خبر وتعليق اقتلونا جسدياّ… سنجرحكم إعلامياً
بدأت شركة إنتاج تركية قبل أيام تصوير فيلم ينتقد إسرائيل ويدور حول سفينة (مافي مرمرة) التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية في 31 أيار/ مايو الماضي أثناء توجهها إلى قطاع غزة ضمن أسطول الحرية الذي كان يعتزم نقل مساعدات لسكان قطاع غزة الفلسطينيين، ويصور الفيلم مغامرات عميل سري تركي يقتص من مرتكبي أعمال العنف على خلفية قومية، وفي الفيلم يكلّف العميل (مراد علمدار) ورفاقه بالتوجه إلى فلسطين واعتقال الضابط الإسرائيلي الذي خطط وأشرف على الهجوم على الأسطول الذي كان ينقل المساعدات إلى غزة، ويبين الفيلم كيف يتعرض الفلسطينيون الأبرياء للذبح. ويتوقع أن يعرض الفيلم في أوائل العام المقبل.
لم يظهر الفيلم إلى الآن، ولكن قراءة سريعة لما حصل من ردات فعل على هجوم إسرائيل على أسطور الحرية يجعلنا نتوقّع أن يحدث هذا الفيلم ضجة إعلامية، وسيظهر لنا من الأمة من يمجّد تركيا على هذا الفعل “العظيم” في الرد على إسرائيل من خلال فيلم يفضحها، كما رُفعت أعلام تركيا وصور أردوغان في وقتها تمجيداً لأسطول الحرية. وهذا أعتبره اضطراب في المقاييس، عندما نعتبر أن خطاباً أو فيلماً قد يكون كافياً للرد على سفك دم مسلم بغير حق، ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق))، وبرواية أخرى ((قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).
يذكرني هذا الحديث عندما كان للمؤمن قدر وعزّة، عندما يُقاتَل اليهود ويُجلَون من ديارهم بسبب كشف ساق امرأة مسلمة، ويفتح المسلمون عمورية بسبب لطم جارية مسلمة على وجهها من قبل علج كافر. هذا عندما كان للأمة درع وحماية، عندما كان لهم راعي ومسئول، عندما كان لهم دولة تطبق الإسلام وخلافة ترعى شئونهم، عندما يكون هذا حال المسلمين، يكون للخطاب قيمة، ويكون للأفلام صدى وأثر.
بقلم: حسن الضاحي