خبر و تعليق لماذا محمد الخطيب
يتساءل بعض المراقبين السياسيين على الساحة الفلسطينية عن سبب تعنت السلطة وأجهزتها الأمنية وتحديدا جهاز الاستخبارات العسكري بقيادة سيء الذكر ماجد فرج، في إطلاق سراح عضو حزب التحرير محمد الخطيب الذي تم اختطافه من بيته قبل ما يقرب الشهرين ووضعه في الحجز التعسفي في جهاز الاستخبارات، وهو الجهاز المتخصص ضمن تقسيمات الجنرال ديتون بمن يسمون بالعسكريين في أجهزة السلطة بالرغم من أن محمد ليس عسكري أجلّه الله؟!
1- لقد بات من نافلة القول أن السلطة الفلسطينية مثلها مثل باقي الأنظمة العربية والأنظمة في بلاد المسلمين لا تحترم المواطن في هذه البلدان، ولا غرابة في ذلك فالسلطة وباقي الأنظمة التي نصبت على رقاب المسلمين من قبل الكافر المستعمر لها دور واحد وهو قهر المسلمين والسهر على عدم نهضة المسلمين من كبوتهم كي يستمر السيد الغربي بالهيمنة على الأمة الإسلامية، والسلطة تحديدا هي جهاز امني مقسم إلى عدة أجهزة جيء به لتصفية قضية فلسطين والعمل ذراعا امنيا في دولة يهود للحيلولة دون مقاومة واعتراض أهل فلسطين على ما يسمونه بالحلول النهائية لمهزلة المفاوضات، والتي سيتمخض عنها ما يسمى مجازا دولة فلسطينية تكون حزام امني آخر إلى جانب ما تسمى بدول الطوق لحماية دولة يهود من الأمة الإسلامية. فسلطة هذا واقعها لا ينتظر منها إلا البطش وكبت وتكميم أفواه المسلمين في فلسطين كي تثبت جدارتها ليهود وأسيادهما.
2- تعالت الأصوات المستنكرة على السلطة في أنها قد خالفت دستورها وقانونها ومحكمتها العليا بعد أن حكمت الأخيرة بالإفراج عن محمد، ولكن عن أي قانون نتحدث وعن أي دستور ومحكمة، أكان مصدر هذا القانون والدستور الأساسي والجهاز القضائي الكتاب والسنة حتى يكون منصفا وعادلا؟ أم أن مصدر هذا الدستور والقانون الأساسي لملمة من دساتير وقوانين البلدان الفاشلة من البلدان العربية وخصوصا الأردن ومصر والذي أصل دساتيرها الاستعمار الانجليزي؟ وهل يعقل أن الانجليز الأنجاس ومن خلفهم في الاستعمار من الأمريكان وعملائهم حكام العرب، هل يعقل أن ينصفوا مسلما وخصوصا المسلم المخلص الذي يعمل لإقامة دولة الخلافة التي ستطيح بعروش عملاء الانجليز والأمريكان ومن ثم تسحق القوات الغربية الموجودة في بلاد المسلمين وتزحف إلى أوروبا وأمريكا لفتح روما وواشنطن؟!
3- كان الأصل أن تتحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية لمحاسبة السلطة على اعتدائها على حقوق محمد، ولكن هل هذه المنظمات المدعومة من الغرب نفسه تدافع عن أمثال محمد؟ الجواب لا، وما تحركاتها الشكلية إلا لذر الرماد في العيون كي تظل موجودة في بلادنا وتبقي لها بعض المصداقية عند الناس كي يتمكن الغرب من استخدامها كمراكز للتجسس وتنفيذ مختطاته في بلادنا. فلو كان المعتقل شاب غير محمد الخطيب عضو حزب التحرير لكان لهذه المنظمات والإعلام التابع للغرب موقف آخر ولقامت بإجراءات عملية من شانها إجبار السلطة على الإفراج عن محمد بالطلب من الدول المانحة وهي الدول التي تمولها بالتهديد بقطع معوناتها للسلطة وهي شريان حياتها.
4- لو علمت السلطة أن هناك من يحاسبها من الدول المانحة وخصوصا أمريكا على تجاوزاتها لما تجرأت على استمرار احتجاز محمد، ولكن الدول الغربية وخصوصا أمريكا لها مصلحة باحتجاز محمد وأمثال محمد من العاملين لإقامة الخلافة الإسلامية، إضافة إلى أن المدير المباشر لأجهزة السلطة هي أمريكا من خلال الجنرالات الأمريكان الذي تستمر أمريكا في إرسال الواحد منهم تلو الآخر، فعميل أو قل عنصر من عناصر وحدات ديتون مثل ماجد فرج الذي أصبحت زياراته المتكررة إلى أمريكا أكثر من ذهابه إلى الحمام، ولا ادري إن كان عاد من زيارته الأخيرة من واشنطن أم ما زال فيها لغاية كتابة هذه الأسطر، لا يجرؤ مثل هذا العنصر على عصيان أوامر سيده الأمريكي إن علم بان احتجاز محمد يغضب سيده الذي يدعي الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، بل يعلم ويأخذ التعليمات من سيده بان يدوس على قانونه إن كان الأمر يتعلق بالعاملين للإسلام وخصوصا العاملين للخلافة.
5- إن هؤلاء الأوباش في أجهزة ديتون من أمثال ماجد فرج وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب لا يتعلمون الدروس فهم يظنون أنهم يستطيعوا كسر إرادة الشباب الذين اخذوا على عاتقهم تحرير الأمة الإسلامية من رقبة الاستعمار وتحرير كل شبر محتل من بلاد المسلمين، فكل مرة يحاولون فيها كسر إرادة الشباب أو حتى كسر إرادة شاب واحد تبوء محاولاتهم بالفشل الذريع، ولكن هذا ليس مستغربا فمثل هؤلاء لا يعرفون معنى الإيمان بالله والتوكل عليه الذي يملا صدور هؤلاء الشباب ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))