من اروقة الصحافة – تشكيك في تحقيق الحكم الرشيد باليمن
ذكرت الجزيرة نت في صفحتها الاخبارية ان المشاركون في المؤتمر الوطني لحرية الوصول إلى المعلومات “نحو مجتمع الشفافية ودولة الحكم الرشيد”،قد شككوا في قدرة النظام اليمني على تحقيق مبادئ الحكم الرشيد في مؤسساته العسكرية والمدنية والقضائية في ظل حالة الانهيار التي يعيشها، على حد وصفهم.
واعتبر الناشط الحقوقي خالد الآنسي في حديث للجزيرة نت أن الحكم الرشيد أصبح أمرا من الترف في اليمن، مبررا ذلك بأن الحد الأدنى لمقومات الدولة لم يعد موجودا إلا على الورق وفي الإعلام الرسمي.
ان مصطلح الحكم الرشيد يعيد الى اذهان المسلمين حكما واحدا ليس غير , ولا يمكن ان يتصف اي حكم اخر بهذا الوصف ما لم يتطابق معه , فنظام الاسلام في الحكم قد طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفه رئيسا لاول كيان سياسي في الاسلام , وهو كيان الدولة الاسلامية الاولى , دولة الرحمة والريادة , حيث وضع فيها رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه قوانين الحكم الرشيد وكيفية تطبيقه والالتزام به والحفاظ عليه , وكان المثال الذي يحتذى به ويقتدى به لتحقيق الرشد في الحكم والرعاية .
وما ان توفى الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام , حتى اعتلى رئاسة الدولة خير خلف لخير سلف , فكان الصديق رضي الله عنه وعمر الفاروق وعلي وعثمان رضي الله عنهم اجمعين , فكانت فترة حكمهم امتدادا لنهج النبوة في الحكم والادارة والرعاية , فاطلق عليها اسم الخلافة الراشدة , لرشدها في الحكم واقتدائها بنهج محمد صلى الله عليه وسلم , فكانت تستحق ان يطلق عليها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة .
اما النظام اليمني الحاكم , فشتان بين الثرى والثرية , فعدا عن كونه نظاما عميلا تابعا للغرب منفذا لسياساته المجرمة بحق المسلمين , فهو ايضا نظام كفر مغتصب لسلطان الامة , قائم على مبادئ الظلم والنهب والسلب والنذالة السياسية , حتى انه فتح اجواءه لطائرات امريكا لتقتل ابناء شعبه وقدم لها الغطاء السياسي لتحقيق ذلك .
فهو لم يحقق قط مبادئ الحكم الرشيد سابقا , حتى قبل حالة الانهيار السياسي الذي يعصف باليمن والذي تقف وراءه امريكا لتخرج النظام من تبعيتة للانجليز الى تبعيتها .وبالطبع فهو لن يحقق حكما رشيدا خلال هذه الزعزعة السياسية لاركانه , وما الترف الحقيقي في هذا الخبر الا الترف الفكري لدى بعض الناشطين في توهمهم بامكانية وجود حكم رشيد غير حكم الاسلام , سواء اكان ذلك عن قصد منهم ام ممارسة للتضليل الفكري والسياسي للشعب اليمني .
ان الواجب على ضباط الجيش اليمني ان يلتحموا فورا باخوانهم من حملة الفكر والدعوة لاستئناف الحياة الاسلامية ويقطعوا الطريق على امريكا في زعزعتها للنظام اليمني , ويطردوا النفوذ البريطاني المزمن في اليمن , ويقتلعوا نظام على عبد الله صالح ووسطه السياسي البغيض , ويستبدلوا ذلك بالنظام العادل , نظام الاسلام , ليحققوا حكما رشيدا على منهاج النبوة , يرضى عنه ساكن الارض وساكن السماء .
كتبه ابو باسل