عباس ينعق .. السلام او التطرف
في مقابلة خاصة مع تلفزيون كيان يهود العام بثها قبل عدة ايام , صرح فيها محمود عباس , رئيس السلطة الفلسطينية مخاطبا القيادة الاسرائيلية بأن – “اليأس سيغذي التطرف”. وقد حذر كيان يهود من تنامي “التطرف” إذا فشلت “عملية السلام الجارية” .
وفي لقاء اخر في رام الله حذر من “مخاطر محدقة” بالمنطقة في حال فشل عملية السلام.
فترى ما الذي يقصده عباس بالمخاطر المحدقة في رأيه , وعلى من ستقع هذه المخاطر , وما الذي يخشاه حقيقة , ومن الذي يحاول الحفاظ عليه وتأمين سلامته .
لا شك انه من اجل توضيح الصورة , وجب النظر اليها من زاوية اوسع , نظرة كلية تتعلق بما حولها وبما ترتبط به , وكون الحديث هنا يتعلق برئيس السلطة الفلسطينية التي اثبتت مرارا وتكرارا انها لا تخرج عن كونها ذراعا امنيا يقوم على خدمة امن يهود , وذلك من خلال تصريح قادتها , واعمال اجهزتها الامنية , فعباس , هو من تباكى على عذابات يهود , وهو وسلطته من اعتبر امن يهود هو امنهم , واجهزته الامنية تتفاخر بمحاربتها للمخلصين من ابناء فلسطين وزجهم في السجون في اطار قانون السلطة او خارج اطاره , بل وقتلهم ومشاركة جنود يهود بذلك , عدا عن حماية أمن المستوطنين وأمن كلابهم , بالتالي فان الذي يخشاه عباس بتحذيره هذا , هو الامن المشترك بين سلطته وبين كيان يهود اي امن وجودهم واستمرارهم , وان المخاطر المحدقة في المنطقة , تحوم حول سلطته وهذا الكيان , لذلك اتخذ موقف الناصح الامين للحفاظ على سلامة يهود وسلامة سلطته المارقة .
اما الذي يقصده عباس بقوله ان اليأس يغذي التطرف , وتحذير يهود مما اسماه بالتطرف , فان مصطلح التطرف هذا ترديد لما يستخدمه الغرب في محاربته الفكرية للاسلام او بالصراع الفكري , وقد عبر الغرب عبر تصريحات قادته السياسيين والعسكريين , وعبر اعماله السياسة ومقاييسه النفعية , عن معاييره في تحديد مفهوم التطرف , وان هذه المعايير بنيت على اساس ما يحقق الغرب فيه من مصالح , اي ان ما يخالف المصالح الحيوية للغرب , فهو يدخل ضمن اطار التطرف , وقد حدد الغرب نقاطا اساسية عامة وشاملة اذكر منها , ان عدم القبول بالحضارة الغربية وطراز عيشها يعتبر تطرفا , وان المطالبة بتطبيق الشريعة وعودة الخلافة يعتبر تطرفا , وان مقاومة الاحتلالات العسكرية هو ايضا بنظرهم تطرفا , وان عدم القبول بكيان يهود والنظرة اليه نظرة اقتلاع هو بحسب الغرب يعتبر تطرفا .
فالغرب عندما انشأ هذا الكيان المسخ , الذي يعمل عباس وسلطته على حمايته , انشأه ليكون راس حربته في المنطقة , وقاعدة متقدمة له , لذلك فهو يمده بسبل الحياة , ويعمل على تامين مصالحه وبث روح الحياة فيه , فقد سخر العملاء من الحكام كعباس وسلطته المارقة لتشارك بحماية هذا الكيان وتحذيره من كل ما قد يهدد وجوده .
فالتطرف الذي يخيف عباس , هو احكام الاسلام المتعلقة بفلسطين وواجب تحريرها من النهر الى البحر , وهو قتال يهود وقتلهم حتى ينطق الحجر والشجر , وهو وحدة الامة في بوتقة دولة الخلافة التى ستقضي على شأفة يهود ومن خلفهم من المستعمرين الغربيين , وتنسيهم وساوس الشيطان , لذلك , فقد ربط عباس سلطته بيهود رباطا روحيا وابديا , فهو يسهر على امنهم ويجعل من سلطته شبكة انذار مبكر لهم .
فهل بقي للمخلصين من ابناء فلسطين من حجة بعدم القاء هذه السلطة في باطن الارض الى غير رجعة , وهل يمكن لاحد ان يقبل بهذا الكم الفاضح من الخيانات المتتالية من هذه السلطة العميلة المارقة .
ففلسطين ستتحرر بوعد محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد وقتال يهود وقتلهم والقضاء عليهم , رغما عن انف سلطتك يا عباس وسلطة يهود وسلطان الغرب اجمع , والاسلام الذي تخشاه, هو تحقيق لذلك الوعد ولو كره الكافرون وعملاؤهم المأجورون، وإن غدا لناظره قريب.