Take a fresh look at your lifestyle.

  خبر وتعليق حال توني بلير وأمثاله كحال من يحاول اصطياد السمك من بركة جافة

الخبر:

 

بتاريخ 07 تشرين أول/أكتوبر 2010 نشرت صحيفة (Daily Telegraph) خبراً جاء فيه: “حذر توني بلير الرئيس السابق لحزب العمال من الإسلام خلال كلمة ألقاها في نيويورك قائلاً: ‘إن الجماعات الإسلامية الراديكالية العنيفة باتت تتفوق على الديمقراطية الغربية من خلال مناورات بارعة، إن الديمقراطية الغربية قد انتهت تماماً وحرمت من الاستراتيجية أمام الإسلام الراديكالي. لقد أتاحت بعض مواقع الإنترنت والمدونات الفرصة لنشر الأحاديث التي تدور حول تعرض المسلمين لهجوم أميركا وحلفائها، لقد بات من المستحيل التغلب على الراديكاليين ما لم يتم إنهاء هذه الأحاديث التي يتغذون عليها‘.”.

 

التعليق:

 

إن تصريحات توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق هذه تظهر للعيان بصورة لا تقبل التأويل بأنهم يعلنون أنهم خسروا الحرب التي أعلنوها على الإسلام والمسلمين، كيف لا وبريطانيا كانت الفاعل الرئيسي في إسقاط دولة الخلافة وهي التي حققت نجاحاً في فصل الإسلام على الدولة والحياة من خلال عميلها مجرم العصر مصطفى كمال كنتيجة لفعالياتها التي ابتدأتها منذ نحو مائتي عام عندما أدركت أن جيوش دولة الخلافة لا تهزم بالقوة المادية، إنها بريطانيا التي ألقت الافتراءات على الإسلام من خلال عملائها التي نصبتهم حكاماً على بلاد المسلمين الحريصين عليها وعلى مصالحها أكثر من حرصها على نفسها والذين أخذوا على عاتقهم مهمة محاربة الإسلام ومحاربة دعاته العاملين لإعادة إقامة الخلافة من جديد بالملاحقة والسجن والتعذيب. إنها بريطانيا التي تحالفت مع أميركا في احتلال لأفغانستان والعراق فكانت شريكة لها في قتل آلاف المسلمين في بلاد الإسلام المختلفة.

 

إن توني بلير بقوله: “إن الجماعات الإسلامية الراديكالية العنيفة باتت تتفوق على الديمقراطية الغربية من خلال مناورات بارعة” يعترف بأن الأمة الإسلامية عامة والجماعات الإسلامية خاصة عادت إلى عقيدتها الصافية النقية وباتت في وضعية تمكنها من منابذة الحضارة الغربية الديمقراطية العفنة. وبقوله: “إن الديمقراطية الغربية قد انتهت تماماً وحرمت من الاستراتيجية أمام الإسلام الراديكالي” يعترف بأن الديمقراطية التي لم تجلب للإنسانية سوى الظلم والويلات والانحطاط والأزمات قد أفلست أمام العقيدة الإسلامية وأحكامها التي توافق فطرة الإنسان وتقنع عقله فتملأ قلبه طمأنينة.

 

لما أدرك بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق أنه لا يمكنهم فوز الحرب على الإسلام والمسلمين بالغطرسة والقوة والاحتلال ولا بالحرب الفكرية! طرح الآن فكرة قطع مصادر المعلومات والاتصالات عن المسلمين، وهذا هو الإفلاس بعينه.

 

لقد بات كافة المسلمين في أرجاء المعمورة يدركون أن أميركا وبريطانيا هم ألد أعداء الإسلام والمسلمين، وأنه لا خير يأتيهم من قبلهم، وباتوا ينادون بوجوب القضاء على هاتان الدولتان وإخراجهم من الساحة الدولية. ومما لا شك فيه أن توني بلير فطن بأن نداءات الأمة الإسلامية هذه لا تفيد إلا شيئاً واحداً هو قيام دولة الخلافة من جديد، وأن المسلمين الذين باتوا يدركون تمام الإدراك عداء أميركا وبريطانيا لهم باتوا يعملون للنهوض بحالهم مستخدمين وسائل الاتصالات والمعلوماتية بشكل مؤثر جداً، ما استدعاه لإطلاق نداءات تدعوا لقطع وسائل الاتصال عن المسلمين حيث قال: “لقد أتاحت بعض مواقع الإنترنت والمدونات الفرصة لنشر الأحاديث التي تدور حول تعرض المسلمين لهجوم أميركا وحلفائها، لقد بات من المستحيل التغلب على الراديكاليين ما لم يتم إنهاء هذه الأحاديث التي يتغذون عليها” فأراد بذلك قطع صوت المسلمين!!

 

ولكن هيهات هيهات، فليعلم البلير هذا وليلعم أعداء الإسلام والمسلمين كافة، أن الأمر قد خرج عن السيطرة، وأن الخلافة باتت مطلب الأمة، وأن مساعيهم لمنع قيام الخلافة ستبوء بالفشل، فحالهم ليس إلا كحال من يحاول الاصطياد في بركة جافة. إن حكام الغرب الذين يخشون ويرجفون من مجرد التفكير بعودة الخلافة وباتوا يحسبون لذلك ألف حساب كيف سيكون حالهم عندما تقوم دولة الخلافة الراشدة فعلاً وتوحد البلاد والجيوش والعباد تحت لواء خليفة واحد؟!

رمضان طوسون