خبر وتعليق – السباق الأوربي الأمريكي في اليمن
على إثر دعوة واشنطن للأطراف اليمنية في السلطة والمعارضة إجراء حوار بينهما ،قام مع نهاية شهر يونيو/حزيران المنصرم لس كامبل الرئيس الإقليمي للمعهد الديمقراطي الأمريكي بزيارة لليمن قاد فيها خلال ثلاثة أيام وساطة بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك تتلخص بمقترحين لإجراء حوار بينهما الأول حول إعادة تشكيل اللجان العليا للانتخابات النيابية،والآخر حول إجراء تعديلات دستورية لإصلاح النظام السياسي.
رحبت أحزاب اللقاء المشترك التي يبدو إن الزائر الأمريكي في صفهم بالمقترحين مضيفة إليهما شرط إطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبل البدء في الحوار.فيما تلكأ المؤتمر قائلاً إن إطلاق المعتقلين يجب أن يتزامن مع إجراء الحوار وليس قبله. حري بالذكر إن عفواً رئاسياً قد صدر بحق المعتقلين السياسيين في 22 مايو الماضي الذكرى إلـ 20 لإعادة توحيد شطري اليمن!فيما درجت العادة في السابق بالقول إنه لا يوجد معتقلين سياسيين في اليمن!
وفي الجهة المقابلة قام السفير الاسباني ميكليه سيرفونيه دورسو القائم بأعمال الاتحاد الأوربي في اليمن بنقل مقترحات رئاسية للمشترك يبدو إن السفير الأوربي يقف في صفها بدت من قوله انه لا يقوم بدور وساطة.كما قال سرفونيه في وقت لاحق “إن الاتحاد الأوربي ملتزم بتعزيز علاقاته مع اليمن في جميع المجالات وإتباع منهج شامل للتعامل مع جميع التحديات التي تواجهه ودعم الحكومة اليمنية بشكل متكامل”وأضاف في مؤتمر صحفي يوم 6 يونيو/حزيران “إن بعثة الاتحاد الأوربي في اليمن ستسعى لتعزيز وتعميق التعاون مع الحكومة اليمنية من خلال التنسيق الوثيق مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد حول عدد من القضايا مثل جهود التنمية وتشجيع الحوار والإصلاحات الاقتصادية والعمل مع كافة الشركاء الدوليين في هذا الجانب”.كما اشترك توماس ديل مورال مدير دائرة الشرق الأوسط وجنوب المتوسط بالاتحاد الأوربي في التقريب بين الفريقين مع قرب دنو موعد الانتخابات النيابية التي يصعب على المؤتمر دخولها من دون المشترك. وقد اتهم المؤتمر المشترك بالعمالة للخارج .هذا الموقف الأوربي الداعم لوحدة اليمن واستقراره من قبيل السياسة التي تنتهجها دولهُ في أحداث العالم المختلفة،فهي تعمل على انتهاج سياسة موحدة في مواجهة المخططات الأمريكية،ومعينة في كيفية التعامل مع اليمن، في مواجهة السياسة الأمريكية العاملة على تفتيت اليمن بزعزعة استقراره التي من وسائلها توجيه ضربات جوية لعناصر القاعدة في اليمن لإشاعة الفوضى فيه.
جدير بالذكر إن الدول الأوربية الفاعلة (ألمانيا،فرنسا،بريطانيا،هولندا،ايطاليا) تتولى دعم الوزارات في اليمن بشكل منظم متفق عليه فالوزارات السيادية كالدفاع والداخلية والخارجية تتولى دعمها بريطانيا،فيما تتولى التعليم والصحة والشئون الاجتماعية الدول الأوربية الأخرى.
هذا وقد عقد الاتحاد الأوربي في بروكسل يوم 19 فبراير/شباط 2010م جلسة خاصة لليمن حضرها ممثلو دوله السبعة والعشرين وسفير اليمن لدى بلجيكا والاتحاد الأوربي ،وتترأس اسبانيا دورته الحالية. ناقش فيها ممثلو المفوضية الأوربية والمجلس الأوربي الأوضاع في الساحة اليمنية والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها اليمن مؤخراً.
هكذا ويبدو مدى فاعلية وقبول الدور الأوربي لدى النظام اليمني ،وفتور وعدم ترحيب بالدور الأمريكي.ويظهر إن الاتحاد الأوربي يقف مع النظام ،فيما تقف أمريكا خلف المشترك التزاماً بدورها في إشاعة الفوضى فيه.
شفيق خميس
يوليو”تموز” 2010م