الجولة الإخبارية 15/07/2010م
العناوين:
- أوباما يعلن أنه يخادع العرب والمسلمين لصالح اليهود والغرب
- الأوروبيون يظهرون ضعفا ويخضعون للضغوطات الأمريكية
- زعماء اليهود يراوغون ومسؤولون فلسطينيون وعرب يلهثون وراء وعودهم ووعود الأمريكيين
- محكمة الجنايات الدولية تصدر قرارا ثانيا باعتقال البشير لزيادة الضغوط الأوروبية
- الرئيس الروسي يلقي تصريحات ترضي أمريكا بالنسبة للملف النووي الإيراني
التفاصيل:
أذاعت القناة اليهودية الثانية في 9/7/2010 مقابلة مع أوباما، وعندما سئل عن أسباب التشكيك في موقفه من الإسرائيليين أجاب أوباما قائلا: “ربما يعود إلى اسمي الأوسط وهو حسين، أو إلى الشعبية التي حظيت بها في العالم الإسلامي”. ولكنه استدرك قائلا: “لكن كبير موظفي البيت الأبيض لدي اسمه رام إسرائيل إيمانويل، وأما كبير المستشارين فهو ينحدر من عائلة (يهودية) نجت من الهولوكوست”. وأضاف: “هناك اعتقاد يسود الشرق الأوسط مفاده أن صديق عدوي هو عدوي، ولذلك رغبت في مد اليد للعالم الإسلامي بهدف خاص هو تحفيف الخصومة والحد من خطر العدائية التي قد تتواجد فيه (في العالم الاسلامي) حيال إسرائيل والغرب”. ووصف لقاءه الأخير مع نتانياهو قبل ثلاثة أيام بأنه ممتاز.
إن المتابع لتصرفات الغربيين وتفكيرهم يدرك مدى مكرهم وخداعهم وخاصة السياسيين منهم، ويشعر أنهم يستخفون بالمسلمين بسبب ضعف الوعي السياسي أو فقدانه، وبذلك يستطيعون خداعهم. وسبب ذلك جعل المسلمين ومنهم العرب ينخدعون بانتخاب هذا الرئيس الأمريكي أو ذاك الرئيس، وينتظرون دائما من الرئيس الجديد أن يكون أفضل من سابقه ومن ثم يكتشفون أنه ألعن من سابقه كما يقولون في الأمثال. فالوعي السياسي بالنسبة للمسلمين هو أن ينظروا لقضاياهم ولقضايا العالم كلها من زاوية عقيدتهم الإسلامية وهذا يعتبر مفقودا لدى أكثريتهم. فلو كان ذلك غالبا عليهم لما انخدعوا بأوباما الذي يعلن أنه مد يده إليهم لتخفيف الخصومة -أي عداوة المسلمين للكافرين من اليهود والنصارى- ومنهم من هو في حكم المشركين من علمانيين واشتراكيين وملحدين في الغرب والحد من خطر هذه العدائية كما قال ليحقق مآربه العدائية ضد المسلمين المعلنة والخفية. فإنه من المعلوم أن الذي أعلن العدائية للمسلمين وشن عليهم الحروب هي دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا حاليا وبريطانيا سابقا. والجدير بالذكر أن المسلمين قبل فقدانهم للوعي السياسي وفي عهد الدولة العثمانية التي هي امتداد لدولة الخلافة الإسلامية التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون “ملة الكفر واحدة” وما زالت هذه العبارة تلفظ بالتركية فكانوا حذرين مما يأتي منهم.
——–
وافق البرلمان الأوروبي في 9/7/2010 على اتفاق جديد يسمح بموجبه لمفتشي الإرهاب الأمريكيين بالاطلاع على بيانات الأوروبيين المصرفية. وكان البرلمان الأوروبي في شباط/فبراير الماضي قد رفض مسودة اتفاق سابق بين أوروبا وأمريكا حول هذا الموضوع. ولكن عندما قبلت أمريكا بإعطاء صلاحية للأوروبيين بمراقبة أفعال المحققين الأمريكيين وافق البرلمان الأوروبي على الاتفاقية الجديدة التي تطلق اليد للأمريكيين بالاطلاع على معظم البيانات المصرفية التي تنقلها سويفت (Swit) وهي الشركة المسؤولة عن تسليم ملايين التحويلات المصرفية يوميا. وقد اعتبرت أمريكا هذه الصفقة مع الأوروبيين أن لها أهمية كبيرة في محاربة الإرهاب، وتمثل جزءا من برنامجها لتعقب ما أسمته التمويلات الإرهابية (TFTP) التي أنشأتها بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر. وقالت الإذاعة البريطانية: “إن مسؤولين أمريكيين كبارا من بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد قاموا بالضغط على الاتحاد الأوروبي بشأن نقل المعلومات عن التمويلات المصرفية”. وأضافت الإذاعة: “ولعل حقيقة أن الولايات المتحدة كانت تدخل سرا إلى البيانات المصرفية في (سويفت) لم تظهر إلى العلن حتى عام 2006”.
——–
قال نتانياهو رئيس وزراء العدو اليهودي لتلفزيون فوكس نيوز في 12/7/2010 أن سلاما تفاوضيا ممكن، لكنه سيتطلب وقتا أطول من عام 2012 وأن الدولة الفلسطينية لن ترى النور قبل عام 2012.
في عهد بوش السابق أعطي موعد 2009 لإمكانية إعلان الدولة الفلسطينية، والآن اليهود يعطون موعدا آخرا إلى ما بعد 2012 والمفاوضات كانت تجري حول الجدار والآن تجري حول تجميد الاستيطان، واليهود يريدون أن تجري المفاوضات بدون شروط وبدون طلبات من قبل الطرف الفلسطيني، فهم الذين سيقررون كل شيء وعلى الطرف الآخر أن يقبل كل ذلك، فاليهود يراوغون ويماطلون ويمنون كما يمني الشيطان أولياءه، وما يسمون بالمسؤولين والممثلين الفلسطينيين ومعهم المسؤولون العرب يلهثون وراء السراب وينتظرون ما يمنيهم به الشيطان وما يمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
ومن ناحية ثانية نقلت صحيفة الشرق الأوسط في 12/7/2010 عن مصادر مطلعة قولها: أن اهتمام الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن يتركز على مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وتسعى الإدارة إلى حث سوريا وغيرها من الدول العربية على عدم عرقلة توجه السلطة الفلسطينية نحو المفاوضات المباشرة”. وذلك في رسالة حملها السيناتور الأمريكي أرلين سبيكز. ونقلت هذه الصحيفة عن جريدة يديعوت أحرنوت أن هذا السيناتور حمل رسالة من مسؤول إسرائيلي إلى بشار الأسد. ومن المعلوم أن موقف حكومة نتانياهو هو رفض التنازل عن الجولان، فمن الطبيعي أن يؤجل هذا المسار، لأن أمريكا لا تستطيع الآن أن تحقق مخططها على ما يسمى بالمسار السوري الإسرائيلي في ظل هذه الحكومة ورفضها للوسيط التركي الذي تعتمد عليه أمريكا. وبذلك تركز على ما يسمى بالمسار الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة أن هذا المسار أكثر حساسية وإثارة في الرأي العام وملائما أكثر لتدخل الدول الكبرى الأخرى وخاصة الأوروبية التي تعمل على منافسة أمريكا.
وبالنسبة للدور التركي فقد نشرت “أخبار العالم” التركية في 9/7/2010 مقالة باول سالم مدير معهد كارنغي الأمريكي حيث قال: “إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان فرصة يجب اغتنامها لكونه أصبح في المقدمة وفي الصدارة لدى الشعوب العربية والإسلامية بسبب مواقفه، وخاصة موضوع غزة وموضوع العقوبات الإيرانية… فتركيا التي يرفض الاتحاد الأوروبي عضويتها تجلس في المقعد الأمامي في مساعدة أمريكا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط”. فأمريكا هيأت لإردوغان كل ذلك لتصنع منه بطلا وهميا ليجلس في المقعد الأمامي حتى يساعدها.
——-
أصدرت ما تسمى بمحكمة الجنايات الدولية (الأوروبية) في 13/7/2010 قرارا جديدا لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بإضافة تهمة جديدة له وهي الإبادة الجماعية، وكانت هذه المحكمة قد أصدرت العام الماضي بتاريخ 4/3/2009 مذكرة اعتقال بحق البشير وتقديمة للمحاكمة بتهمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد أيدت فرنسا هذا القرار عقب صدوره. والجدير بالذكر أن هذه المحكمة أسسها الأوروبيون لتخدم سياستهم، وقراراتها مسيسة من قبلهم. فالأوروبيون وخاصة الفرنسيون حتى يكون لهم موطئ قدم في السودان يزيدون الضغوط على البشير ومن وراء البشير وهي أمريكا، ويركزون على دارفور وهم الذين أوجدوا هذه المشكلة من لا شيء مستغلين الخلافات الطبيعية التي تحصل بين القبائل على المياه والمراعي ومستغلين إهمال الدولة وتقصيرها هناك حتى تمكنوا من صنع حركات مسلحة تحمل شعارات سياسية، وتقوم بأعمال مسلحة هدامة حتى أوجدت ما يسمى بمشكلة دارفور.
——-
صرح الرئيس الروسي مدفيديف في 13/7/2010 أن “إيران تقترب من امتلاك القدرات النووية التي يمكن أن تسمح لها بامتلاك الأسلحة النووية”. ودعا إلى “عدم تبني أي مواقف مبسطة في التعامل مع المشكلة النووية لإيران”. وقال أن “إيران لا تتصرف كما يرام على الإطلاق”. فقد ردت أمريكا على هذه التصريحات بإيجابية ووصفت تلك التصريحات بأنها “كانت هذه المرة أكثر صراحة من أية مرة سابقة تناول فيها البرنامج النووي الإيراني” واعتبرت ذلك على أنه “علامة طيبة على تزايد الوحدة الدولية بشأن البرنامج الإيراني”.
فمن الملاحظ أن روسيا تعمل على التوافق مع أمريكا في قضايا الشرق الأوسط خاصة وذلك في سبيل أن تشركها أمريكا في قضايا دولية حتى تظهر كدولة مؤثرة عالميا وحتى تخفف عنها الضغوط الأمريكية في البلاد التي لروسيا هيمنة فيها مثل آسيا الوسطى والقوقاز، وهذا يحقق لأمريكا أكثر مما يحقق لروسيا حيث تستفيد أمريكا في أن تجعل روسيا تسير معها في مثل هذه القضايا لتبعد أوروبا أو لتنهي تأثيرها في هذه القضايا حيث إن أوروبا كانت هي المحرك الرئيس لقضية الملف النووي الإيراني، ولها قدرة على التأثير في قضايا الشرق الأوسط لعراقتها الاستعمارية في هذه المنطقة ووجود عملاء لها فيها. فيما أن روسيا تكاد تكون عديمة التأثر في هذه المنطقة، حتى إنها وهي دولة عظمى باسم الاتحاد السوفييتي لم يكن لها التأثر القوي في قضايا الشرق الأوسط. ولكن المصيبة الكبرى هي انتظار دول المنطقة لما ستقرره وستمليه عليهم أمريكا وانتظار مواقف الدول الكبرى الأخرى دون أن يرفضوا كل تدخلات هذه الدول ويعملوا على حل مشاكلهم بين بعضهم البعض دون أن يكون للدول الكبرى أدنى تدخل.