مخازي الحكام العرب تتجلى للعيان في وثائق ويكيليكس
إن الفضائح التي تم تسريبها عبر موقع ويكيليكس لوسائل الإعلام التي تتعلق بكثير من الدول والحكام من الصعب نفي محتواها كلية لأنها عبارة عن برقيات يتداولها الدبلوماسيون الأمريكيون فيما بينهم عبر سفاراتهم.
فان كانت هذه البرقيات هي عبارة عن انطباعات للدبلوماسيين أو معلومات استخباريه فيمكن للحكام نفيها بسهولة وذلك كما حصل مع نفي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بوجود حسابات مالية في البنوك الأجنبية وقد يحتاج الأمر في مثل هذه الحالة إلى دليل.
ولكن إن كانت هذه البرقيات تتعلق بنقل أقوال الزعماء التي أدلوا بها في اجتماعاتهم مع مسؤولين أمريكيين فنفيها في هذه الحالة لا قيمة له لأن الدبلوماسيين الأمريكيين في هذه الحالة يقومون بمهمة نقل وتسجيل الأقوال والحوارات في محاضر يتم طباعتها في الحال ثم يتم إرسالها عبر الانترنت إلى الجهات الأمريكية الرسمية.
فالخطأ في النقل في هذه الحالة غير وارد لأن طبيعة عمل الدبلوماسيين تقتضي الدقة في النقل ولا يُعقل أن تنقل أقوال عن الزعماء لم يقولوها.
فما نقلته البرقيات الأمريكية من أقوال للزعماء العرب لمحادثيهم الأمريكيين أقل ما يُقال فيها إنها مخازي مثيرة للاشمئزاز ولا تليق أن تصدر حتى عن أي دبلوماسي صغير يحترم عمله.
ومن هذه المخازي ما صدر عن الرئيس المصري وفقا للبرقيات الأمريكية وهو يجيب على سؤال الأمريكيين له عن وضع جدول زمني لانسحاب الجيش الأمريكي من العراق فنقول : ” لا يمكنكم الانسحاب ” ويضغط على الأمريكيين بإبقاء جيشهم وبدعم الجيش العراقي لتمكينه من القيام بانقلاب عسكري يأتي بديكتاتور ويصفه بأنه : ” ديكتاتور عادل ” ويفسر رأيه هذا للأمريكيين فيقول: ” انسوا الديمقراطية فالعراقيون قساة بالفطرة “.
ومن مخازي حكام مصر وزعماء السلطة الفلسطينية ما نقلته برقيات أمريكية كثيرة من أن زعماء دولة يهود تشاوروا مع حكام مصر وزعماء السلطة بشأن العدوان اليهودي على قطاع غزة في العام 2008م قبل وقوع العدوان.
وأما الرئيس الليبي معمر القذافي فتكشف البرقيات الأمريكية أنه أصبح يعتمد اعتمادا تاما على ممرضته الأوكرانية جالينا كولوتيناستكا التي وصفتها إحدى البرقيات بأنها ( شقراء فاتنة ) وأن مهمتها الاهتمام بصحة الزعيم ووضعه ومزاجه العام، وإنها كانت تتنقل بطائرة خاصة للالتحاق بالقذافي عند السفر وان القذافي على علاقة غرامية بهذه الممرضة الأوكرانية. ولم تنف المصادر الأوكرانية مرافقة الممرضة الدائمة للقذافي في سفره وترحاله.
وأما مخازي أمير قطر محمد بن خليفة آل ثان فالبرقيات المسربة في حقه كثيرة ومنها ما نقلته صحيفة هآرتس اليهودية عن موقع ويكيليكس قوله : ” لا يمكننا لوم إسرائيل لعدم ثقتها بالعرب ” ومنها قوله للسيناتور الأمريكي جون كيري : ” إن سوريا اتجهت نحو إيران لأنه لم يكن لديها أي طرف آخر ” ومنها : ” أننا نكذب عليهم ( الإيرانيون ) ويكذبون علينا ” ومنها أن قطر سمحت لأمريكا باستخدام قاعدة ( العديد) الأمريكية جون قيد أو شرط لشن هجوم على العراق وأفغانستان أما لشن هجمات على إيران فيمكن بعد أخذ كافة الضمانات الأمنية من الحكومة الأمريكية لضمان المحافظة على حق قطر في استغلال حقل الغاز الطبيعي المشترك مع إيران.
وتقول الوثائق المسربة أن قطر قدمت القاعدة لأمريكا بالمجّان وإنها تبرعت بتحمل 60% من نفقات التعديلات والتطويرات التي يتم إدخالها على القاعدة وذلك استنادا لما نقلته العربية. نت عن الوثائق.
وعلق رئيس جهاز الموساد ( الإسرائيلي ) مائير دوغان على مواقف الحكومة القطرية هذه بقوله : ” إن قطر تلعب كل الأدوات في مسعى لتحقيق الأمان والاستقلالية ” وطالب دوغان : ” الأمريكيين بنقل قواعدهم من قطر لأن وجودها يمنح قطر الثقة ” حسب رأيه.
ومن مخازي الملك السعودي في هذه الوثائق البرقية التي سربت خبر اجتماعه بجون برنان مستشار الرئيس الأمريكي اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب الذي عرض عليه استقبال 99 سجينا يمنيا من نزلاء غوانتانامو فاشترط الملك عبد الله بن عبد العزيز لقبوله لهم زرع رقائق الكترونية داخل أجساد السجناء اليمنيين مثل تلك التي تزرع بأجساد الخيول والطيور بهدف السيطرة على تحركاتهم.
كما طالب الملك عبد الله في برقية أخرى الأمريكيين بتدمير المنشآت النووية الإيرانية مستخدما تعبير ثم تكراره عدة مرات وهو قوله : ” يجب قطع رأس الأفعى قبل فوات الأوان “.
وبخصوص نفس الموضوع تحدث ملك البحرين مع القائد العسكري الأمريكي الجنرال ديفيد بترايوس فقال : ” إن هذا البرنامج النووي الإيراني يجب وقفه وان خطر تركه يفوق خطر الإقدام على وقفه “.
وكذلك تحدث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبو ظبي والقائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات مع احد الجنرالات الأميركية وحثه على ” استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية ” وقال لوند أمريكي : ” نحن نعلم أن أولويتكم الأولى هي القاعدة ولكن لا تنسوا إيران القاعدة لن تحصل على قنبلة نووية “.
وأما من مخازي حكام اليمن فتتحدث البرقيات الأمريكية عن إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أبلغ ديفيد بترايوس بأن القصف الأمريكي لمعاقل القاعدة في اليمن سينسبه إلى الجيش اليمني وليس إلى الأمريكيين فقال : ” سنستمر في القول بأن القنابل تخصنا ولا تخصكم “.
وقد أكد هذه الكذبة نائب الرئيس اليمني أمام البرلمان اليمني وادّعى بأن القوات كانت هي المسؤولة من الضربات التي نفذتّها الولايات المتحدة في اليمن”.
هذه هي بعض المخازي التي صدرت عن القادة العرب وهي غيض من فيض وتم تسريبها عبر موقع ويكيليكس إلى وسائل الإعلام وهي أن دلت على شيء فإنما تدل على مدى المهانة والنذالة التي اتسم بها هؤلاء القادة الذين ثبت أنهم لا يتورعون عن خيانة شعوبهم ومناكفة خصومهم أمام ألد أعداء أمتهم.