خيانة أخرى للسلطة الفلسطينية
أثبتت السلطة الفلسطينية مرة أخرى فشلها برعاية شؤون أهل فلسطين، وتمثل ذلك في قضائها حيث شهد النظام القضائي العالي في السلطة الفلسطينة إهمالا متعمدا لقرارها من السلطة التي أوجدت هذا النظام . وظهر هذا الأمر بالإهمال الذريع لقرار المحكمة التي يطلق عليها العليا بسبب أنها أعلى سلطة قضائية في هذا الكيان. والقرار الذي أسقط ورقة التوت عن العدالة التي تدعيها السلطة هو القرار الذي خرج عنها بالإفراج الفوري عن المعتقل السياسي محمد الخطيب. ومن الجدير بالذكر أن الخطيب معتقل منذ أكثر من خمسين يوما من قرار الافراج وحتى الآن. ومن الملفت للنظر إحالة المعتقل السياسي محمد الخطيب إلى محكمة عسكرية من أجل إثبات انهم لا يكترثون بأحد ولا حتى بمحاكمهم وقضائهم. وأما المحكمة التي أحالوه لها فهي تفتقد إلى أدنى المقاييس القضائية, فقد مُنع المعتقل من أي تمثيل له في المحكمة المفبركة ولم يقدموا ضده أي دليل مادي كشهود أو مواد لأجلها استحق هذا الشكل من المحاكم . ومن السخرية أن القاضي والخصم والمدعي هم واحد مع أن الخطيب كرر على مسامع الحضور أنه ليس عسكريا وأنه شخص عادي ولكن لم يجد أذنا تصغي له أو تنفي كلامه بالأدلة أقلها الكلامية. وفي نهاية المحكمة المفبركة خرج القرار الظالم الذي يفتقد إلى أدنى معايير العدالة بالحكم عليه ستة أشهر لتهمة لا يُعلم لها أصل . ومن الجدير بالذكر التنديد المستمر الذي كان من قبل منظمات حقوق الإنسان والدعوات التي وجهت إلى كل من له ذراع في هذه السلطة بما فيهم رئيس وزائها سلام فياض.
و التساؤلات التي تتكررالآن على لسان كل من له عين يبصر بها كيف لهذا الشعب المحتل أن يحكم على السلطة التي تدعي أنها لهم وتقوم على إنصافهم و حمايتهم وهي ترى القمع والبطش بهم في محاكمهم؟ والسؤال الآخر الذي أجابت عنه هذه السلطة مرات كثيرة لماذا وجدت ولحماية من هي ؟ والسؤال الأخير بأي تشريع يقومون بإنشاء محاكم وقضاة ؟ أليس هو الدستور الذي يتشدقون به فأين هو من محاكمهم؟
والجواب على هذا يكون بالمقارنة بين هذه السلطة التي لا تملك شيئاً والمحاكم الموجودة منذ أن هدمت دولة الإسلام في بلاد المسلمين . فنحن نعلم أنها وجدت لخدمة أجندتهم وحماية عروش الحكام ، أما في هذه السلطة فهي موجودة لتنفيذ أجندة وجدت هذه السلطة لأجلها أصلا وهي حماية كيان يهود وقهر هذا الشعب وتكميم الأفواه بحيث يصبح شعبا بلا صوت ولا حركة مما يتيح لهم تنفيذ السياسات والأجندات التي تصب في خدمة كيان يهود . فكما أن المحاكم والقضاء في عالمنا المدعو بالإسلامي لا ينصف الضعفاء من الشعوب هنا ، يعيش الآن أهل فلسطين ما تتشربه آلامه على أيادي حكامهم، فما أشبه اليوم بالأمس. ولا ننسى أن أهل فلسطين جُرِّب عليهم ظلم قضاء الاحتلال والآن يذوقون ظلم من ادعوا أنهم جاءوا لإنصافهم. وهنا لا يسعنا إلا أن نذكر بقول الحق في كتابه :
(وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } البقرة165
وعلينا أن لا نصمت وأن نقول الحق ولا نجبن وتكون فينا الشجاعة الكافية للوقوف أمام الظالم والقول له أنه ظالم، ونسعى أن نجد العدل ليعم العالم كله وينصف الضعيف بأخذ الحق من سالبيه ويعيده إلى أصحابه الحقيقيين.
اعداد منال بدر
بيت المقدس