Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مهزلة الانتخابات النيابية

 

تستعد بعض الدول لإجراء انتخابات لبرلماناتها، وقد حشدت كل امكانياتها لحث الناس على الإشتراك بها، مع أن اسماء الناجحين قد صدرت من الآن، والاهداف من هذه الانتخابات هي:

1- تجميل وتحسين الوجه القبيح لهذه الأنظمة.
2- انها أُلهية تستخدمها دول العالم الثالث بشكل عام والإسلامي بشكل خاص، لإلهاء واشغال هذه الشعوب بها فترة زمنية معينة.
3- لتحميلها وزر الفساد والظلم الواقع من هذه الأنظمة، أي أنها شماعة تعلق عليها الأنظمة جميع جرائمها ومفاسدها.
4- اضفاء الشرعية على جرائم الحكام من تسهيل نهب ثروات الأمة من قبل الدول الغربية، ونهب ما تبقى لجيوبهم، وتوزيع جزء منها على المحسوبيات، واثقال كاهل الأمة بالمديونية وفوائدها المترتبة عليها وربط مصيرها بالدول الإستعمارية.

وفي العادة يكون المرشحون لمثل هذه المجالس واحد من اثنين:

الاول: انه من الحزب الحاكم وأحد المحسوبين على النظام، وهذا حكمه حكم النظام، أي انه من العازفين على وتر النظام، والمصفقين لجرائمه، بل وربما من الذين انهوا خدماتهم من الأجهزة القمعية التي ارتكبت الجرائم تلو الجرائم بحق الناس، وجاء دوره للخدمة في مجال آخر، وهذا يعرفه الكبير والصغير ولا يخفى على أحد.

الثاني: المخدوع الذي يكون جاهلا بأصول اللعبة السياسية، وإن كان واعيا من ناحية علمية، فهذا عند وصوله ينجر الى المفاسد والرشاوى المبطنة التي تقدمها الحكومات له، من خلال تقديم بعض التسهيلات الخدماتية لناخبيه عن طريقه، وارساله بوفود رسمية وشبه رسمية الى بعض الدول واخذ مياومات، وتأمينه بالمعالجة المجانية في الدول الخارجية عن طريق التأمين الصحي الشامل.

وان كان من الغير محتاجين ماديا لمثل هذه الأمور، فيشركوه في بعض الوفود الخارجية والاجتماعات مع مختلف الرسميين على المستوى الداخلي أو الخارجي، ويلمعوه اعلاميا عن طريق استضافته في ندوات تلفزيونية، ونشر تصريحات له حول بعض القضايا الاقليمية تكون قد اعدت له مسبقا وهكذا.
وتكون أهداف هؤلاء المرشحين منحصرة في ثلاثة اهداف هي:

1- الوصول
2- خدمة الحزب او الجبهة او الحكومة التي دعمته.
3- خدمة من انتخبه بعمود كهرباء او انبوب مياه او تعبيد شارع، او نقل موظف من منطقة بعيدة عن سكنه الى منطقة قريبة.

أما القضايا الحقيقية للأمة فإنه لا يتدخل بها أو يتطرق لها، وإن حصل وتطرق لها أحد المخدوعين بالعملية السياسية فإنه يسحب من المجلس إلى السجن، ويشارك الاعضاء الآخرون في البرلمان الحكومة في زجه، وهذا ما أوصل البلاد والعباد إلى هذا المستوى من الذل والاستسلام والعبودية والعيشة الضنكى.
وأكثر من ذلك فإن الأنظمة تلجأ إلى حل هذه المجالس، في حالة أن كثر التذمر من الناس على الفساد المستشري، وتحميله مباشرة مسؤولية ذلك، والهاء الناس فترة زمنية اخرى في هذه المهزلة الانتخابية.

بقلم: احمد ابو قدوم