خبر و تعليق باكستان بحاجة إلى التغيير، باكستان بحاجة إلى الخلافة
صرح أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراولي للصحافيين: “لا نفضح سراً إن قلنا بأننا أوضحنا لباكستان أننا نعتقد بأنّ التهديد الحقيقي لباكستان ليس التهديد الخارجي من الهند، إنما الذي يهدد باكستان هو التطرف الموجود فيها”.
التعليق:
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها أمريكا “تعليم” باكستان أدبيات الأمن التي ينبغي أن تكون عليها، حيث وجدت الولايات المتحدة في النزاع الباكستاني الهندي نتائج عكسية على “الحرب على الإرهاب”. حيث دأبت العناصر المخلصة داخل الجيش الباكستاني على الاعتراض على زيادة نشر القوات الباكستانية في منطقة القبائل والحدود الباكستانية الأفغانية، وترى أنّ التهديد على الحدود الشرقية يأتي من الهند، إذ أنّ أميركا تريد من الجيش الباكستاني التركيز بشكل كامل على أسر وقتل المسلمين الذين تصفهم بالمتطرفين والإرهابيين بدلا من الاهتمام بالتهديد الهندي، وتريد أيضا القضاء على مشاعر العداء ضدها عند المسلمين في باكستان، وفي الوقت نفسه تحاول تحقيق هدفها الاستراتيجي طويل الأمد في المنطقة حيث سيتم استخدام باكستان والهند في جبهة واحدة ضد الصين.
إنّ بيان وزارة الخارجية يظهر سذاجة وزارة الخارجية الأمريكية من حيث أنّهم يظنون بأنّه يسهل عليهم شراء الشعب الباكستاني! مع أنّ الأمة تنظر للولايات المتحدة باعتبارها أكبر تهديد ومن ثم تليها الهند، وهذا النوع من التصريحات الصبيانية لن يغير مشاعر الأمة العدائية والمتجذرة ضد الولايات المتحدة والهند والتي تقوم على أسس صحيحة وقوية.
إنّ تصريحات بي جي كراولي التي جاءت على خلفية وجود وفد باكستاني رفيع المستوى في زيارة للولايات المتحدة من أجل الجولة القادمة من “الحوار الاستراتيجي” بين باكستان وأمريكا، والذي ضم قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برويز كياني ووزير الخارجية شاه محمد قريشي، فقد كانت النقطة الأكثر أهمية على جدول أعمال هذا الحوار هي العمليات العسكرية في المنطقة القبلية بما في ذلك شمال وزيرستان، حيث بدأت باكستان باستئناف العمليات بهدوء في جميع الأماكن الرئيسية بما في ذلك سوات وأوراكزاي وخيبر وكورام .. الخ والتي توقفت خلال أنشطة الإغاثة من الفيضانات، وكانت الحكومة قد نجحت في القيام بذلك دون لفت انتباه وانتقادات الناس لأنّها استخدمت قضية قطع خط إمداد الناتو للتغطية على ذلك الاستئناف. ولكن الحكومة لا تزال غير قادرة على البدء بعمليات جديدة في شمال وزيرستان بسبب ضغوط داخلية كبيرة داخل الجيش والفصائل الوطنية من بين المخابرات.
لقد دفعت الولايات المتحدة باكستان إلى القيام بعمليات جديدة في شمال وزيرستان ضد شبكة حقاني، وقال المتحدث باسم مكتب الخارجية الباكستانية أمس أنّه “إذا كنا بحاجة إلى شن عمليات عسكرية في منطقة القبائل فإنّها ستكون بالأسنان والأظافر”، وأضاف أنّ “هناك أكثر من 34000 من القوات الباكستانية تتمركز بالفعل في وزيرستان”.
أحد وجهات النظر هي أنّ الولايات المتحدة والقيادة الباكستانية قد لا تكون معنية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق وإنّما يريدون استخدامها للتلويح بالعصا ضد شبكة حقاني كي تقوم بمساعدتهم في التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة كما ورد في بعض التقارير الإعلامية أنّ أعضاء شبكة حقاني قد بدؤوا بالفعل في لعب دور هام في إقامة اتصالات مع الولايات المتحدة وحركة طالبان من أجل المفاوضات.
ومع انغماس الحكومة كلها في “الحوار” مع الولايات المتحدة، لا تزال باكستان تغرق في الظلام والفوضى، فانقطاع الكهرباء مستمر على الرغم من أنّ الطقس لم يعد حارا، وما زالت كراتشي تنزف بشكل يومي ويتم قتل العشرات من الناس كل يوم فيما يعرف بـ “القتل المستهدف”، وقد أعلنت شركة “سوي الجنوبية للغاز والبترول المحدودة (SSGPL) عن نقص في الغاز لهذا الشتاء – أزمة وهمية أخرى والتي ستؤثر على الناس في الأشهر الأربعة المقبلة. فإستراتيجية الولايات المتحدة مع باكستان لم تتغير، وهي إبقاء الناس منشغلين في مشاكلهم اليومية بينما تعزز الولايات المتحدة هيمنتها على المنطقة، وحكام باكستان يتعاونون معها بشكل كامل في تحقيق هذه الخطة.
لم يعد الناس يحتملون متابعة الدعوة إلى ‘تغيير’ بينما تعزز أمريكا من وجود قواتها مع مرور الزمن، لذلك فقد أطلق حزب التحرير حملة لاغتنام الفرصة، من أجل تثقيف الأمة بأنّ معنى ‘التغيير’ هو قلع هؤلاء الحكام العملاء وإقامة الخلافة، من أجل ذلك أعلن حزب التحرير عن تنظيم مسيرات في جميع أنحاء البلاد يوم الخامس من تشرين الثاني 2010، نحن واثقون بأنّ هذه الحملة ستقربنا أكثر إلى غايتنا، إقامة الخلافة، ندعو الله أن ينزل البركة والخير في هذا المسعى. آمين!
نفيد بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان