نَفائِسُ الثَّمَراتِ – فَضْلُ أيامِ التَّشريق
لقد فضل الإسلام بعض الأيام عن غيرها من الأيام ، وأفردها عن غيرها بخصائص معينة، تميزها عن غيرها من الأيام، كيوم عرفة ويوم النحر وغيرها. ومن هذه الأيام أيام التشريق ، وأيام التشريق ثلاثة أيام بعد يوم النحر وسميت كذلك لأن لحم الأضاحي يشرق فيها للشمس ، أما فضلها ومكانها فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث نشيبة الهذلي قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ” . ولعلنا ننبه إلى مسألة وهي: أن بعض الناس سمع هذا الحديث واحتج في ترك بعض المأمورات وارتكاب بعض المنهيات، وإذا نصحته قال: إن هذه الأيام أيام أكل وشرب، فنقول له ولأمثاله: نعم إنها أيام أكل وشرب، وذكر لله فالمسلم يفرح بنعمة الله تعالى عليه، ويشكر هذه النعم بذكر الله تعالى وعبادته وطاعته في كل ما أمر به ونهى عنه . ورحم الله ابن الجوزي إذا يقول في كتاب المواعظ : ” لله در أقوام أقبلوا بالقلوب على مقلبها وأقاموا النفوس بين يدي مؤدبها وسلموها إذا باعوها إلى صاحبها وأحضروا الآخرة فنظروا إلى غائبها وسهروا الليالي كأنهم وُكِّلوا بِرَعىِ كواكبها ونادوا أنفسهم صبراً على نار حطبها ومقتوا الدنيا فما مالوا إلى ملاعبها واشتاقوا إلى لقاء حبيبهم فاستطالوا مدة المقام بها.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ