Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق _ وزير الخارجية النمساوي يصرح بسر مكشوف

الخبر:
صرح وزير الخارجية النمساوي ميشيل شْبِنْدِلِيغَر بالأمس أن المجتمع النمساوي مهدد بالتشَيُّخ وأنه يحتاج إلى 100.000 مهاجر جديد في السنوات المقبلة كي يحافظ على نظامه الصحي والتقاعدي من الإنهيار، فمعدلات الولادة المحلية في انخفاض مستمر وهناك حاجة ماسة لإدخال أناس صغار السن في سوق العمل النمساوي للمحافظة على أنظمة التأمين.

التعليق:
صرح وزير الخارجية النمساوي بأمر بات معروفاً عند المراقبين وعلماء الإجتماع منذ سنوات عديدة. فلقد شاخت المجتمعات الأوربية جراء الإنخفاض الحاد في معدلات الولادة منذ نهاية الستينات من القرن الماضي، عندما أصبحت حبوب منع الحمل في متناول اليد، حيث تبنت المرأة الأوربية بقوة فكرة الإستقلالية وتحقيق ذاتها، تلك الفكرة التي هي من نتاج المبدأ الرأسمالي والتي غزت المجتمعات الأوربية في ذلك الحين. فأوعزوا للمرأة أن تستقل عن الرجل مادياً بعملها الخاص، وحصلوا بذلك على أيدي عاملة رخيصة في عجلة الإقتصاد الغربية، كما أنهم منحوا للأسرة الأوربية المتوسطة الدخل والتي بات يعمل فيها الرجل والمرأة على حد سواء رخاءً مزيفاً، حيث أنه لم يعد بالإمكان المحافظة على مستوى المعيشة المرتفع للأسرة إلا بعمل الوالدين. فقد ارتفعت أسعار السكن والمعيشة كثيراً ولم ترتفع مستويات الأجور بنفس النسبة، بل انخفض الكثير منها، فأصبحت دعوة المرأة إلى ولوج سوق العمل ليس من أجل استقلاليتها فحسب بل أصبح ذلك ضرورة مادية للحفاظ على مستوى المعيشة، وأدى انهماك المرأة في مجال العمل تنافس فيه الرجال إلى ابتعادها والتهائها عن إنجاب الأطفال فلم يعد لديها الوقت لذلك، وأدى هذا بالتالي إلى تَشَيُّخ المجتمعات الأوربية وإلى كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي تعاني منها اليوم.
إن الغرب يجني الآن ثمار أفكاره الخاطئة التي تعارض فطرة الإنسان، والتي مافتئ يتشبث بها ويعمل على نشرها في بلادنا الإسلامية، فالأصل الطبيعي في المرأة أنها أم وربة بيت تلد الأطفال وتربي الأجيال القادمة وتهيئهم لخوض معترك الحياة، وهذا دور محوري عظيم! أما أن تجعل المرأة جُل هدفها في الحياة الإستقلالية وتحقيق الذات ومنافسة الرجل فيما جعله الله واجباً عليه، وتلتهي بذلك عن دورها الطبيعي الذي هيئها الله له، فهذا يؤدي إلى انقراض الشعوب وهلاكها وإلى كل هذه المشاكل التي ترزح تحتها المجتمعات الرأسمالية الحديثة.

قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}