ألا بعدا بعدا لك يا حسني !!
الحمد لله الذي جعل لكل ظالم نهاية ،، نهاية في الدنيا مكللة بالذل والعار والصغار، وبداية بلا نهاية حينما يأخذ الله كل ظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، فالله أكبر الله أكبر الله أكبر !
الله أكبر كلما بكى الرجال قهرا ، كلما بكت النساء ترملا ، كلما بكى الأطفال يتما !! الله أكبر كلما نامت عيون الظالمين وانتبهت عيون المظلومين وألسنتهم تلهج بالدعاء :
اللهم اقصم ظهور الظالمين واجعلهم عبرة للمعتبرين واخزهم يوم الدين ،،
وعين الله لم تنم !!!
لقد عربدت أنظمة الكفر السياسية في بلاد المسلمين ردحا طويلا من الزمن ، فأهلكت الحرث والنسل ، وطغى طواغيتها في البلاد فأكثروا فيها الفساد منذ أن غابت شمس دولة الإسلام العظيمة ، تلك الدولة التي بناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعدل والإحسان وحكمها بما أنزل الله ، بناها بقوله صلى الله عليه وسلم :” وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” رواه البخاري، ثم خلف من بعده خلف أقاموا الصلاة وعزوا وسادوا ولسان حالهم : ” فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ” .
هذه هي المفارقة بين واقعنا المرير اليوم وبين تلك الحقبة التاريخية المشرفة لكل مسلم تواق للعزة والكرامة والعيش الكريم ، وما جرى في تونس ومصر من ثورات ونقمات شعبية هي ردات فعل طبيعية لأمة حية وإن طال رقادها ، لأمة عقيدتها لا إله إلا الله والحاكم الظالم عدو الله ، فالظلم ظلمات يوم القيامة ، لأمة قهرت الفرس والروم والصليبيين والمغول والتتار، وستقهر أمريكا ويهود قريبا جدا بإذن الله ، حينما تستعيد دورها الريادي في قيادة العالم الذي ترتجف أوصال ساسته وترتعد فرائصهم من المد الإسلامي الجارف القادم لتغيير وجه الكرة الأرضية .
إن الفرحة التي عمت بلاد المسلمين اليوم لزوال طاغية واحد ، هي فرحة إنما تعبر عن مدى الشقة التي أصبحت بين الأمة وحكامها العملاء ، الذين ما كلوا ولا ملوا من خدمة الكافر المستعمر ورعاية شؤونه ومصالحه حتى إذا استوفوا أدوارهم ، لفظهم لفظ النواة وباعهم في سوق النخاسة ، وحلقت طائراتهم طويلا بلا مأوى ، وجمد أرصدتهم التي امتصوها من دماء الفقراء وخيرات المسلمين ، وإن هذه الفرحة ينبغي أن لا تكتمل بزوال طاغية وحلول طاغية مكانه، ولا بترقيعات وتعديلات على دستور وضعي لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل على الأمة أن تدرك أن الظلم ينبغي أن يزول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وأن ثمار انتفاضتهم يجب أن تقطف بأيديهم ، وهذا لن يكون إلا حينما يعطي أهل القوة والمنعة البيعة لأمام عادل يحكمنا بكتاب الله وسنته ، فيسطروا أمجاد سعد ومعاذ ، ويعم الخير والعدل والأمن والأمان ، وتلك هي الفرحة الكبرى !!
وأما أنت يا حسني وبن علي وأمثالكما ،، ألا بعدا بعدا .. ألا سحقا سحقا ، ولتعلموا أن نهايتكم في الدنيا لم تئن بعد وإن أنهاها أسيادكم ،ستنهيها صرخات المعذبين في سجون ظلمكم وبطشكم، الذين استعذبوا الموت في سبيل الله ، فإما حياة بعزة لم تعرفوا طعمها يوما ما ، وإما موت بشهادة لن تنالوها بإذن الله ،، ولسوف نصعقكم بقول الله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (42) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء (43) ) إبراهيم .
وحينها لن ينفع الندم ولا الخلاص ولات حين مناص !!
اللهم إنا نسألك نصرا عزيزا وفتحا مبينا وعزا قريبا اللهم آمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
أم القعقاع