اليهود شعب سيزول
((وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا))
في هذه الآية إشارة واضحة من الله تعالى بأن اليهود إلى زوال بلا أدنى شك لكن هنا سنقف على ملامح هذا الزوال . إن اليهود الآن يتكاثرون في كل أرض فلسطين بعد رفع التجميد عن البناء في المستوطنات التي تبنى على أرض فلسطين، رغم ما نسمع من الرئيس الفلسطيني بتهديد إيقاف مفاوضات السلام اذا استمر الاستيطان وكأنه يمثل شعبا أو بيديه شئ فهو لا يعدو سوى عميل لأسياده لا يعصي لهم أمرا.
و من الملاحظ تزايد اليهود وحرصهم على التجمع في أرض فلسطين التي سرقت ودمرت أحجارها وأشجارها ولا ننسى سكانها من بطش يهود. فلا يستطيع أحد أن ينتقل من مكان إلى آخر في أرضه الا بإذن سارقها.حتى أصبح أصحاب الأرض هم من يستجدون استخدامها . وهنا يجب ان نلفت النظر إلى أن مغتصبي الأرض التي سرقت واحتلت وبني عليها مستوطنات أصبحوا لا يطيقون من هم أصحاب الأرض، وآخرها منعهم من القيام بشعائرهم الدينية ومنها المناداة إلى الصلاة وقراءة القرآن على مسامع الناس. فقاموا مؤخرا بالطلب أو بالأمر بأن لايرفعوا صوت الأذان ولا حتى القرآن في المساجد بسبب أن الصوت يزعجهم ويذكرهم بمصيرهم المحتوم خصوصا في المدن والقرى المجاورة للمستوطنات .
وبعد إذن استمرار الاستيطان سوف يتلقى كل القرى والمدن نفس الأمر بوقف إسماع الأذان و القرآن . ولا ننسى من ينفذ الأمر وهم سلطة دايتون بحيث تصدر أوامر للمساجد تجبرهم على هذا ، وكله من أجل راحة سارقي الأرض . ولا يقف الأمر على شعائر المسلمين بل طال كل شئ حتى شمل المياه ، ومن باب المفارقة الملفتة للنظر أنه للمحتل الحق في استخدام الموارد الطبيعية بشكل تام وعلى النقيض يمنع أصحاب الأرض من حفر الآبار من أجل الشرب و الزراعة ، أما المحتل فيعيش في رغد الحياة من الماء الموجود في كل مكان حتى في شوارعهم لسقي العشب ، أما الفلسطينيون فهم لا يجدون الماء للشرب وهم بالطبع يسعون إلى الماء فيستجدون المحتل القليل من الماء وبعد العطف من المستوطنين يباع لهم ماؤهم ، وإن نفذ لهم ذلك فإن بعض المستوطنين يسممون الماء من أجل قتل الكبار والصغار، و كثر هذا الأمر مؤخرا بشهادة شهود عيان بعد أن أصبحوا لا يخشون أحدا ولا يتسترون بظلام الليل بل في منتصف النهار يلقون السموم و قاذوراتهم في الماء المرسل إلى سكان القرى والمدن الفلسطينية. وطبعا لا تحرك السلطة الفلسطينية ساكنا مع كثرة الشكاوي من التسمم الذي حدث مؤخرا بين الأطفال والكبار. وللعلم فإن استهلاك اليهود السنوي من المياه يزيد عن344 مليون متر مكعب والفلسطينيون يستهلكون 93 مليون متر مكعب. مع الأخذ بعين الاعتبار التقارب السكاني بين أهل فلسطين واليهود.
وهنا يجب أن نقف مع ما نحن فيه من حال ليس فقط في أرض الإسراء بل في أرض الإسلام كلها ، لماذا هذا الحال الذي وصلنا اليه؟ والجواب على هذا يعلمه القاصي و الداني . حكامنا باعونا في مزاداتهم و لا يكترثون لكرامة شعوبهم وحياتهم وصحتهم , وأهل فلسطين يقتلون ويهانون ويمارس عليهم يومياً كلُّ اشكال الإذلال ولا أحد يحرك ساكنا .
إن هذا الأمر يجعلنا نشد الهمة ونستعين بالله بصبر وثقة ونعمل لإقامة دولة الاسلام التي تضع لكل شخص حده وتنصف كل مظلوم وتأخذ الحق و تعيده إلى أهله وتقلع اليهود من أرض الإسلام وتشتتهم وتزيلهم عن الوجود. و يجب علينا دوام استذكار الآية المسطرة بأحرف من ذهب التي قال فيها الله تعالى :
))وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُم * وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ((.
كتبته للإذاعة
أم سندس
بيت المقدس