Take a fresh look at your lifestyle.

  من اروقة الصحافة الرئيس “بن علي محاط بما يشبه المافيا ونظامه متصلب ولا يقبل النصح”

 

ذكر موقع فرانس 24 للانباء خبرا يتعلق بتسريبات “ويكيليكس”  حيث كشف فيها الموقع عن برقية دبلوماسية أمريكية تفيد بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يحيط نفسه بما يشبه المافيا وبأن السفارة الأمريكية أشارت إلى إساءة استخدام النفوذ لدى المقربين منه أكثر من مرة وأن النظام التونسي متصلب و لا يقبل النقد والنصح.

الحقيقة ان واقع الانظمة الحاكمة  في بلاد المسلمين قاطبة  لا تختلف عن جوهر النظام التونسي , وفساد هذه الانظمة هو أشهر من نار على علم , بل ان هذه الانظمة تعتبر مضرب الامثال الدولية في الفساد والقمع  والخيانة والظلم .

وبالنسبة لتشبيه النظام التونسي بانه محاط بما يشبه المافيا , اي عصابات الجريمة المنظمة ,فان صح هذا التشبيه , فيكون بذلك  رأس النظام نفسه بن علي , يكون في هذه الحالة الاب الروحي لهذه العصابات  او ( الدون  بن علي ) بحسب ما يطلق على مثل هؤلاء .

 

فحكام المسلمين يحيطون انفسهم بمن هم على  شاكلتهم ,  سواء من الاقرباء الجشعين المقتاتين على السحت وسرقة اقوات الناس , ام من السياسيين المنتفعين الفاسدين المفسدين  , لتكتمل بذلك حلقة البطش والظلم والاضطهاد للشعوب المغلوبة على امرها .

فاساءة استخدام النفوذ من  المقربين و كبار الموظفين  السياسيين والعسكريين  في انظمة القمع هي ظاهرة مستشرية , وهي تتناغم مع اساءات الحكام انفسهم , ولا تعدو كونها موجة في بحر ظلمهم وفسادهم .

ولكن جوهر الامر  في هذا الواقع المرير , هو ان امريكا والغرب , هو من نصب هؤلاء الحكام  ليكونوا عونا لهم في قمع شعوبهم وتثبيت الهيمنة الغربية عليهم  وحماية مصالحهم , فهم بذلك أجراء لهم , يسبحون بحمدهم  ويقدموا الطاعة والولاء لهم .

لذلك كانت الانتقادات الغربية لهذه الانظمة لا تتعدى كونها جزءا من اللعبة السياسية المتعلقة  بالولاءات , ومحاولات استمالة ولاء نظام معين او استبداله  بنظام آخر  , فامريكا في حالة النظام التونسي هذه , لا يعنيها دكتاتورية النظام وممارساته القمعية بحق ابناء شعبه  ,  بل تكون نظرتها لولاء هذا النظام وتبعيته , ومدى  تحقيقه للمصالح الامريكية في منطقة شمال افريقيا , وهذا بعينه يظهر النفاق الغربي الظاهر  للحكومات الغربية في تعاملها مع هذه الانظمة الفاسدة , ومنحها الغطاء السياسي  .

ان هذه الانظمة القمعية قد اينعت رؤوسها , وقد حان قطافها , لذلك وجب على المخلصين من الضباط  في الجيش التونسي , وفي كافة جيوش المسلمين , من الانقضاض على هؤلاء الحكام المرتزقة  والقضاء على انظمتهم الفاسدة , واعطاء النصرة  للقيادة الحقيقية المخلصة المتنسمة طريقة محمد صلى الله عليه وسلم , لاقامة الدولة الراشدة على منهاج النبوة .

(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)

 

كتبه ابو باسل