الخبر والتعليق اليمن تواصل شراء السلاح-اليمن
في 30 من يونيو 2010م قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بزيارة لروسيا لغرض إجراء عقود شراء أسلحة “طائرات ودبابات وراجمات صواريخ وناقلات جند”يصل قيمتها إلى أكثر من مليار $،تشمل 30 طائرة ميج 29 س م ت ومروحيات مقاتلة مي 35 وكا 52 ومروحيات شحن مي 17 ودبابات تي 72 ام1 وصواريخ سميرتش وناقلات جند مدرعة
بي ام بي 3 وزوارق حربية نوع مولنيا.
تبيع روسيا السلاح لليمن منذ رحيل العثمانيين عنه بخسارتهم في نهاية الحرب العالمية الأولى،وإخفاق الإمام يحي في الحصول على تسليح لجيشه من الدول الغربية الأخرى (بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وأمريكا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا) إلى جانب ألمانيا بحسب تقرير ألماني بعث به هرمن كرنس* لحكومته قال فيه إنهم (يبذل كل منهم جهده لكسب رضى الإمام) خصوصاً بعد أن اشترى أسلحة من ايطاليا تبين فيما بعد إنها مجرد خردة وبقايا أسلحة .
وفي اليوم الثاني للعهد الجديد طلب الرئيس اليمني عبد الله السلال من ممثلي المفوضية الروسية لديه تقديم السلاح كمعونة ثم تحول إلى عقود شراء أسلحة إلى اليوم.
لقد كان هرمن كرنس صريح بما فيه الكفاية فقد ذكر هدف قدوم الجميع (يبذل كل منهم جهده لكسب رضى الإمام ،وللتمكن من فتح قنصليات يسهل من خلالها بسط النفوذ على هذه البلاد).
إننا وسط موجة شراء الأسلحة من روسيا والغرب ككل نتساءل كم من الأسلحة اشترينا ؟ولماذا نشتري كل هذا السلاح ؟ومتى وأين نستخدمه؟وهل حالنا يسمح لنا بشراء كل هذه الأسلحة؟ومتى نتوقف عن شراء الأسلحة؟
إن اليمن واحدة من بلاد المسلمين التي لولا شرائها السلاح لتوقفت مصانع الغرب عن تصنيع وإنتاج الأسلحة ،فشرائنا المستمر للأسلحة منها يرفد اقتصادها بالمال ويبقيها تعمل،لإنتاج أسلحة جديدة لها لان ما تبيعه لنا ليس السلاح الذي بين أيديهم الآن.ونحن مقسمون بينهم فمنا من يشتري من هنا ومنا من يشتري من هناك.واليمن من نصيب الروس.
أما استخدام الأسلحة لم يكن لنا أن استخدمناها ضد أعدائنا،ونستخدمها في القمع والنزاعات الداخلية،أو مع الجيران،أو لاستخدامها في ساحات العروض أو تصير خردة في المخازن.
تُقدِم اليمن على توقيع عقود شراء هذه الأسلحة في الوقت الذي يعاني فيه اقتصادها الأمرّين بعد إطلاق الإصلاحات المالية والإدارية التي فرضها عليها البنك وصندوق النقد الدوليين منذ العام 1995م ومن الفساد المستشري في الجهاز الإداري للدولة ،وبعد عجز متتالي في الميزانية السنوية قدر في دراسة رسمية حديثة ب 2.6 مليار $.وبعد مؤتمرات شحاته لرفد الخزينة العامة بالمال في كل من لندن والرياض وأبو ظبي وبرلين!.
شراء الأسلحة يأتي استعداداً للجولة السابعة من الحرب في صعده والمواجهات المسلحة في الجنوب ،ونصيب للجوار الأفريقي ،بالذات للصومال لدعم أطراف معينة فيه.وقد سبق للأمم المتحدة أن أدانت اليمن بتوريد السلاح إليه.
لقد أكدت دراسات عسكرية جديدة عدم جدوى ما بين أيدينا من الأسلحة الحديثة حين نريد استخدامها ضد من اشتريناها منهم،لأنها تحتوي على برامج الكترونية تعطلها حين نريد ذلك.إن العاقل يصنع سلاحه بنفسه ولا يشتريه لا من عدوه ولا حتى من صديقه.
إن التوقف عن شراء الأسلحة من الغرب وصناعته من المسائل السيادية التي لن يجروء عليها سوى خليفة المسلمين في دولة الخلافة الراشدة القادمة ،كفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حين أرسل إلى جرش باليمن من يتعلم صناعة السلاح ليصنعه في المدينة،ولم يشتري السلاح لا من الروم ولا من الفرس،لأنهم أعداء. شفيق خميس
23 يوليو/تموز 2010م
* تقرير هرمن كرنس من كتاب العلاقات اليمنية الألمانية 1927- 1940 د. احمد قائد الصايدي ص346
الطبعة الأولى 1992م صنعاء من مطبوعات الرابطة الثقافية