من أروقة الصحافة التلفزة الألمانية تثير الفزع من المسلمين
اعتبرت دراسة ميدانية أجراها قسم علم نفس الإعلام بجامعة يينا الألمانية أن التقارير المتعلقة بالإرهاب في نشرات الأخبار بقنوات التلفزة الرسمية والخاصة في البلاد تلعب دورا يؤثر في زيادة خوف المواطنين الألمان من المسلمين. ونصحت الدراسة مسؤولي تحرير الأخبار في قنوات التلفاز الألمانية بتوخي الموضوعية والالتزام بالمعايير المهنية، والابتعاد عن الانفعال والتعميم عند تغطية قضايا الإرهاب ذات الخلفية المرتبطة بالإسلام أو المنتمين إليه.
لا شك أن هذه الدراسة تكشف بقصد أو بغير قصد، الهدف الحقيقي من وراء نشر التقارير المتعلقة فيما يسمى بالإرهاب، سواء كان ذلك في نشرات الأخبار أو غيرها من البرامج الإخبارية والوثائقية، وهو زيادة الخوف لدى المواطنين الألمان من الاسلام، أو ما يسمى بالتخوف من الإسلام -الإسلاموفوبيا-.
وحتى لا يقتصر الأمر في الحديث على ألمانيا وحدها، فإن ظاهرة نشر التخوف من الإسلام، تنتشر بين كافة أقطار الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها الكثير من الدول.
إلا أن الدراسة المذكورة، لم توضح من يقف حقيقة وراء هذه السياسة الممنهجة، واعتبرت أن الإعلام وبسبب عدم توخيه الموضوعية وعدم التزامه بالمهنية، قد سبب انتشار الإسلاموفوبيا، ولكن حقيقة الأمر هي أن الإعلام لا يخرج عن كونه عملا مؤسسيا يخدم مصلحة مالكي هذه المؤسسات الإعلامية، سواء كانت خاصة أم عامة، وأن هذا المؤسسات الإعلامية الغربية، تعبر عن مصلحة الأنظمة الحاكمة والمتنفذين في الدولة، وتلتزم بالأجندات العريضة المرسومة لها.
فظاهرة الإسلاموفوبيا، هي نتاج لوصفات غربية متقنة، وسياسات ممنهجة، تقف وراءها دوائر الحكم الغربية، وتستخدمها لتوحيد الرأي العام الغربي ضد الإسلام، ليتحقق بذلك الكثير من الأمور، ومنها تخفيض نسبة الغربيين المعتنقين للإسلام، وشرعنة القوانين الجائرة بحق المسلمين من أبناء الجاليات الإسلامية التي تعيش في الغرب، وتأييد الغربيين للاحتلالات العسكرية الغربية لبلاد المسلمين والقبول بها، والتقوقع الفكري لا سيما بعد خسارة الغرب لمعركته الفكرية مع الإسلام.
إن المليارات قد أنفقت للصد عن سبيل الله، وكانت النتائج عكسية دائما، فالإسلام أصبح المحرك الوحيد للشارع في بلاد المسلمين، والمؤامرات أصبحت مكشوفة للناس، ولا تنطلي على أحد، ودولة الإسلام أصبحت على مرمى حجر.
ولهذا كانت الحسرة والانهزام العسكري هو ما سيلقاه الغرب عاجلا وليس آجلا.
كتبه
أبو باسل