Take a fresh look at your lifestyle.

نظرة إلى الوضع في منطقة آسيا الوسطى

 

نستطيع أن نقول عن الوضع في منطقتنا بشكل عام إنه لا يزال في المنطقة صراع بين الدول العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوربا) لبسط النفوذ والتأثير فيها، وقد بلغ الصراع مرحلته الحساسة، فضلا عن ذلك، إن نمو الأفكار والمشاعر الإسلامية بين المسلمين في منطقة آسيا الوسطى بصورة غير مسبوقة قد أفزع السلطات الديكتاتورية في المنطقة وأسيادها الكفرة فزعاً شديداً، لأنهم يرون هذا التوجّه نحو النهضة الصحيحة تهديداً شديداً لهم، فلذا فإن حوادث السنوات الأخيرة وإن كانت بسبب الصراع بين الدول العظمى وضرب بعضها مصالح بعض، (ولا يَقْلَقُ أحدٌ كم من المسلمين في المنطقة يصبحون ضحايا لهذا الصراع كما حصل في حوادث قيرغيز) فإنه من جانب آخر حرب شديدة لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين (بغض النظر عن مذاهبهم ونظراتهم السياسية وما شاكل ذلك). والمراد من كل هذا تحويل المنطقة إلى منطقة غير مستقرة مليئة بالصراعات الأهلية، وإيجاد أجواء الخوف والرعب بين السكان، ومن ثم إبعاد مسلمي المنطقة عن الأفكار والمشاعر الإسلامية الصحيحة، وعلى الأقل تخفيض سرعة إقبال المسلمين إلى الإسلام، حيث إن سير النهضة العامة في الأمة الإسلامية والتي هي نتيجة مباشرة وغير مباشرة لجهود شباب حزب التحرير، إن هذا السير قد أثر تأثيراً إيجابياً في جميع طبقات المجتمع وفى الحركات والأحزاب (الأحزاب السياسية والحركات الجهادية مثل القاعدة وطالبان والحركة الإسلامية الأزبكية وغيرها)، والكل يدرك أن الحل الجذري لجميع المشاكل هو في إقامة الخلافة ويسارعون نحوها.

 

إن الكفار وعملاءهم من الحكام الخونة (في أفغانستان وباكستان وغيرهما) يحاولون أن يمنعوا الأمة من هذا التوجّه بأساليب وحيل شتى، ويبعدوا الحركات الجهادية عن الصراع المادي، ويحولوهم إلى أحزاب وحركات سياسية تسير وفق توجهاتهم السياسية، وحتى يوصلوهم إلى سُدّة الحكم، كما حصل مع بعض الحركات الجهادية، لأن صراع الحركات الجهادية يضع أمام الكفار عقَبات حقيقيةً في وجه تحقيق مخططاتهم في المنطقة، علاوة على ذلك فإن الخسائر النفسية والمالية البليغة التى يسببها هذا الصراع قد أثار الرأي العام الغربي على حكامهم، ثم إن هذه الجماعات تظهر رضاها بالأفكار الصحيحة القوية التي يطرحها حزب التحرير. إلا أن هذه الحركات ضعيفة في التفكير السياسي ويقعون أحيانا في أحابيل الخدعة السياسية للكفار وعملائهم. ويحاول الغرب اليوم أن يوقع طالبان في شِراكِه. وهذه الحركات الجهادية تنفّذُ حكماً شرعياً واحداً فقط، ألا وهو الحرب على الأعداء الذين احتلوا بلاد المسلمين. ومع أن الجهاد ضد المحتل فرض على المسلمين، إلا أن القضية المصيرية للمسلمين في المنطقة والعالم لا تتحقق بذلك وحده، ولا تبرأ ذمة المسلمين إلا بالعمل لإيجاد باقي الفروض، بل هناك حكم شرعي آخر وبإقامته فقط تحل جميع قضايا المسلمين في العالم، ومنه المنطقة، حلا صحيحاً، وتسقط فرضيته عن ذمة المسلمين جميعا، وهذا الفرض هو إقامة دولة الخلافة الراشدة واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامتها.