الجولة الإخبارية 17-1-2011م
العناوين:
- شباب حزب التحرير في تونس ينظمون مسيرات حاشدة تدعو للخلافة
- كلينتون: دول الشرق الأوسط تحتاج لإصلاح المؤسسات الفاسدة وإلا سيهزمها التشدد الإسلامي
- البيت الأبيض يستعين بخبراء خارجيين للبحث عن أفكار جديدة لتسوية الصراع العربي-“الإسرائيلي”
التفاصيل:
عقب فرار رأس النظام الدكتاتوري البائد، وضمن الثورة الشعبية التي تجتاح تونس، نظم شباب حزب التحرير في تونس مسيرات طالبت بإعادة الخلافة الإسلامية.
وجابت تلك المسيرات بعضاً من المدن التونسية، ورددت شعارات تدعو لنبذ الوطنية والقومية والسعي لإقامة الخلافة الإسلامية، وسبق لحزب التحرير-تونس أن أصدر بياناً بخصوص الأحداث الأخيرة دعا أهل تونس إلى الوقوف وقفة رجل واحد معتبراً أنّ الحلّ في دولة الإسلام العظيم حيث لا حصانة لرئيس ولا مرؤوس، يحاسب فيها خليفةُ المسلمين ويحاكم أمام مَحْكَمَةِ المَظَالِمِ، هو أو أيٌّ من ولاته أو معاونيه، إن هم ظلموا أو خالفوا الأحكام الشرعيّة أو قصّروا في الاهتمام بأمور النّاس، دولة يكون فيها حكم الله فوق الجميع.
وخاطب الحزب أهل تونس قائلاً: “إنّنا في حزب التّحرير ندعوكم ونناديكم أنّه آن أوان الجدّ لنقوم لله قومة نعبده لا نُشرك به شيئا ولا نُطيع سواه ولا نتبع إلّا ما ارتضاه لنا ونخلع الاستعمار الرّأسماليّ الفاسد وعملاءه من بلادنا خلعاً لا يعودون بعده أبدا وقد آن لكل ذي بصـر منكم أن يدرك أن الحل الجذري للحالة التي أوصلنا إليها هذا النظام هو بالعمل معنا لإقامة دولـة الخـلافة الراشدة، يستظل بلدنا فيها مع غيره من بلاد المسلمين براية العُقاب.”
هذا وقام عدد من شباب حزب التحرير بقراءة البيان المذكور في المساجد مصحوبا بهتافات وتكبير.
ويذكر أن شباب حزب التحرير في تونس كانوا ملاحقين ملاحقة شديدة في عهد النظام البائد.
هذا وينقل المكتب الإعلامي المركزي للحزب أخبار شباب حزب التحرير في تونس في وقت تجاهلت وسائل الإعلام تلك النشاطات.
——–
ضمن تحذيرها لدول الشرق الأوسط، وجراء ما يخيم على الإدارة الأمريكية من هاجس الخلافة القادمة، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس المنصرم أن دول الشرق الأوسط تحتاج لإصلاح المؤسسات الفاسدة وإنعاش النظام السياسي الراكد وإلا فإنها معرضة لخطر الهزيمة في مواجهة التشدد الإسلامي.
وصرحت كلينتون في كلمة أمام حضور يشمل ممثلين لدول منها السعودية ومصر “كل بلد بالطبع أمامه تحديات خاصة به وبإنجازاته. لكن في أماكن كثيرة للغاية وبطرق كثيرة للغاية تغرق مؤسسات المنطقة في الرمال.”
وقالت كلينتون إن عددا كبيرا من حكومات الشرق الأوسط لا تلحق بركب التغيرات السكانية والسياسية، مضيفة أن رحلتها كشفت الكثير من مؤشرات الأمل في وجود شرق أوسط جديد وخلاق، مشيرة إلى مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وإشراك الشبان في العملية السياسية باليمن باعتبارها مؤشرات أمل في مستقبل جديد، موضحة أن التقدم متفرق وليس كافيا لإنقاذ حكومات المنطقة، والكثير منها غير ديمقراطي ويواجه خطرا متزايدا من حركات التطرف الإسلامي بحسب تعبيرها.
وقالت كلينتون لممثلي الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في منتدى المستقبل بالدوحة إن “من يتمسكون بالوضع الراهن قد يتمكنون من إخفاء الأثر الكامل لمشاكل بلدانهم لفترة قصيرة لكن ليس للأبد.”
وتابعت تقول “إذا لم يقدم الزعماء رؤية إيجابية ويمنحوا الشبان سبلا ذات معنى للمساهمة فإن آخرين سيملؤون هذا الفراغ. عناصر متطرفة.. جماعات إرهابية وغيرها والتي تستغل اليأس والفقر الموجودين بالفعل… وتتنافس على النفوذ.”
وإشارة منها إلى طبيعة الصراع الأيديولوجي قالت وزيرة الخارجية الأمريكية “كلنا نعلم أن هذه المنطقة تواجه تحديات خطيرة تتجاوز حتى الصراعات التي تتصدر العناوين كل يوم.”
وقالت كلينتون “في حين أن بعض الدول حققت تقدما كبيرا في الحكم فإنه في دول أخرى كثيرة ملّ الناس من المؤسسات الفاسدة والنظام السياسي الراكد. إنهم يطالبون بإصلاحات لجعل حكوماتهم أكثر فاعلية وأكثر استجابة وأكثر انفتاحا”، مضيفة أن “عددا كبيرا من زعماء المنطقة أخفقوا في بناء مستقبل يمكن للشبان أن يؤمنوا به وأن يبقوا من أجله ويدافعوا عنه.”
وتابعت كلينتون في تشخيصها لواقع البلدان الإسلامية قائلة إن “الناس الآن على علم بما لم يكونوا يعلمونه قبل 20 أو 30 عاما.. وهو أن الكثير من ثروات الحكومات في يد فئة قليلة لا كثيرة وذلك في عدد كبير جدا من الدول.”
——–
تكريساً لفشلها في إدارة ملف صراع الشرق الأوسط، وبحثاً عن حلول بديلة لإلهاء الأطراف ووضع المنطقة في دوامة الرفض والقبول للأطروحات الجديدة، تسعى الإدارة الأمريكية في سياق بحثها عن أفكار جديدة حول كيفية دفع عملية تسوية الصراع العربي “الإسرائيلي” التي وصلت إلى طريق مسدود، إلى الاستعانة بآراء خبراء من خارجها بعضهم احتل مناصب سياسية رفيعة في حكومات أميركية سابقة.
وفي هذا المجال نظمت ندوة خاصة العام الماضي فيها فريق عمل يضم مستشارين سابقين للأمن القومي في البيت الأبيض هما ساندي بيرغر وستيفن هادلي، لتقديم توصيات بشأن عملية التسوية إلى مجلس الأمن القومي. كما عقدت ندوة ثانية في مركز “سابان” بإدارة مارتن إنديك شارك فيها مسؤول ملف إيران في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض دينيس روس ورئيس بعثة منظمة التحرير في واشنطن مع عريقات والسفير “الإسرائيلي” لدى الولايات المتحدة مايكل أورن وآخرون.
ونقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن أحد المستشارين من خارج حكومة أوباما قوله إن “السعي لتلقي الأفكار، يأتي في الوقت الذي باتت فيه جهود الحكومة (الأميركية) للسلام في الشرق الأوسط عالقة تماما”. وأضاف: “ليس هناك ذريعة للتقدم. مع إعداد خطاب حالة الاتحاد، والكونغرس الجديد، يأخذون بضعة أسابيع لجمع الأفكار من أجل إحراز تقدم والبدء بمفاوضات مجدية.”
وكان روس قد توجه في بداية الشهر الجاري إلى فلسطين المحتلة للحصول على مزيد من الإيضاحات من الحكومة “الإسرائيلية” بشأن ما تقول إنه مطالب أمنية وأفكار للتقدم في عملية التسوية.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى “إسرائيل”، دانييل كيرتزر قوله إن “هناك 3 خيارات يمكن لحكومة أوباما اعتمادها.. يمكنها الحصول على مبادرة “إسرائيلية”، أو أخرى فلسطينية، أو يمكنها تطوير مبادرتها الخاصة”. وأشار إلى أنها لم تنجح في الخيارين الأولين ولم تحاول الثالث. وقال: “إذا أرادت الحكومة الأميركية محاولة الخيار الثالث وإذا أرادت تطوير مبادرة فينبغي عليها أن تعرض برنامجا جوهريا يقول للأطراف عندما تأتون للتفاوض هذه هي مرجعيتكم، وعليهم أن يضيقوا هذه المرجعيات، كي لا نبدأ من النقطة نفسها فيه منذ 15 عاماً.”
كما اقترح نائب المبعوث السابق للجنة الرباعية، روبرت دانين نائب المبعوث في صحيفة “فاينانشال تايمز” هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تركز جهودها على زيادة الدعم لجهود رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض لبناء الدولة الفلسطينية، وهي المبادرة التي يقول إنها تحظى بتأييد واسع في كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
لكن المستشار الأميركي حول المنطقة ذاته قال إن هناك مخاطرة في دعم مثل هذه النهج من دون انتهاج عملية مقابلة من أعلى إلى أسفل من شأنها إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وأضاف أنه من دون ذلك فإنه سينظر إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفياض باعتبارها شرطة لحماية الاحتلال “الإسرائيلي”.
وأشار مدير فريق العمل حول الشرق الأوسط في مؤسسة “أميركا الجديدة” دانيال ليفي إلى أن الاحتمال الآخر هو إمكانية تراجع الولايات المتحدة عن العملية سواء بحكم الواقع أو بطريقة مدروسة أكثر. وقال: “كلما بدا كثيرا أن شيئا لن يحدث كلما ازداد تراكم الضغط على حزب العمل الإسرائيلي وزعيمه إيهود باراك للانسحاب من الحكومة”. وأضاف “أن الولايات المتحدة ربما اقتنعت بأنه من الصعب جدا القيام بعمل كبير جدا لتغيير الديناميات حاليا،… وإذا جرى المضي بالعملية ببطء فقد يتيح المجال تقريبا للسياسات “الإسرائيلية” أن تأخذ مجراها ونرى ما سيحدث إذا كان بنيامين نتنياهو يشعر بأنه يقع تحت ضغط لتزايد خمول النشاط” السياسي الخاص بالتسوية.”
وأشار كيرتزر إلى أن وجود فراغ في عملية التسوية من شأنه أن يجعل وضع المنطقة سيئا، وقال “عندما يكون الشرق الأوسط سيئا، ولبنان هو مؤشر على أنه يسوء، لدى وجود فراغ في عملية السلام، يسوء الشرق الأوسط. وسيستفيد السيئون من ذلك.”