Take a fresh look at your lifestyle.

 من أقوالهن عبر ودروس  الحلقة الثانية الثبات على الحق

 

اليوم سنذهب إلى مكة المكرمة حيث دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أولها ،، وهو يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحد العمرين ، ونرى عمر بن الخطاب ذاهباً إلى بيت أخته فاطمة مغضباً هادراً كالإعصار بعد ان سمع عن إسلامها هي وزوجها ، وها هي أخته فاطمة تواجهه ،هذه الأخت القوية التي  لم تخش من جبروت أخيها رغم معرفتها ببطشه ، في حين كانت مكة بأكملها تخاف بطشه ، صاحت فيه بقوة وأدب “إن الحق في غير دينك يا عمر، لكن الحق في دين الله، نعم أسلمنا لله وآمنا بمحمد نبيا ورسولا، فاصنع ما بدا لك”، تعجب الرجل من أمر أخته، وتلك القوة التي تتحدث بها، وما حل بها من إرادة وعزم ويقين، أي سر في هذا الدين الجديد؟ طلب منها أن تعطيه الصحيفة فأبت، أقسم لها بأنه سيردها إليها بعد أن يقرأها فوافقت بشرط، قالت له: “يا أخي هذا كتاب الله، كتاب كريم، لا يمسه إلا المطهرون قم واغتسل”، ففعل، ثم أعطته الصحيفة فقرأها ، وكان ما كان بعد ذلك من شرح صدره للإسلام .

إن هذا الموقف من أروع المواقف التي شهدها الإسلام وفيه فضل كبير لله ثم لفاطمة بنت الخطاب أخته وثباتها على دينها ، وعدم خشيتها من بطشه بل أصرت على موقفها ، ثم دعوتها الصادقة له، وهو ما تعجب منه عمر أخوها وجعله يقبل على دين الإسلام .

وكذلك نعرف قصة ماشطة بنت فرعون التي سأل عنها رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم ليلة أن أُسري به حيث سأل جبريل فقال ” يا جبريل ما هذه الريح الطيبة قال هذه ريح قبر الماشطة وأولادها “، هذه المرأة التي رأت أولادها الواحد تلو الآخر يصرخون أمامها قبل أن يموتوا حرقاً أ بالزيت المغلي وهى صابرة محتسبة، فلم تضعف ولم تهن رغم هول الموقف وشدته وقد أنطق اللَّه عز وجل آخر أولادها الطفل الرضيع حيث قال لها: يا أماه، اصبري، إنك على الحق. فاقتحمتْ المرأة النار مع أولادها ، وهى تدعو اللَّه أن يتقبل منها إسلامها، فضَربتْ بذلك مثالاً طيبًا للمرأة المسلمة التي تعرف اللَّه حق معرفته، وتتمسك بدينها، وتصبر في سبيله، وتمُتَحن بالإرهاب فلا تخاف، وتبتلى بالعذاب فلا تهن أو تلين، بل تبقى صابرة محتسبة وثابتة على الحق.

 

إذن وجب علينا الثبات على الحق والدفاع عنه مهما كانت القوة التي نواجهها ومهما كان البطش والعذاب الذي يمكن أن نتعرض له ،، فلننظر إلى بنغلاديش وما يجري فيها من اعتقالات وملاحقة لحملة الدعوة وتضييق الخناق عليهم ،، وفي فلسطين يحاولون تكميم أفواههم ومنعهم من قول الحق ، وفي الباكستان والأردن وأوزبكستان وفي أي مكان يصدعون به بالحق ويبيِّنون زيف الحكام وعوارهم ويكشفون مؤامراتهم ضد الأمة بأمر وتوجيه من أسيادهم الغربيين ،، فنحن الآن أحوج ما نكون للثبات والقوة في مواجهة الباطل و مواجهة الحملة الشرسة ضد الإسلام وضد حملة الدعوة ،، وإن الصراع صراع بين أهل الإيمان وأهل الكفر أهل الباطل الذين قال فيهم عز وجل: “وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ” .

وإن الثبات متلازم مع الصبر الذي لا انفصال بينه وبين حامل الدعوة فإن النصر مع الصبر فطريق الدعوة ليس مفروشاً بالورد وكذلك لا ننسى التوكل على الله والاعتماد عليه وإحسان الظن به وبنصره عز وجل،وتقوية الصلة به سبحانه وطاعته بأداء الفرائض والنوافل وتلاوة القرآن وتدبر آياته والعمل بأحكامه ، ومن تقرب إلى الله سبحانه شبراً تقرب الله عز وجل له ذراعاً ، وإن ذكر الله تعالى – بالقلب واللسان – والمداومة عليه يزيد في قوة الإيمان ، والذي يذكر الله جدير بأن يثبته الله وينصره ويهزم عدوه .

 

فأيها الإخوة والأخوات ، يا حملة الدعوة  في كل مكان ، يا من تأملوا أن تكونوا أحباب رسول الله :

الصبر الصبر والثبات الثبات والشدة الشدة فالنصر آت آت بإذن الله تعالى ،، ومن يصدق الله يصدقه ومن ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه ،، وإن نصركم الله فلا غالب لكم .

إنكم أنتم أصحاب الحق امتثلتم لأمر الله وسرتم على سنة نبيه فأنتم مؤيدون منه سبحانه بإذنه تعالى
فأخلصوا النية لله  يرفع عنكم هذا البلاء .

اللهم ثبتنا على الحق وعجل بنصرك يا رب العالمين .