الرائد لا يكذب اهله – رسالة حول انتفاضة تونس ومصر
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين و على اله وصحبه أجمعين, وعلى من سار على دربه بوعي وإخلاص إلى يوم الدين, و بعد أيها المسلمون:
إن الرائد لا يكذب أهله, و الله لو كذبنا الناس جميعاً ما كذبناكم فحرامٌ على امة الإسلام أن تقبل لنفسها الضعف و الجهل و الفرقة فقد بعثها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر.
أقول هذا و قد قامت في بعض بلاد المسلمين انتفاضات شعبية تنادي بإسقاط الأنظمة القائمة و تطالب بإحلال أنظمة كفر أخرى مكانها- لا بل أسوأ منها- فها هي في تونس و مصر و اليمن و الأردن و غيرها من بلاد المسلمين تطالب بالديمقراطية كحلّ و نسيت دينها الذي ارتضاه الله لها, فسارت و توحدت مع الكفرة و الفجرة و العملاء فخلا الشارع من القيادات المخلصة و تنادوا إلى مفاوضات مع فلول الأنظمة الفاسدة يهتفون ضدهم في الشارع و يرضخون ذلاً أمامهم فانطبق عليهم حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: “إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتقِ الله و دع ما تصنع فإنه لا يحلّ لك ثم يلقاه من الغد و هو على حاله فلا يمنعه أن يكون أكيله و شريبه و قعيده, فلما فعلوا ضرب الله قلوب بعضهم ببعض” ثم تلا قوله تعالى: ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون* ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون* ولو كانوا يؤمنون بالله و النبي و ما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء و لكن كثيرا منهم فاسقون* ) فحرام عليكم أيها المسلمون أن تقبلوا لأنفسكم أن تموتوا في سبيل غاية تغضب وجه الله الكريم فالديمقراطية نظام كفر و المشاركة في أنظمة الكفر حرام و لتكن مطالبكم موحدة هي تطبيق الإسلام كاملاً في كافة مناحي الحياة و ليس تغيير الوجوه و قد قال الشاعر: لا تقطعن ذنب الأفعى و ترسلها إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا فالشر و كل الشر هو في الحكام و دساتيرهم و مرتزقتهم و من لفّ لفيفهم فالأمة الإسلامية أمة واحدة لقوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون) فلا حدود تفرقهم فهذه حدود مصطنعة من صنع الكفار المستعمرين فالعقيدة الإسلامية هي الرابط الوحيد الذي يربط المسلمين ببعضهم فانظروا كيف تفجرت الانتفاضة في معظم بلاد المسلمين بعد أن تفجرت في تونس و الأردن و مصر على الرغم من محاولات التضليل و التعتيم التي يقوم بها الكفار و خدمهم من حكام المسلمين و ها هو المارد الإسلامي يتململ في اليمن و ليبيا و سوريا و الباكستان و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
أيها المسلمون في كل مكان:
لقد ارتضى الله لنا الإسلام ديناً و محمد صلى الله عليه وسلم نبياً و القرآن الكريم كتاباً و دستوراً و الكعبة المشرفة قبلة فينبغي أن يكون لنا خليفة أو إمام واحد يحكمنا بالإسلام يطبق على نفسه و على الأمة و يحمله للعالم رسالة هدى و نور.
يقول الله تعالى: (فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً) فلا خلاص لكم إلا بالإسلام فإنا والله نعلم المخلصين و الواعين على دينهم و نعلم كذلك الخونة و العملاء و أصحاب الأقلام و التصريحات المطاطة و نقول للجميع: اتقوا الله في إخوانكم المسلمين فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور و اعملوا مع المخلصين العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة و أما أنتم يا أبناء الجيش في بلاد المسلمين و ما يسمى بالأجهزة الأمنية اسحقوا أنظمة الحكم و اجعلوها خلافة راشدة على منهاج النبوة و ارفضوا الأوامر للفتك بالمسلمين فهم إخوانكم و الحكام أعداؤكم على الرغم مما يوهموكم و يسترضونكم فالدنيا دار ممرّ و الآخرة دار مقرّ أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لكم.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أبو شهاب