الجولة الإخبارية 2-8-2010
العناوين:
• لجنة المتابعة العربية تمنح الغطاء السياسي لمحمود عباس لإجراء مفاوضات مباشرة مع دولة يهود
• الغرب بات يدرك خسارته للحرب في أفغانستان
• بريطانيا تدعم نظام علي عبد الله صالح بالأموال
التفاصيل
تحت وطأة الضغط الأمريكي المكشوف وافقت لجنة المتابعة العربية أو ما يسمى بلجنة مبادرة السلام العربية التي تضم في عضويتها ثلاث عشرة دولة عربية وهي: (مصر وفلسطين والسعودية وسوريا ولبنان وقطر والأردن والجزائر والبحرين وتونس والسودان والمغرب واليمن) وافقت هذه اللجنة سيئة الذكر على منح الغطاء السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للشروع في إجراء مفاوضات مباشرة مع دولة يهود وتركت لعباس تحديد موعد بدئها.
وسيعلن عباس موافقته على استئناف تلك المفاوضات بعد أن يظهر أن الأمر تمت الموافقة عليه عربياً وليس فلسطينياً مع أنه جزء لا يتجزأ من لجنة المتابعة العربية.
وتزامن إعلان لجنة المتابعة العربية موافقتها على عودة المفاوضات المباشرة مع ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية نقلاً عن تقرير أمريكي أشار إلى أن: “واشنطن قامت بصرف ما يقارب الأربعمائة مليون دولار لتدريب قوات محمود عباس منذ العام 2007م للتصدي للمقاومة في الضفة الغربية”. وذكر التقرير وجود أكثر من خمسة وأربعين مستشاراً عسكرياً من أمريكا وبريطانيا وكندا يعملون في الضفة الغربية لتدريب أجهزة السلطة الفلسطينية وتوجيهها لمحاربة المقاومة واستئصالها.
وأشار التقرير الأمريكي إلى: “أن الولايات المتحدة قامت بتدريب أربع كتائب تابعة لمحمود عباس وكتيبة واحدة تابعة للحرس الرئاسي في الأردن تضم 2500 جندياً وأنها تخطط لتدريب خمسة كتائب أخرى”.
إن نشر هذا التقرير في هذا التوقيت المقصود منه إرسال إشارات إلى الوسط السياسي في منظمة التحرير أن السلطة الفلسطينية لا تملك مخالفة أوامر ولي نعمتها وأن محمود عباس لا خيار أمامه إلا القبول بما يمليه عليه المال السياسي.
——
مع اشتداد المعارك في أفغانستان وسقوط المزيد من القتلى في صفوف قوات الاحتلال الأطلسية لا سيما الأمريكية منها، بدا التذمر واضحاً على تصريحات المسؤولين الغربيين من استمرار المأزق الأفغاني فقد ذكرت مجلة (سبكتاتور) الأسبوعية البريطانية التي تمثل حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا أن: “رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون يفهم جيداً أن قوات التحالف الدولي غير قادرة على تحقيق النصر في أفغانستان”، وأضافت المجلة تحت عنوان ((كيف خسرنا في الحرب)): “أن كاميرون وصل إلى هذا الاستنتاج قبل نشر الوثائق السرية في موقع (ويكيليكس) ولا يهتم بنجاح الحرب في أفغانستان”، وذكرت المجلة: “أن كاميرون بعد حصوله على منصب رئيس الوزراء غيَّر نهج البلاد في أفغانستان دون إحداث ضجة، وتخلى عن هدف إحراز النصر ويبحث عن أفضل طريق للخروج منها”.
ومن الأدلة الجديدة الأخرى على إدراك الغرب لخسارته للحرب في أفغانستان خروج القوات الهولندية والتي تعد من أقرب حلفاء أمريكا وبريطانيا من أفغانستان.
ومن جهة ثانية فقد سجل شهر تموز (يوليو) الماضي أعلى معدل للخسائر في صفوف الجنود الأمريكيين منذ بدء العدوان على أفغانستان في العام 2001م حيث قتل حوالي سبعين جندياً أمريكياً في هذا الشهر ليصل مجموع القتلى الأمريكيين منذ بدء العدوان إلى حوالي 1200 جندي، كما دُمِّرت أكثر من ثلاثمائة وخمس آليات عسكرية أمريكية.
ولم تفلح محاولة بترايوس لشراء الذمم في أفغانستان فقد فشل في إنشاء مجالس قبلية على غرار مجالس الصحوات في العراق لتقاتل نيابة عن جيش الاحتلال الأمريكي. كما فشل أيضاً في تدريب جيش من المرتزقة الأفغانيين تحت قيادة قراضاي ليتمكن من مواجهة مقاتلي حركة طالبان.
إن إدراك هذا الفشل بدت ملامحه واضحة في تصرفات المسؤولين العسكريين الغربيين لا سيما البريطانيين الذين شرعوا منذ الآن في تهيئة الأوضاع لانسحاب هادئ وسلس من أفغانستان.
——
لم يعد دعم بريطانيا لنظام علي عبد الله صالح في اليمن أمراً سرياً فقد ذكرت وكالة CNN للأنباء أن: “الحكومة البريطانية قرَّرت تخصيص منحة سنوية منتظمة لليمن بقيمة خمسين مليون جنيه إسترليني أو ما يعادل ثمانين مليون دولار أمريكي وفق ما أعلن وزير الدولة للتنمية الدولية في المملكة المتحدة ألن دونكن”.
وكشف الوزير البريطاني أن: “هذه المنحة تأتي في إطار دعم مسارات التنمية والإصلاحات في اليمن إضافة إلى المساعي التي تبذلها الحكومة البريطانية لحشد الدعم الدولي لمساعدة اليمن في التغلب على التحديات التي تواجه مسيرة التنمية والاستقرار”.
وكان رئيس مجلس الوزراء اليمني علي محمد مجور ناقش الأربعاء الماضي مع الوزير البريطاني “علاقات التعاون اليمني البريطاني في مجال التنمية وأولوياتها الراهنة لما من شأنه مساندة جهود اليمن للتغلب على التحديات الحالية”.
وتطرق المسؤولان إلى: “الدور الذي يمكن أن تلعبه بريطانيا لتأكيد الدور الفاعل للصناديق والبنوك العالمية والدول الصناعية الكبرى في هذا الجانب”.
وقال الوزير البريطاني: “سنقوم بدور داعم من خلال مجموعة أصدقاء اليمن في اجتماعها المقبل لجهود التنمية اليمنية وتنسيق الجهود لإحداث التأثير المطلوب على واقع التنمية”.
والسؤال البسيط الذي يطرح نفسه هو:
لماذا تقوم بريطانيا بدعم اليمن بكل هذه الملايين وهي في أمس الحاجة إلى المال للخروج من أزمتها المالية؟
ولماذا هذا الدعم يتعلق باليمن بالذات وليس أي دولة أخرى؟
الجواب واضح وهو أن مصلحة بريطانيا في اليمن كبيرة ومهددة لذلك فهي لا تبخل في إنفاق الأموال للحفاظ على مصالحها من خلال الحفاظ على عملائها.