قصيدة  – يا اهل تونس

يا شعبَ تونسَ أجِّج ثورةَ الغضبِ

قُمْ فاقْتَلِعْ كلَّ طاغوتٍ ولا تَهَبِ

يا شعبَ تونسَ هذي الدارُ دارُكُم

والجيشُ جيشكُم والعزُّ فالتَهِبِ

وأَتْبِعْ الضربَةَ الأولى بثانيةٍ

لا تُبْقِ شيئاً لمنْ تَبِعُوا أبا لَهَبِ

فهم لصوصٌ تولَّوا أَمْرَكم غَصْباً  

وهم أولئك أَهْلُ الإِفكِ والرِّيَبِ

دربُ الخيانةِ والإجرامِ دربُهُم

دربٌ لذاك الذي قدْ لاذَ بالَهرَبِ

هيَّا الحقوهُ بمن كانوا بطانَتَهُ

بل فاسحلوهُمْ، أذيقوهُمْ شَظَى اللَّهَبِ

فاليومَ نُسْقِطُ هذا العرشَ،نَحْطِمُه

واليومَ نُتْبِعُ هذا الرأسَ بالذَّنَبِ

رأسُ النظام كذا الدستور نَمْحَقُهُ

فهم يجيدون قَلْبَ اللَّون والكَذِبِ

لنْ تخدعونا فإنَّا نحنُ نَعْرفُكُم

“لمْ تفهمونا” سنُنْبِيْكُم عن السَّبَبِ

نحنُ الكُماةُ، وإنَّا نَسلُ من فتحوا

أقصى البلادِ وخَاضُوا بَحْرَها اللَّجَبِ

نحنُ الأباةُ، وهذي القيروانُ هنا

تصيحُ “عقبةَ”، تذكر تِلْكُمُ الحُقَبِ

كنَّا المنارةَ للأنحاءِ نَرْفِدُهُم

بأهلِ فقهٍ وبالأسيافِ والكُتُبِ

فهلْ ظننتم متى ما سادَ مَنْهَجُكُم

على العباد بِبَغْيٍ، فِكْرُنا يَغِبِ؟

رغم القيودِ ورغم القهر من زمنٍ

رغم السجون، ورغم الظُّلْمِ والكُرَبِ

رغم العقودِ من الإظْلامِ ما ننسى

ديناً تجذَّرَ في الأعماقِ لمْ يَذُبِ

يا شعبَ تونسَ يا أهلي ومفخرتي

شعبَ الرجولةِ والإقدامِ فَلْتُجِبِ

نداءَ ربك، بالإسلام ملتزماً

بنَهْجِ “أحمدَ” فاسعى مُخلصَ الدَّأَبِ

فإنَّ “أحمدَ” أُوذيْ مَع صَحَابته

ليُقيمَ صرحاً به يا شعبُ فَلْتَؤُبِ  

يا جيش تونس فانحازوا لأمتكم

وطلّقوا حِقْبَةً نَكْرَاءَ كالجَرَبِ

كونوا كسعدٍ،كما الأنصار ترتفعوا

عند الإله، لعمري خيرُ مُكْتَسَبِ

إنَّ الحياةَ حياةُ العزِّ في ظلٍّ

من الإمامِ ظليلٍ غيرِ مضطربِ

عيشٌ بظلٍّ من الصدّيقِ يحكمنا  

أقبح بعيشٍ من الإِذلال والنَّصَبِ

هيا استفيقُوا لتُحيوا مجدَكُم طُرَّاً

هي الخلافةُ فِيها النَّصْرُ فانْقَلِبِ

فيها الرشادُ وفيها عودُ عزَّتِكُم

فيها الصلاحُ وفيها غايَةُ الأَرَبِ