من أروقة الصحافة ساركوزي يندد بمخطط “تطهير ديني” يستهدف مسيحيّي الشرق
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في موقعها الإلكتروني أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد ندد الجمعة بوجود “مخطط تطهير ديني شرير” يستهدف الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، وذلك بعد الاعتداءات التي استهدفت كنائس في العراق ومصر. وقال ساركوزي “لا يمكن أن نقر ومن ثم أن نسهل ما يزداد شبها بمخطط تطهير شرير جدا في الشرق الأوسط، تطهير ديني”، في إشارة إلى مسيحيّي الشرق خاصة ومن بينهم الأقباط.
إن تصريحات ساركوزي هذه تتناغم مع باقي تصريحات أئمة الكفر من رؤساء الدول والسياسيين الغربيين، مما يوضح بصورة غير قابلة للشك، أن هذا الأمر قد دبر بليل في أروقة واضعي السياسات الغربية، وفي نفس الوقت يكشف الأساليب الغربية في كيفية صنع الحدث ولو بالخفاء، ومن ثم إشهاره ونشره على كافة المستويات، وأخيرا العمل على قطف الثمار من خلال تجيير الحدث ونتائجه بما يخدم مصالح الدول الغربية الاستعمارية، وطبعا لا يتم ذلك على الأغلب إلا من خلال مشاركة الأنظمة العفنة في بلاد المسلمين بتوفير الغطاء المطلوب سواء كان ذلك أمنياً أم سياسيّاً أم غيره، حتى تكتمل الكذبة ويتحقق التضليل المطلوب والذريعة المرجوّة.
فأحداث التفجيرات في كنائس العراق ومصر، تندرج ضمن هذا الإطار، حيث تدلل تصريحات ساركوزي وأوباما وبابا الفاتيكان وغيرهم بأن الأمر يتم بتنسيق غربي متقن، في كيفية استغلال الحدث وتضخيمه وتسييره وفق الأجندة الغربية في المنطقة.
فقد توصل ساركوزي وإدارته الأمنية وبسرعة البرق، إلى أن هنالك مخطط تطهير عرقي يستهدف نصارى الشرق، بالرغم من أنه لم توجد أية إشارات أو دلائل على ذلك، أو حتى على من يقف وراء التفجيرات، وهذا الكذب والادّعاء والتضليل، يظهر حاجة الغرب وفرنسا لأسباب وذرائع أخرى للتدخل العسكري وتعميق الهيمنة الغربية على بلاد المسلمين، وإيجاد رأي عام غربي معادٍ للإسلام والمسلمين.
لقد أعاد ساركوزي بتصريحه هذا إلى الأذهان، ما كانت تقوم به فرنسا وبريطانيا وروسيا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من ادعاءات كاذبة تتعلق بالحاجة لحماية نصارى الشرق والدفاع عن حقوقهم، لتفسح لنفسها المجال آنذاك للتدخل في الشؤون الداخلية للدولة العثمانية وإثارة القلاقل لها وزرع الفتن والمؤامرات والدسائس، وكان ذلك أسلوبا من الأساليب التي استخدمها الغرب لتحقيق هدفه بالقضاء على دولة الإسلام.
وها هو الغرب يعود لاستخدام نفس الأسلوب، خشية من قيام دولة الإسلام، ومحاولة لإعاقة ظهورها الذي بات قاب قوسين أو أدنى، ولذلك كان واجبا على المسلمين إدراك ما يحاك ضدهم من مؤامرات خبيثة لتأخير انعتاقهم من الهيمنة الغربية، وعليهم أن يتخذوا كافة الإجراءات الفورية من أجل تفويت الفرصة على الغرب، من خلال إعلان مشاركتهم الفورية بالعمل العظيم لاستئناف الحياة الإسلامية وشرف العمل لإقامة الخلافة.
أما ساركوزي، فلو كان مقياسه للتطهير العرقي صحيحا، لكانت فرنسا رائدا في هذا التطهير، في قتلها لمليون مسلم في الجزائر، وهيمنتها السياسية والاقتصادية على الكثير من البلدان الإسلامية في أفريقيا لنهب ثرواتها، ناهيك عن قوانينها الجائرة بحق المسلمين من أبناء الجالية الإسلامية فيها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: أبو باسل