نستصرخ الجيوش للإ نطلاق من الجنوب وليس الهروب
قام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بزيارة الى جنوب لبنان وصل فيها الى بلدة بنت جبيل والتي كانت مسرحا لأشرس المعارك أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، وأصبحت تلقب بعاصمة المقاومة، والتي تبعد عن حدود فلسطين المحتلة أربعة كيلومترات , وقد صرح مساعد الرئيس الايراني في وصفه لهذه الزيارة انها ذات أهمية تاريخية …. هذا وقد ذكرت وسائل الاعلام , ان الطائرات المروحية الاسرائيلية قد حلقت في المنطقة الحدودية خلال زيارة نجاد , وقد اعتبر كيان يهود ان الزيارة كانت “استفزازية ومسببة لعدم الاستقرار” .
فهل هذا ما يحتاجه الجنوب ايها الرئيس ؟
لقد رسمت المقاومة في الجنوب اللبناني , اجمل الصور في التضحية وبذل المال والنفس دفاعا عن الارض والعرض , وقد لقنت يهود دروسا مؤلمة , واظهرت للعالم ضعف هذا الكيان , وجبن جنوده وهروبهم من امام الشباب المجاهد , وفضحت حقيقته التى لا تتعدى كونها نمرا ورقيا .
اما اهالي منطقة الجنوب المغلوبين على أمرهم , فقد تحملوا الكثير من الالام والمصاعب خلال احتلال يهود المجرم للجنوب اللبناني , وقد احتضنوا المقاومة وقدموا ابناءهم جنودا في صفوفها , وتحملوا وصبروا على الظلم الواقع من كيان يهود , ولم يكنوا او يستكينوا , الى ان تم دحر جيش يهود الجبناء من الجنوب اللبناني …
ولكن الحل السياسي الذي لحق باحداث السنة السادسة بعد الألفين ميلادية , كان في حقيقته احتواء لنتائج الحرب , وتثبيتا لمصالح الدول المتصارعة في لبنان , وحماية لكيان يهود, عبر إحضار الآلاف من الجنود الغربيين ليحتلوا المنطقة الحدودية بين لبنان وكيان يهود , وليأمنوا الحماية اللازمة لحدود كيان يهود الشمالي , وبذلك لم يتناسق الانتصار العسكري مع الهزيمة السياسية , وهذا سببه الاساسي قلة الوعي السياسي على القوى الفاعلة في لبنان , سواء أكانت اقليمية ام دولية , والارتماء باحضان قوى اقليمية دونما ادراك لتبعيتها السياسية المطلقة للدول الكبرى ولا سيما امريكا .
اما زيارة الرئيس نجاد ليقف على مرمى حجر من فلسطين , فهي فعلا تدلل على مدى الضعف والتبعية لهذه الانظمة الحاكمة في بلاد المسلمين , فلا اذكر ان التاريخ الاسلامي وعبر قرونه الطويلة , قد ذكر ان قام حاكم ما بزيارة حدود ارض مغتصبة لينظر اليها ويطلق التصريحات الرنانة , ويدير ظهره ويذهب , بل ويهرب , وكأن شيئا لم يحدث , فهل هذه هي تهديدات نجاد بازالة كيان يهود من الوجود , وهل سلاحه لتحقيق ذلك كان بالوقوف على منصة ببنت جبيل – رمز المقاومة – ويرمي يهود برمقة عين , لعل كيانهم يختفي وحده ….
اين جيشك ايها الرئيس , اين سلاح الجو الايراني من طائرات يهود المروحية التى تحلق فوق رأسك , ام انك استمرأت ذلك ….. اولم تذهب قبلها الى العراق وافغانستان وهما تحت حراب امريكا واحتلالها الغاشم المدمر لهذين البلدين واهلهما , فهل اصبح ذلك سمة من سماتك ايها الرئيس ؟
ام ذهابك لنيويورك بتصريح امريكي لزيارة مقر الامم المتحدة , الى دار الشيطان الاكبر !!!!
اما سمعت بصلاح الدين؟ الذي وقف على هضبة الجولان على راس جيش عرمرم جاء محررا لفلسطين من الغزو الصليبي , فدخلت قواته قبله ارض المعركة الى ان وصلت طبريا , فكانت اول ما حررته من البلاد , ثم انتقلت قواته الى حطين فالحقت بالصليبيين هزيمة ما زال دويها الى اليوم في القواميس العسكرية والسياسية .
الم تسمع بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ يقف على الجبل الجنوبي من بيت المقدس صارخا الله اكبر, وجنده قد سبقه للفتح الاعظم , فاتبع تكبيرته باستلام مفاتيح بيت المقدس , تعبيرا عن سيادة الاسلام وهيمنته على الدين كله , فاخرج اهل فلسطين من الكفر الى الايمان .
فبماذا اتبعت تصريحاتك الرنانة الفارغة على مرمى حجر من يهود , هل اتبعتها بمحاولة تسجيل نقاط لاطراف لبنانية متصارعة ضد اطراف اخرى , ام اتبعتها بمكاسب سياسية تحققها امريكا في المنطقة على حساب زرع الفتنة والفرقة والتخويف من نظامك .
ان الجنوب ينتظر جحافل جيوش المسلمين , لتملآ سهل البقاع هتافا الله اكبر الله اكبر , حي على الجهاد , حي على التحرير, لترتعد فرائص يهود من صرخاتهم , فما بالك من سنابك خيلهم .
فسهول الجنوب تنتظر الدبابات والمدرعات وحاملات الجند , والطائرات والمدفعيات لتحرير فلسطين ايها الرئيس , ولا تنتظر الفرقعات الاعلامية , والتصريحات الفارغة الرنانة بازالة كيان يهود عن الخريطة .
إن الأيدي المتوضئة المخلصة لله سبحانه , والمؤتمرة بامر قائد مسلم مخلص النية لله , ستدك عرش يهود وتنسيه وساوس الشيطان , وتحقق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال يهود حتى ينطق الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله.
فالله نسأل ان يعجل بنصره وقيام الدولة الحاكمة بشرعه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأستاذ أبو باسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته