سرطان التطرف ام سرطان الاستعمار
أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل عدة ايام وخلال زيارة الى الهند ان باكستان المجاورة تدرك “سرطان” التطرف لكن التقدم الذي تحققه ليس سريعا.
وبالطبع فان التطرف الذي يقصده اوباما، هو الإسلام المتمثل بالعمل لإعادة إحياء الشريعة واستئناف الحياة الاسلامية باقامة دولة الخلافة، فهذا بالنسبة لاوباما هو الخطر الاعظم الذي يقض مضجعه ومضاجع الغرب بأسره، كون الخلافة تعني بالنسبة له كنس الوجود الامريكي والغربي ليس من باكستان فحسب، بل من جميع البلاد الاسلامية قاطبة، وتحرير الأمة الإسلامية من ربقة الاستعمار وانهاضها لتعود الامة الرائدة في صفوف الامم .
اما الاجواء التى صرح فيها اوباما هذا التصريح، فكانت متزامنة مع الاعمال السياسية الفذة التى قام بها حزب التحرير في باكستان قبل يومين من تصريح اوباما، حيث خرجت مسيرات في شتى بقاع باكستان، خرج فيها الالاف من المسلمين العاملين لاقامة حكم الله في الأرض، صادعين بالحق، مطالبين باستئناف الحياة الاسلامية واحياء الامة الاسلامية لتعيش بطراز عيشها المميز، طراز العيش الاسلامي الذي لا يتحقق الا بوجود دولة الخلافة الحافظة للدين .
وقد كان لهذه المسيرات وقعها على قلوب وعقول اهل الباكستان من المسلمين، ولفتت أنظارهم الى التغيير الحقيقي المطلوب في الباكستان، الذي يحقق بداية أمر الله سبحنه، ورفعة الأمة الاسلامية قاطبة، وتحرر الباكستان من قوى الطغيان والانظمة العفنة المتلاحقة سواء أكانت دكتاتورية ام ديمقراطية، فكلها في الخيانة والعمالة لامريكا سواء .
وقد كان وصف اوباما لذلك بالسرطان، تعبيرا عن تغلغل هذه الافكار في صفوف الشعب الباكستاني المسلم، والرغبة الحقيقية لدى شعب باكستان في التغيير، وإيمانهم بان التغيير الحقيقي لا يكون الا بالإسلام، وقناعتهم بعداوة امريكا لهم وللمسلمين جميعا، فالإسلام في تغلغله بعقول وقلوب المسلمين يعني لاوباما سرطانا، كونه وإدارته يكنون العداوة والبغضاء لهذا الدين القيم، ويعلمون أن زوال نفوذهم لن يكون الا بالاسلام .
ومن زاوية أخرى، فان اوباما يعمل على مغازلة الهندوس الحاقدين على الاسلام وأهله، باختياره الهند لينفث سمومه منها تجاه باكستان، ليحقق بذلك نقاطا لصالح الاطراف الهندية الموالية لأمريكا، تحقيقا لمصالح امريكية بحتة، وهذا ما كان ليظهر بهذا الشكل لولا استخفافه بحكام باكستان، وإدراكه لقيمتهم الحقيقية، وتبعيتهم المخزية للسيد الأمريكي، وعجزهم عن اتخاذ اي مواقف مشرفة، وموالاتهم لأمريكا ودولاراتها .
ناهيك عن تحريض اوباما بتصريحه هذا، للأجهزة الأمنية الباكستانية للفتك بابناء الاسلام العاملين لاعادة حكم الله وتطبيق شرعه .
ان السرطان الحقيقي الذي يهدد باكستان، هو الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي والهيمنة العسكرية الامريكية على هذا البلد الطيب أهله، فالنظام الجاثم على صدور اهل باكستان، لا يخرج عن كونه تابعا ذليلا للادارة الأمريكية، منفذا لكل ما يطلب منه لقاء فتات من المال تتصدق فيه امريكا عليهم، فتعمل على تغيير شكل النظام كما شاءت وكلما اقتضت المصلحة، فتارة تدعم الانقلابات العسكرية، وتارة تعزف على وتر الديموقراطية والانتخابات وشراء الذمم، ولا يثنيها فضائح عملاءها عن استخدامهم مرات تلو مرات، وإعادة تصنيعهم وتغليفهم بالوان براقة جديدة ومحاولة تسويقهم من جديد، وكل ذلك من اجل ضمان بقاء الهيمنة السياسية المطلقة على السياسة الخارجية الباكستانية، بل وعلى مفاصل السياسة الداخلية .
فتغلغل الاستعمار الأمريكي في باكستان في جميع مفاصل الحياة السياسية هو الهلاك بعينه، وهو السرطان الخبيث الذي يجر باكستان الى الهاوية، حتى جعلت الجيش الباكستاني تحارب أبناء جلدته خدمة لمصالحها الاستعمارية الخبيثة، وأجبرت القيادة السياسية الباكستانية على الخنوع الذليل لقاء الطلعات الجوية الامريكية اليومية في منطقة القبائل، لدرجة ان هذه القيادة العميلة تسكت عن ذلك سكوت الاموات .
أما فرقها المرتزقة من بلاك ووتر وغيرها من هذه الشركات الامنية المجرمة، فإنها لا تألوا جهدا في زرع الفتنة بين ابناء الشعب المسلم، فتفجيراتها طالت المساجد والمزارات والاطفال والشيوخ والنساء، تتفنن بقتل المسلمين والصاق التهم باطراف متنوعة كيدا وبغضا وبثا للفرقة بين ابناء الشعب الباكستاني، كل ذلك من اجل تضليل الباكستانيين عن عدوهم الحقيقي، وإضعاف إمكانية وحدتهم ونهضتهم على اساس الاسلام .
ان سرطان الاستعمار الامريكي في الباكستان قد طال كل جانب من جوانب الحياة الباكستانية، فزرعت أبواقا إعلامية تعمل على ترسيخ الفرقة، وشكلت وسطا سياسيا منتفعا ليس لديه اي هم سوى جمع المال وتحقيق المنافع المادية ولو كان ذلك على حساب عقيدتهم وأمتهم، ووضعت القيود الاقتصادية والمالية على الباكستان لاستعباده اقتصاديا من خلال ادواتها الاستعمارية، كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية وذلك ضمانا لاستمرار الهيمنة الاقتصادية، أما ثقافيا، فقد تدخلت من خلالها مؤسساتها الثقافية الاستعمارية في حياة الباكستانيين في مناهج تعليمهم ، ونشر الأفكار الغربية وطراز العيش الغربي واظهاره كمثل يحتذى به، وفتحت الباب على مصراعيه لمؤسساتها الفكرية والتبشيرية لبث الافكار الهدامة داخل المجتمع الباكستاني، ليتسنى لها الامساك بكافة مفاصل الحياة كي تضمن عدم تحرر الشعب الباكستاني من طغيانها وسرطانها الاستعماري .
لقد جن جنون اوباما وادارته ونظامه من خروج الاف الباكستانيين في اكثر من 43 مسيرة في كافة ارجاء الباكستان، مطالبين بالخلافة، داعين اهل القوة والمنعة من ضباط الجيش الباكستاني للانتصار للإسلام وأهله عبر إعطاء النصرة لحزب التحرير لتمتزح بذلك القوة الفكرية والقوة المادية لتعلنها خلافة على منهاج النبوة، تستأصل سرطان الاستعمار الامريكي من جذوره، وتقضي على هذا الورم الى الأبد، وتمحو أذياله وتنفث خبثه .
ان التاريخ باذن الله سيعيد نفسه مرة أخرى، ليخرج علينا احفاد سعد واسيد واسعد لينصروا اخواهنم احفاد ابي بكر وعمر وعلي، لينالوا بذلك شرف اقتدائهم بطريقة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فتجتمع الأنصار والمهاجرة مرة اخرى وتلتحم قوى الخير الفكرية والمادية متوجة بذلك عمل حزب تقي نقي اكرمه الله تعالى ليكون طليعة الامة وقيادتها ، ويومها بإذن الله ينادي المنادى اميركم فلان بن فلان ، نبايعه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، فتكون خلافة على منهاج النبوة .
اللهم نصرك الذي وعدت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب المقال ابو باسل