الجولة الإخبارية
العناوين:
- النظام في سوريا يبدي استعداده لتقديم تنازلات ليهود في سبيل الصلح معهم
- الزهار يكشف عن دور الإدارة الأمريكية في إنجاز المصالحة ويكشف عن دور عرفات في عمليات حماس
- حكومة إردوغان ترفض تسمية قتلاها في عدوان يهود على سفينة مرمرة لمساعدة غزة شهداء
- زرداري نموذج لحكام العالم الإسلامي يقول للأمريكيين: اقتلوا الكبار الخسائر غير المقصودة تقلقكم انتم ولكنها لا تقلقني
التفاصيل:
التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 27/9/2010 مع وزير خارجية سوريا وليد المعلم في نيورورك للبحث في كيفية استئناف مفاوضات النظام السوري مع يهود. فقد صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية كراولي على إثر هذا اللقاء قائلا: “إن الوزيرة أكدت هدفنا في تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط الذي يشمل المسار السوري”. وأضاف: “وزير الخارجية المعلم كان مهتما جدا في السعي إلى ذلك وكان هناك تعهد بتطويرنا بعض الأفكار حول كيف يمكن التقدم إلى الأمام”. فمعنى ذلك أن النظام في سوريا يترامى على الصلح مع يهود وأنه مستعد للتنازل أكثر لهم، فهو ينتظر من أمريكا أفكارا جديدة ترضي يهود ليقبلوا بالتفاوض مرة أخرى معه أي مع النظام السوري. والجدير بالذكر أن يهود أوقفوها على عهد أولمرت على إثر قيامهم بالعدوان على غزة في نهاية سنة 2008 وبداية عام 2009 وتدميرهم لها، حيث كانت حكومة إردوغان في تركيا تدير هذه المفاوضات بين يهود وبين النظام السوري. ورئيس حكومة يهود الحالي نتانياهو كان يرفض ما توصلت إليه حكومة أولمرت مع النظام السوري. فهذا النظام يعلن أنه ينتظر أفكارا جديدة من أمريكا حتى تستأنف المفاوضات من جديد. وقد نقلت وكالة سانا السورية عن وليد المعلم بأنه “أبلغ كلينتون بأن سوريا تنتظر أن تلمس أفعالا لا أقوالا من جانب إسرائيل تؤكد فيها إرادتها في صنع السلام”. فأصبح الصلح مع يهود المغتصبين لفلسطين وللجولان لدى النظام السوري وغيره من الأنظمة العربية هدفا ومطلبا عربيا تسعى هذه الأنظمة لتحقيقه.
——–
بتاريخ 28/9/2010 في الذكرى العاشرة لاندلاع الانتفاضة الثانية كان العضو القيادي في حركة حماس محمود الزهار يشرح أسباب التقدم في ملف المصالحة بين حركته وحركة فتح، فمما قال بشأن ذلك: “الإدارة الأمريكية أوعزت لحركة فتح بالتساهل وإنجاز المصالحة وإتمام كل القضايا العالقة بين الطرفين”. إن الزهار أراد فضح حركة فتح وخضوعها للأوامر الأمريكية ولكنه يفضح حماس بدون قصد بأنها تنساق وراء المخططات الأمريكية أيضا عند قبولها بهذه المصالحة. وكان إسماعيل هنية الذي يترأس حكومة حماس في غزة قد صرح بهذا الخصوص قائلا: “إن المصالحة الوطنية هي الممر الوحيد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر يتطلب إرادة حقيقية بالإضافة إلى التوافق على ما تحققه شراكة سياسية وأمنية”. مع العلم أن حركة فتح وحكومتها في رام الله قد أقرت المشروع الأمريكي القائم على الاعتراف بكيان يهود واغتصابهم لأكثر من 80% من أراضي فلسطين مقابل ما يسمى بدولة فلسطينية الهدف الرئيس لها حفظ أمن يهود. فقد صرح رئيسها عباس قائلا: أعطونا دولة فلسطينية وسترون كيف سنحفظ أمن اسرائيل. وقد صرح محمود الزهار أيضا: “إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد أوعز لحركة حماس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية في قلب الدولة العبرية، وذلك بعد أن شعر بفشل تفاوضه مع حكومة الاحتلال آنذاك”. فهذا إقرار من الزهار بأن عرفات كان يستغل حماس لمآرب سياسية ويدل على أن العمليات الفدائية كلها منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية هي لأغراض سياسية حتى يتم الصلح مع يهود. وهذا ما كان يكشف عنه حزب التحرير في بياناته منذ انطلاق تلك المنظمة. وأضاف الزهار قائلا: “توجه الرئيس الراحل ياسر عرفات في المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي هو خطأ فادح وخطوة تكتيكية خاطئة أدت إلى مقتله ويجب على حكومة رام الله التراجع الفوري والانسحاب من المفاوضات الجارية حاليا”. ولكن يظهر أن في أقوال الزهار تناقضا مع سير حركته حماس التي تتبع خطوات ياسر عرفات وتقبله زعيما لفلسطين وتقبل بالمصالحة مع حركته حركة فتح التي تقوم بالمفاوضات لإقرار المشروع الأمريكي، وقد دخلت حماس في اللعبة السياسية المرسومة حسب هذا المشروع وضمن هذه المفاوضات.
———
في تركيا كانت جمعية تسمي نفسها “جمعية الأوقاف للحقوق والحريات والمساعدات الإنسانية” قد قدمت طلبا لرئاسة الوزارة التركية باعتبار الاشخاص التسعة الذين قتلوا من قبل العدو اليهودي والذين كانوا على متن سفينة مرمرة الزرقاء ضمن القافلة التي كانت تقل مساعدات إنسانية لسكان غزة باعتبارهم شهداء بصورة رسمية. فلم تجبهم الحكومة بالرغم من مرور أكثر من 60 يوما على طلبهم. فقد أعلنت هذه الجمعية في 29/9/2010 أن الحكومة التركية قد رفضت طلبها باعتبار أولئك الذين قتلهم اليهود شهداء بصورة رسمية. فقد ذكرت هذه الجمعية أنها قدمت طلبا للحكومة بعد يومين من الجريمة اليهودية أي في 2/6/2010 ولكن لم يرد على طلبها، وأنه حسب القانون القومي للمحاكم التركية الإدارية فإذا قدم طلب للحكومة ولم يرد عليه بأي جواب في خلال 60 يوما يعتبر هذا الطلب مرفوضا. وللعلم فإنه في حالة قبول أي شخص باعتباره شهيدا بصورة رسمية فإن ذويه يستحقون تعويضات على مقتله، وتؤمن لهم تسهيلات مثل السكن في المساكن التابعة للملكية العامة بإعفاء من الأجرة لمدة 10 سنوات، وتأمين التعليم المجاني لأبناء الشهداء، ويحصل أقاربهم على قروض من الدولة للسكن في المساكن العامة. فالحكومة التركية خذلت هؤلاء الشهداء مرتين مرة عندما لم تأخذ بالثأر لهم من يهود الذين قتلوهم ولم تعلن الحرب على يهود، مع العلم أن رئيس الجمهورية التركية قال: إن مقتل هؤلاء المواطنيين يعتبر بمثابة إعلان حرب على تركيا ولكننا لم نعلن الحرب لأننا آثرنا السلام. وخذلتهم مرة أخرى عندما لم تعتبرهم شهداء. فيدل على أن الحكومة التركية برئاسة إردوغان غير جادة تجاه يهود وتستغل ذلك فقط للدعاية لها ولحزبها وتمرر سياسات معينة من خلال ذلك. وكان الأهالي في وقت سابق قد طردوا فريقا يهوديا رياضيا نسائيا جاء إلى تركيا للمشاركة في ألعاب كرة الطائرة، وقد تظاهروا حول الملعب حتى اضطروا ذلك الفريق للهرب من الملعب ومن تركيا، وقد هتفوا قائلين إن الحكومة تقول ولا تفعل ولا تتقن إلا الصراخ، ولا تحترم دماء الشهداء فتقبل دخول مثل هذا الفريق.
———
نشرت مجلة “رولينغ ستون” الأمريكية في 29/9/2010 تصريحات للرئيس الأمريكي أوباما في مقابلة أجرتها معه ذكر فيها أن الحرب في أفغانستان أكثر قسوة من الحرب في العراق. وطلب من الأمريكيين المزيد من الوقت لإثبات نجاح إستراتيجيته فيها وأضاف قائلا لم نخفق حتى الآن.
وفي نفس السياق نقلت جريدة الشرق الأوسط في 30/9/2010 عن جريدة واشنطن بوست للصحفي بوب وود ورد أن أوباما أرسل مستشاره الخاص للأمن القومي جيمس جونز ومدير المخابرات الأمريكية ليون بانيتا إلى باكستان لعقد سلسلة اجتماعات عاجلة وسرية في 19/5/2010 أوصلا رسالة تهديدية إلى زرداري على إثر محاولة تفجير سيارة في ميدان تايمز بنيويورك من قبل شخص أمريكي من أصل باكستاني، حيث ذكر جونز لزرداري: “لن يكون أحد قادرا على إيقاف الرد والعواقب وهذا ليس تهديدا بل هو مجرد بيان لحقيقة سياسية”. وذكر الصحفي وود ورد: “إن جونز وبانيتا ذكرا لزرداري لو أن هذا التفجير قد حصل لما كان هذا الاجتماع قد تم بيننا، وإن أية محاولة في المستقبل فسيضطر الرئيس أوباما إلى القيام بأشياء لا تحبها باكستان”. وذكر هذا الصحفي أن إدارة أوباما كانت تعد خطة للثأر تضمن تفجير 150 معسكرا إرهابيا في هجوم وحشي يهدف إلى المعاقبة داخل باكستان. وكان زرداري قد سمح للطائرات الأمريكية بدون طيار بقصف مواقع للقاعدة ولغيرها داخل الباكستان وأن مسؤولي المخابرات الأمريكية ذكروا أن ذلك أدى إلى موجة غضب شعبية عارمة داخل الباكستان. وقد أجابهم زرداري: “اقتلوا الكبار، الخسائر غير المقصودة تقلقكم أنتم ولكنها لا تقلقني”. وحاول زرداري أن يرد على التهديدات الأمريكية بقوله لهذين المسؤولين الأمريكيين: “إن لدينا شراكة استراتيجية وإذا حدث شيء كهذا لا يعني أننا قد تحولنا فجأة إلى أشخاص سيئين فنحن جميعا شركاء”. ولكن بانيتا قال له: “إذا حدث مثل ذلك فإنه يعني أن كل الاتفاقات لم تعد قائمة”. كل ذلك يدل على مدى التخاذل والجبن الذي يتمتع به الرئيس الباكستاني زرداري وهو نموذج لكافة الحكام في البلاد الإسلامية. وهم لا يهمهم قتل شعوبهم وإنما يهمهم أن يحافظوا على أرواحهم وعلى كراسيهم وعلى أموالهم التي سرقوها من قوت شعوبهم. وهذا التصرف الأمريكي مع زرداري نموذج لكيفية التعامل الأمريكي مع حكام العالم الإسلامي فهي تهددهم حتى يخافوا ويرضخوا ويلبوا ما تمليه عليهم أمريكا.