على ذلك، فأي أرض ستقله ، وأي سماء ستظله؟؟

فأين ظل الله في الأرض الذي يأوي إليه كل ضعيف وملهوف؟ من لا يُستغنى عنه طرفة عين, أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده). رواه البزار وابن حبان‏ عن أنس‏ بن مالك ورواه عنه الديلمي‏ _ ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير

فهذا الخليفة المستنصر رحمه الله كان يقف على أمواله ويقول : أترى أعيش حتى أنفقها كلها؟ ، فكان يبني الربط والخانات والقناطر في الطرقات من سائر الجهات ، وقد عمل بكل محلّة من محالّ بغداد دار ضيافة للفقراء لاسيما في شهر رمضان .. وحكي: أنه اجتاز راكبا في بعض أزقة بغداد قبل غروب الشمس من رمضان فرأى شيخا كبيرا ، ومعه إناء فيه طعام قد حمله من محلة إلى محلة أخرى ، فقال : أيها الشيخ لم لا أخذت الطعام من محلتك ، أو أنت محتاج تأخذ من المحلتين ؟ فقال : لا والله يا سيدي ، ولم يعرف أنه الخليفة ، ولكني شيخ كبير وقد نزل بي الوقت ، وأنا أستحي من أهل محلتي أن أزاحمهم وقت الطعام فيشمت بي من كان يبغضني ، فأنا أذهب إلى غير محلتي فآخذ الطعام ، وأتحين وقت كون الناس في صلاة المغرب فأدخل بالطعام إلى منزلي بحيث لا يراني أحد ، فبكى الخليفة المستنصر ، وأمر له بألف دينار ، فلما دفعت إليه فرح الشيخ فرحا شديدا ، حتى قيل : إنه انشق قلبه من شدة الفرح ، ولم يعش بعد ذلك إلا عشرين يوما ..

لسان حالهم في ذلك يقول:

إذا اشتـكى مسلم في الهندِ أَرّقَنِي وإنْ بكى مسلم في الصين أبكاني
ومِصْرُ رَيحانَتِي والشامُ نَرْجَسَتي وفي الجزيرةِ تاريـخي وعُنواني
وفي العراق أَكُـفّ المَجْدِ تَرْفَعُني على كُلّ باغٍ ومـأفـونٍ وخَوّانِ
ويسمعُ اليَمَنُ المحـبوبُ أُغنيـَتي فيستـريحُ إلى شَـدْوِي وألحاني
ويسْكـُنُ المسـجدُ الأقصى وقُبّتُهُ في حَبّةِ القلبِ أرعـاهُ ويرعاني
أرى بُخـارى بلادي وهـي نائية وأستـريحُ إلـى ذكرى خُراسانِ
شـريـعةُ اللـهِ لَمّـتْ شَمـْلَـنا وبَنَتْ لنـا مَعـالِمَ إحسانٍ وإيمانِ

فإلى العمل لإعادة ظل الله في أرضه, خليفة المسلمين إلى عز الدنيا والآخرة ندعوكم أيها المسلمون…
فسارعوا للعمل مع العاملين المخلصين والجادين إلى إقامة دولة خلافة المسلمين التي لا تدع بيت مدر ولا وبر ولا منكوبا أو مظلوما إلا وأدخلت السرور عليه وأنارته بعدل الإسلام… فالبدار البدار

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو عبد الله  الدرابي