من أروقة الصحافة- الرئيس علي عبدالله صالح لا تمديد ولا توريث-
ذكرت وكالة فرانس برس قبل عدة ايام في موقعها الالكتروني انه وفي خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أنه لن يترشح لولاية جديدة وأنه لن يورث الحكم لابنه أحمد، مستجيبا بذلك لمطالب المعارضة وضغط الشارع.
ان الاحداث المتسارعة في تونس ومن بعدها مصر , جعلت حكام المنطقة يتحسسون فوق رؤوسهم , فهم على علم تام بالفجوة الشاسعة بينهم وبين شعوبهم , وانه لولا انهم احاطوا انفسهم باجهزة قمعية تتخذ من البطش والتنكيل جدارا يحميهم , لما استطاعوا الاستمرار في الحكم , ولقذفتهم شعوبهم الى سلة المهملات.
الا ان حاجز الخوف قد تحطم على صخرة الارادة الشعبية في تونس ومصر , مما جعل هؤلاء الحكام يرجفون من اي حراك شعبي قد يظهر في ساحاتهم وميادينهم العامة .
وبما ان ولاء هؤلاء الحكام المطلق هو للدول الغربية الاستعمارية , فان اسيادهم الغربيين يرسمون لهم الخطط الخبيثة للاستمرار بتضليل شعوبهم املا في اطالة عمر انظمتهم المهترئة , او تمهيد الطريق للتضحية بهم في سبيل الحفاظ على ولاء النظام لاسياده المستعمرين , بمعنى الاعلان عن انتهاء مدة صلاحيتهم كحكام واستبدالهم بوجوه جديدة تستمر بخدمة المصالح الغربية الاستعمارية .
وانه وفي الحالة اليمنية , فان بريطانيا تدرك تمام الادراك ان النظام اليمني التابع لها , هو مهدد من جهتين , احداهما الهجمة السياسية الامريكية للانقضاض على الحكم في اليمن وزعزعته واقتلاعه من تبعية بريطانيا واستبداله بنظام يتبع العم سام , والجهة الثانية هي الشعب اليمني المسلم , الذي ترنوه عيناه الى التحرر من النظام الفاشل العميل , واسترداد سلطانه المغتصب .
لذلك فان بريطانيا توعز لعلي عبد الله صالح ان يقدم ما اعتبر سابقا تنازلات , في سبيل الحفاظ على مصالحها الاستعمارية في اليمن , وتضليل الشعب اليمني وحرفه عن مطالبته باسقاط النظام الحاكم , ومن ناحية اخرى , محاولة سحب البساط من امام الفخاخ الامريكية المنصوبة لهذا النظام . وهو بهذه التصريحات يحاول ان يضرب عصفورين بحجر واحد .
لذلك كان واجبا على الشعب اليمني المسلم , ان يعي على هذه الخطط الخبيثة الهادفة لتثبيت النظام الحاكم واطالة عمره , ويوجه اسهمه الى القضاء على هذا النظام وتفويت الفرصة على بريطانيا من الحفاظ عليه , وتفويت الفرصة ايضا على امريكا من ان تستبدله بنظام عميل آخر يحقق لها مآربها في اليمن والمنطقة المحيطة به .
وهذا لا يتحقق الا باستبدال هذا النظام الخائن , بنظام العدل الرباني , نظام الاسلام , الذي يطبق فقط بدولة الاسلام , التى بدورها ستقضي على جميع النفوذ الغربي في بلاد المسلمين .
نسأل الله ان يكون ذلك قريبا
كتبه لاذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير – ابو باسل