الجولة الإخبارية 29/07/2010م
العناوين:
•· الصليبون الجدد يعلنون أنهم قد وقعوا في غفلة عندما استخفوا بالمسلمين ولم يتوقعوا هذه المقاومة منهم
•· قضية بي بي في خليج المكسيك تكشف عن الصراع الخفي بين بريطانيا وأمريكا
•· بريطانيا تسلط الأضواء على قائد تابع لها منافس لأوجلان في حزب العمال الكردستاني
•· أمريكا تجري مناورات أمام باب الصين والأخيرة تبدي قلقها وتعتبره تهديدا لها
•· أوروبا تناقض مبدأها وتلجأ إلى الأديان لمعالجة الفقر في بلدانها
التفاصيل:
صرح أندرياس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بتاريخ 20/7/2010 قائلا: “لقد استخففنا بالحرب الأفغانية”. وقال: “أنه لا ينكر أنه قد حصلت غفلة بأن المقاومة والاشتباكات ستكون بهذا المقياس”، وأضاف: “ومما يؤلم وبشكل واضح أنه بعد 9 سنوات كانت (المقاومة والاشتباكات) أكثر مما توقعنا”. وعندما سئل عن الهجوم الذي تخطط له أمريكا وحلفاؤها على قندهار أجاب: “مع الآسف، ستكون خسائر كبيرة. ولكن هذا الهجوم له أهمية سياسية كبرى”.
يظهر أن أمريكا والغرب قاطبة يستخفون بالمسلمين لعدم وجود دولة الخلافة التي تقودهم وتوحدهم وتذود عنهم وتعد العدة التي ترهب العدو حتى لا يستخف بالمسلمين فيهاجم بلادهم، فهم أي الغربيون ينظرون إلى المسلمين بأعينهم قصيرة النظر على أنهم فقراء مشتتون متخلفون ومختلفون وممزقون لا عدة لهم ولا عتاد ويتسلط على رقابهم عملاء مجرمون يتبعون الغرب يحاربونهم بلا هوادة كما تحاربهم دول الغرب أو أشد، فيعتبر الغربيون الهجوم على بلادهم واحتلالها نزوة ونزهة، فيتفاجأون بما عليه المسلمون من قوة وبأس بسبب العقيدة الإسلامية، كما تفاجأوا من قبل بالمقاومة في العراق التي لقنتهم درسا وحطّت من قدرهم ومرغت أنف أمريكا وكبرياءها وغطرستها برمال صحراء العراق حيث اعترف الأمريكان بأنهم لم يتوقعوا ذلك وأنهم كانوا يتوقعون أن يلاقوهم أهل العراق بالورود. وتراهم متخوفين من الهجوم على قندهار كما أعلن راسموسن وكان من المقرر حصول الهجوم عليها في الشهر الماضي، وذلك بعدما تكبدوا خسائر كبيرة في هجومهم على هلمند، وما زالت مقاومة المجاهدين تطاردهم هناك كما حدث مؤخرا عندما طردوا من منطقة سايغون الواقعة في تلك المنطقة. وقد وقع أجدادهم الصليبيون قبل مئات السنين في نفس الغفلة عندما هاجموا البلاد الإسلامية وهُزموا شر هزيمة.
ومن جهة ثانية فقد عقدت دول الغرب مؤتمرا للبحث في قضية أفغانستان شاركت فيه تركيا حيث مثلها وزير خارجيتها داود أوغلو الذي اعترف بأن دولته “تركيا أنفقت حوالي 250 مليون دولار في أفغانستان منذ عام 2005 حتى الآن، وهذا يعتبر أكبر دعم مادي في تاريخ جمهورية تركيا (للخارج). وأنها أي تركيا تقدم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي لأفغانستان”. ومن المعلوم أنه يرابط حوالي 1700 جندي تركي في أفغانستان كما أعلن رئيس الحكومة التركية إردوغان بجانب القوات الصليبية حيث يقدم الجنود الأتراك الدعم اللوجستي لهذه القوات الغازية، وقد امتدح الأمريكان خدمات الجنود الأتراك واعتبروها هامة وأن دورها هام جدا بسبب أن العساكر الأتراك من المسلمين يستطيعون أن يؤمنوا للقوات الصليبية الخدمات والمؤن بكل أريحية ولا يتعرضون للأذى من إخوانهم الأفغان. فحكومة إردوغان تستغل مشاعر المسلمين الأخوية في أفغانستان لتقدم الدعم الكبير والمهم للقوات الصليبية التي تحارب الإسلام والمسلمين.
——-
قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتاريخ 20/7/2010 بأول زيارة له إلى واشنطن حيث ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن كاميرون يلتقي أوباما وسط أجواء متوترة بين البلدين بشأن شركة النفط البريطانية (بي بي) والتسرب النفطي في خليج المكسيك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس: “إن اللقاء لن تفسده بي بي باستمرار انتقادات إدارة أوباما حول إدارتها للبقعة النفطية في خليج المكسيك”. وذكرت الوكالة الفرنسية أن بي بي تشكل عنصرا أساسيا في الحياة الاقتصادية في بريطانيا. وقد اتفقا على أن تبقى بي بي قائمة، حيث صرح كاميرون: “أن بقاء بي بي له أهمية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة وبالنسبة لبريطانيا”. وقال: “هدفنا نمو قوي ومستقر وتحسن اقتصادي لديه إمكانية الاستمرار”. ودافع عن بي بي وقال أنه ليس لها أي دور في إطلاق المقرحي المتهم بتفجير طائرة أمريكية فوق لوكربي. ورفض إجراء أي تحقيق مع بي بي بهذا الخصوص حيث قال: “لكن بشأن إجراء أي تحقيق لا أعتقد على الإطلاق أننا في حاجة إلى تحقيق في بريطانيا بهذا الشأن”.
إن ذلك يدل على الصراع الخفي بين الرأسماليين المستعمرين وخاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي وعلى الخصوص بين أمريكا وبريطانيا حيث كانت الأخيرة الدولة العظمى في غابر الزمان وتعمل على إعادة أمجادها، والأولى أي أمريكا حلت محلها وتريد أن تقضي عليها كدولة كبرى عالميا وتحصرها في جزرها أو على الأكثر في داخل قارتها الأوروبية القديمة على حد وصف الأمريكيين لها. ورغم ذلك تجري بينهما المساومات حيث بحثا موضوع أفغانستان والانسحاب البريطاني منها، فقد صرح كاميرون وهو في واشنطن لتلفزيون (جي. إم. تي. في) أن بريطانيا قد تبدأ بالانسحاب من أفغانستان العام القادم. وقال: “إن النصر في هذه الحرب أن تكون قادرا على تسليم المسؤولية إلى حكومة أفغانية وجيش أفغاني ووجود قوة شرطة قادرة على حفظ أمن بلادها”. وبذلك يعلن أن سقف شروط النصر قد نزلت ولا يمكن أن يتحقق النصر الغربي المنشود. وقد اضطر أن يصرح بأن قرار بريطانيا بإطلاق سراح المقرحي كان خطأ، وذلك في خطوة منه لإرضاء أمريكا وتخفيف ضغطها على شركة بي بي التي تعتبر هامة للاقتصاد البريطاني. وهذا يدل على أن الحكومات الديمقراطية ما هي إلا ممثل للشركات الرأسمالية العملاقة وهي أي الحكومات تعمل لحسابها وتتشكل بأموالها.
——-
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية بتاريخ 21/7/2010 مقابلة مع ما أسمته القائد الميداني لحزب العمال الكردستاني مراد قرا يلان في أحد المعسكرات على أحد الجبال في شمال العراق. قال فيها إنه مستعد لإلقاء السلاح والاتفاق مع تركيا في ظل الأمم المتحدة. وذكر من شروطه إنهاء هجمات الجيش التركي ضد المدنيين الأكراد وإطلاق سراح السياسيين الأكراد من السجون، وطالب بإعطاء الاستقلال للأكراد في جنوب شرق تركيا.
لقد اعترف أحد قادة حزب العمال الكردستاني أن مراد قرا يلان وعبد الله أوجلان يكرهان بعضهما البعض وهما على خلاف قديم. وقد استطاع قرا يلان بقوة السلاح أن يأخذ قيادة حزب العمال الكردستاني من عثمان أوجلان الأخ الشقيق لعبد الله أوجلان بعدما استلمها عقب اعتقال الأخير والحكم عليه بالمؤبد في تركيا. والجدير بالذكر أن عبد الله أوجلان قد اتفق مع الحكومة التركية ودعا حزبه إلى إلقاء السلاح وإلى العمل السياسي في تركيا، ولذلك أسس حزب المجتمع الديمقراطي الذي كان جل أعضائه من الأكراد، وبعدما أصدرت المحكمة الدستورية التركية العام الماضي قرارا بحظره قام أعضاؤه بتأسيس حزب آخر على نفس الخط. ولذلك لوحظ أن مراد قرا يلان يسير على الخط الإنجليزي حيث يعمل على عرقلة الخطة الأمريكية التي يقودها إردوغان تحت اسم الانفتاح الديمقراطي والانفتاح الكردي والتي يعارضها الجيش التركي وتعارضها المحكمة الدستورية أيضا. ولكن عبد الله أوجلان يؤيد هذه الخطة مما يؤكد ارتباطه بالسياسة الأمريكية. ومع أن سوريا كانت تحتضنه ولكنها اضطرت للتخلي عنه عام 1998 بعدما تحالفت تركيا على عهد أجاويد مع كيان يهود على عهد حكومة نتانياهو الأولى وبتواطؤ من النظام في الأردن لضرب سوريا. ومن هنا يأتي اهتمام الإذاعة البريطانية بهذا الشخص المتمرد وتبحث عنه في شعاب جبال شمال العراق وتسلط عليه الأضواء حتى يظهر أنه لاعب مؤثر يخدم عمله السياسة الإنجليزية فيما يتعلق بتركيا وبالأكراد. ولإثارة الموضوع قامت الإذاعة البريطانية بالاتصال بالحكومة التركية للتعليق على تصريحات قرا يلان فرد عليها مسؤول لم تسمه الإذاعة قائلا: “ليس من عادة الدولة أن تعلق على تصريحات الإرهابيين”.
——–
قامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس بتاريخ 21/7/2010 بزيارة كوريا الجنوبية وتفقدا المنطقة العازلة بين الكوريّتين التي يبلغ عمقها 4,8 كم. وقد صرح غيتس أنه لا يثق بكوريا الشمالية وأنها مستمرة في أعمالها الاستفزازية. ومن ناحية أخرى فقد أعلن عن مناورات أمريكية كورية جنوبية ستجري في البحر الأصفر حيث تشترك فيها 10 سفن حربية أمريكية منها حاملة الطائرات جورج واشنطن التي تعد أكبر سفينة حربية أمريكية وتشترك فيها 8 سفن حربية لكوريا الجنوبية، بجانب ذلك فإن كثيرا من الطائرات الحربية ستشارك في هذه المناورات. مع العلم أنه يتواجد في تلك المنطقة أكثر من 28 ألف جندي أمريكي منذ توقيع الهدنة بين الكوريتين عام 1953 حتى الآن. وقد أظهرت الصين ردة الفعل على ذلك حيث اعتبرت هذه المناورات “تهديدا مباشرا لها وأمام بابها” كما صرح نائب رئيس الأركان الصيني الجنرال ما تسي تشيان. ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ حث الأطراف المعنية على التزام الهدوء وضبط النفس وعدم التصرف بأي شكل يؤدي لتفاقم التوترات بالمنطقة. وقال إننا نبدي قلقا بالغا إزاء المناورات. ولكن وزير الدفاع الأمريكي غيتس علق قائلا: المهم استئناف الروابط العسكرية مع الصين التي علقتها بكين في وقت سابق من العام الجاري بسبب مبيعات أسلحة أمريكية مزمعة لتايوان. مما يعني أن أمريكا بهذه المناورات والاستفزازات تريد الضغط على الصين حتى تنهي تجميدها للتعاون العسكري مع أمريكا ردا على صفقة الأسلحة لتايوان، وتريد أمريكا أن تعزز وجودها في المنطقة وهي تقف أمام باب الصين، وتستعرض قوتها لإثبات أنها ما زالت دولة عظمى أولى في العالم. وذريعتها استفزازات كوريا الشمالية بعدما اتهمتها بضرب سفينة حربية لكوريا الجنوبية ومقتل 26 شخصاً كانوا على متنها.
——-
عقد الاتحاد الأوروبي في بروكسل بتاريخ 21/7/2010 اجتماعا لما يسمى بممثلي الأديان النصرانية واليهودية والإسلامية لبحث دور الدين في معالجة الفقر في أوروبا. فقد أشاد مانويل بارسو رئيس لجنة الاتحاد الأوروبي بالإرادة التي أظهرتها التجمعات الدينية لمكافحة الفقر، وقال إن ذلك يحمل أهمية في حالات الأزمات الاقتصادية على الأخص. فقد أثرت الأزمة بشكل عميق على كثير من الأشخاص وأن المؤسسات الخيرية بالاعتقاد الديني قد أمنت الدعم المادي والمعنوي لتجاوز هذه الأزمة. ولهذا فالأديان لها أهمية كبرى. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي إنه يجب أن تتوحد القيم الأوروبية في وحدة واحدة وهذه هي القوة الناعمة لأوروبا. وذلك في إشارة منه باعتبار المسلمين أنهم يقبلون بالقيم الأوروبية حيث يشاركون الأديان الأخرى في معالجة مشاكل أوروبا الاقتصادية والاجتماعية. وكل ذلك يدل على تناقض الرأسماليين مع مبدئهم الذي يحتم فصل الدين عن الحياة ولا يعتبر أن للدين دوراً في معالجة المشاكل للمجتمع وخاصة الاقتصادية منها ويعتبر الدين بأنه شعور وجداني فردي محصور في المعبد، ولا يمكن أن يكون له دور في المعالجات الاقتصادية. وإلى جانب ذلك يريد الغرب أن يستغل الدين لتحقيق مآربه لتسكين عامة الناس وخاصة الفقراء منهم، ويدل ذلك على فشل المبدأ الرأسمالي المادي بمعالجة المشاكل الاقتصادية