من أقوالهن.. عبر ودروس الحلقة الثامنة النساء شقائق الرجال
حياكم الله مستمعينا الكرام من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .وأهلاً بكم معنا مجدداً في برنامجنا هذا من أقوالهن عبر ودروس .
لقاؤنا اليوم في ساحة الوغى وغبار المعارك ، في معركة أحد حينما انهزم الكثير من المسلمين وتركوا الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فهنا برزت شجاعة عدد قليل من الصحابة، فتجمعوا حول الرسول الكريم، ولم يكن عددهم يتجاوز العشرة ومنهم تلك المرأة العظيمة، نسيبة بنت كعب رضي الله عنها وأرضاها والتي حملت السيف، وأخذت تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال عنها المصطفى : ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني.
وهذه خولة بنت الأزور والتي وقعت في أسر الروم وهي وعدد من النساء فقامت بهن خطيبة قائلة :
” أترضين لأنفسكن ان يأسركن الروم فتصبحن إماء لهم وأولادكم عبيداً لأهل الشرك؟ أين شجاعتكن
وبراعتكن ؟ إني أرى القتل أهون من الأسر، خذن أعمدة الخيام و أوتادها واحملن على اللئام فلعلَّ الله ينصرنا عليهم ولا ينفك بعضكن عن بعض وكنَّ كالحلقة الدائرة ولا تتفرقن وحطمن رماح القوم وكسِّرن سيوفهم ” فتحمست النساء بقولها وهجمن هجمة واحدة فانتصرن و فككن أسرهن .
وهناك مواقف وأقوال أخرى عديدة لنساء جليلات فاضلات كنَّ فعلاً شقائق الرجال ، أقوال تمنحنا ثباتاً في زمن تكالبت فيه المحن على أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
نرى مما سبق أن للمرأة دوراً كبيراً في حمل الدعوة ونشرها والدفاع عنها بكل غالٍ ونفيس ،،وإن الله تعالى ساوى بين الذكر والأنثى في التكاليف الشرعية والثواب يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض )آل عمران آية 195″ ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يقول :” النساء شقائق الرجال” .
نعم ،، هي أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصان ولكن هذا لا يتعارض مع حملها للدعوة والقيام بتبعاتها وواجباتها ، فنسيبة كانت نعم الزوجة والأم كذلك خولة وغيرهما من نساء بيت النبوة والصحابيات والتابعيات ولكن هل منعهن هذا من التلبس بالعمل لإعلاء كلمة الله تعالى ؟! هل تذرعن بتقاليد وعادات بالية بعيدة عن الشرع وتعاليمه فأحجمن عن المشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بالحق ؟! هل خفن على أنفسهن وبيوتهن وأزواجهن وأبنائهن وأموالهن ؟! هل قلن يكفي أن الأزواج والأبناء والإخوة يقومون بحمل الدعوة وأعبائها ودورنا فقط هو توفير الجو المناسب لهم لذلك ؟! ولو أن هذ الأمر مطلوب منهن طبعاً ولكنه ليس الدور الوحيد ،، فعلى المرأة أن تعلم أن حمل الدعوة ليس بالأمر الهين وكذلك أجره وثوابه عظيم ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) .
فاعلمي أختي المؤمنة الصابرة المجاهدة حاملة الدعوة أن عليك أن تقومي بالصراعِ الفكريِّ والكفاحِ السياسيِّ وأعمالِ النصرةِ كما يقومُ الرجال . وأن تجعلي هذه القضيةَ قضيتك المصيريةَ وأن تصبري وتضحِّي وتَبذلي كلَّ غالٍ في سبيلِ تحقيقِها .وكذلك اعلمي أنه يمكن أن تدخلي السجنَ وتتعرضي للتعذيبِ وتُطاردي من السلطةِ وتتواري عن أنظارِها . يقول الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
وأقول كذلك لأخواتي المسلمات اللواتي يحسبن أن دورهن فقط هو تنمية الأخلاق في نفوس عائلاتهن والمشاركة في الجمعيات الخيرية ورعاية الأيتام والأرامل ،، غافلات عن وجوب العمل لتغيير الواقع المر الذي يعيشه المسلمون بدل محاولة ترقيعه والإطالة في عمر الطغمة الفاسدة الظالمة ،،وإن إصلاح الفرد لإصلاح المجتمع منتشر وتروج له وسائل الإعلام وما يطلق عليها القنوات الدينية و القصد منه إبعاد أنظار المسلمين عن أصل المشكلة وطريقة الحل الجذرية وهي عن ضياع الإسلام من الحكم ووجوب العمل لاقتلاع الحكام لإعادة تحكيم شرع الله على الأرض بدل شرع البشر من الغرب والكفار وأعوانهم .أقول لهن : أخواتي الغاليات : لا أشك في حبكن لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وللإسلام ولكن الطريق غير واضح بالنسبة لكن وفهمكن للإسلام ودوره مبني على العاطفة فقط ، فقد وجب عليك حمل الدعوة والصدع بالحق مثلك مثل الرجل ،، فأزحن الغمة عن أعينكن ففيكن وبكن الخير إن شاء الله ، نفسياتكن إسلامية راقية ينقصها المزيد من التبصر واستنارة الفكر التي أحسبها عندكن وتحتاج منكن إلى التوقف قليلاً والتفكر والتدبر بحال المسلمين في كل مكان ،، ذل واستعباد ومهانة ونهب خيرات واستباحة للدماء والأعراض ،فهل نزيل هذا بالحض على مكارم الأخلاق فقط ؟ هل نعيد عزة وكرامة الأمة الإسلامية برعاية الأرامل والأيتام والأعمال الخيرية الأخرى التي هي أصلاً عمل الدولة وليس عمل الأفراد ؟! ألاترغبين أن تكوني مثل نسيبة وخولة والخنساء وسمية وصفية وأسماء والرميصاء وغيرهن من عظيمات أعلام النساء المسلمات ؟! كوني فعلاً من شقائق الرجال والتحقي بركب العاملين لإعادة دولة الإسلام لنقضي على كل فساد وجور وظلم، هذه الدولة التي سترعى من تعملين أنت الآن على رعايتهم .
وأقول للنساء اللواتي تلوثت أفكارهن بالمبادئ والأفكار الغربية وأصبحت غايتهن الدعوة لهذه الأفكار وأحذرها بأنها وسواء درت أم لم تدرِ فإن في دعوتها هذه كفراً بالإسلام وبتعاليمه لأنها تنبذ أحكام الله تعالى وتطالب بأحكام أخرى أفضل للإنسان وكأن الله – حاشاه سبحانه – لا يعرف ما هو الأفضل لمن خلقه! فلترجعي عن غيك ولتبصري طريق الحق والنجاة قبل أن يأتي يوم الحساب العظيم أمام رب البشر
ولا أنسى تلك النساء الغافلات السادرات في غيهن المشغولات بتوافه أمور الدنيا وملهياتها من أخبار الموضة ووسائل المحافظة على الجمال والنضارة والرشاقة ، ومتابعة المسلسلات والأفلام والأغاني الساقطة وكذلك مجالس الغيبة والنيمة ،،بعيدات كل البعد عن مجرى الأحداث, حتى إذا سألت إحداهن عن حكم شرعي بسيط أو عن آخر أخبار البلد الذي تعيش فيه أو أخبار العالم أو مجريات الأمور لما عرفت الإجابة.
وكذلك أقول للأزواج والآباء وكل وليِّ أمر ،، لا تقفوا حجر عثرة في طريق النساء في حملهن للدعوة وأعبائها ومتطلباتها ،، فهو كما تعلمون فرض عليها كما هو فرض عليكم ، ولا تحرموهُنَّ شرفَ وأجرَ هذا العمل بل وعليكم حثهن ودعوة من لم تقم بهذا الفرض من نسائكن ،، وجب على النساء توفير الأجواء المناسبة للرجال للقيام بحمل الدعوة ،وكذلك مطلوب من الرجال الوقوف بجانب النساء في تأدية هذا الفرض ، فإنْ تزاحمتِ الأعمالُ وكَثُرتِ التكاليف لظرفٍ ما , فلا بأسَ من الصبرِ والتيسِيرِ عليها ومساعدتِها متأسين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يساعد نساءه وأهل بيته رغم مهامه العظيمة ومسؤولياته الجسيمة ،، وهو فضلٌ يُحسبُ لك أيها الزوج , وتُؤجرُ عليه بإذن اللهِ تعالى لأنك تُيسِّرُ عليها بهذا أداءَ فرضٍ من أعظمِ الفروضِ وأهمِّها , فرض حملِ الدعوةِ لإقامةِ دولةِ الخلافةِ مبعثُ عزِّ المسلمين , ومنارُ الخيرِ والعدلِ في جميعِ أنحاءِ العالم . ولا نحَسبُك أيها الأخُ الفاضلُ ترضَى أن تعصيَ اللهَ وتخالفَ أمرَهُ و تكونَ السببَ في تخلُّفِ ابنتكَ أو زوجتِكَ أو أختِك عن القيامِ بهذا الفرضِ العظيم .قالَ تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” الأنفال 24 .
نسأل الله تعالى أن نكون ممن ينطبق عليهن قول رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم بأننا شقائق الرجال ، ولنكن من هؤلاء اللواتي قال عنهن الشاعر :
ولـو أن النسـاء كمـن عرفنـا **** لفضِّـلت النساء على الرجالِ
فما التأنيـث لاسم الشمس عـيبٌ *** ولا التـذكير فخــرٌ للهـلالِ
اللهم اجعلنا من الصادعات بالحق دون خوف ولا وجل ،، اللهم اجعلنا من العاملاتِ لنصرةِ دينِك دينِ الحق وكحل عيوننا بدولة الخلافة قريباً يا الله يا عظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم مسلمة