أحمدي نجاد: لا خوش ولا آمديد
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج الكافرين والمنافقين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله، والصلاة والسلام على من أعلى اللهُ منار الإسلام بدولة الإسلام وخلافة نبيه, أما بعد:
أيها الناس:
قام الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بزيارة إلى لبنان يوم الثلاثاء الموافق 12/10/2010 هي الأولى له منذ توليه منصبه عام 2005. وألقى نجاد خطابا في مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، التي تبعد أربعة كيلومترات فقط عن كيان يهود الغاصب، كرر فيه مواقفه المعروفة من إسرائيل، وتوقع زوالها, وأشاد بصمود أهل جنوب لبنان وتضحياتهم في قتال العدو.
جاء بخيله ورجله يجر ثوب الخنوع والذل والتبعية والنفاق, جاء ويا ليته ما جاء ليزيدنا حسرة على حسرة, فكان حريٌ به أن يأتي بقضه وقضيضه فاتحاً على ظهور الدبابات العسكرية والطائرات النفاثة, يقود جيشا تعداده المليون مسلم يتوقون لفتح بيت المقدس وقبر يهود في ترابها.
لكن, أبت الخيانة أن تفارق أهلها .
فلا خوش ولا آمديد يا نجاد (أي: لا أهلا ولا سهلا… بالفارسية! )
فقد مللنا خطاباتك الخاطئة الكاذبة, وإن من يهمه الأقصى وفلسطين لا يقف كالأبله على مرمى حجر منها يطلب من المسلمين العزل الضعفاء الصمود والثبات تحت مدافع وصواريخ يهود, ويجلس هو في قصره وبين حرسه ينعم ويأكل ويترك إخوانه يُصب عليهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم!!
عباد الله:
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا، فَقَالَ: “أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلا يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلا يُسْتَشْهَدُ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ؛ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ؛ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ”. (2546) صحيح الجامع وسنن الترمذي
رحم الله الفاروق عمر رضي الله عنه حين قدم إلى الجابية (هضبة الجولان) بسوريا وكان آنذاك على مرمى حجر من بيت المقدس بعد أن طهرها من رجس النصارى عُبّاد الصليب, حيث عقد رضي الله عنه مع قادة جيش الفتح في مصر والشام والعراق لقاءً سطّره التاريخ فكان يوماً من أيام الله, نصر الله فيه الإسلام والمسلمين بعد أن تم فتح الشام والعراق ومصر, وتُوج هذا اليوم العظيم بأذان بلال بن رباح رضي الله عنه بعد أن طلب المسلمون من عمر رضي الله عنه أن يسأل لهم بلالاً يؤذِّن لهم، فسأله فوافق, وكان بلال لم يؤذن منذ أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم, فلم يُرَ يوماً كان أكثر بكاءً من يومئذ ذِكْراً منهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
فهكذا يا نجاد تكون العزة والكرامة, بل هكذا اقدم إلينا هنا في فلسطين وإلا فلا خوش بك ولا آمديد … ولا أهلا بك ولا سهلا في بلاد الشام.
ورحم الله الفاروق حين قال في خطبته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم” فهل أديت وصية رسول الله في أصحابه وأتباعهم يا نجاد؟ وأين أنت من موالاتهم ومحبتهم، بل أين أنت من الدفاع عن أعراضهم؟ ومن عقر دارك تُشتم أم المؤمنين عائشة والصحابة الكرام!
ثم أين أنت من قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ؛ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ “. فأين أمام المسلمين وخليفتهم يا نجاد؟! وأين هي جماعة المسلمين على الإمام؟! أم أنك كسائر حكام العرب والمسلمين حاكم مارق لا يحكم بما أنزل الله مغتصب للسلطة عميل تابع خانع ذليل.
أيها الناس:
بلاد الشام عزيزة على أن يُحررها أمثال هؤلاء الخونة, بل هي تنتظر خليفة المسلمين التقي النقي الذي يرابط على حدودها بجيش عرمرم يُنسي يهود وساوس الشيطان, فإلى ذلك الحاكم أدعوكم أيها المسلمون, إلى العمل مع العاملين المخلصين لمبايعة خليفة المسلمين وإقامة دولة الخلافة الإسلامية أدعوكم أيها المسلمون… فهل أنتم مستجيبون؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) الأنفال24
أخوكم عبد الرحمن المقدسي