الأمة الإسلامية بخير
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
أيها الأخوة والأخوات مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الحمد لله الذي شرف هذه الأمة بأن جعلها أمة واحدة، فقال تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110-آل عمران). والله تعالى الذي خلقها وخلق غيرها ثبّت هذه الحقيقة إلى يوم القيامة وستبقى خير أمة ماعبدت الله تعالى.
هذه الأمة التي ظن الكثير أنها انتهت أو شارفت على الإنتهاء في ظل الحكم الجبري القسري الذي نكل بها وسرق منها كل شيء حتى كبريائها وكرامتها وسلطانها. ولكنها قامت ونظرت إلى عقيدتها فرأت أن الله معها حين قال:
وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء-104)
فإن تألمت هذه الأمة فإن أعدائها يتألمون اكثر منها وفي هذه الظروف بالذات، الظروف التي تمر بها ليبيا، المسلمون يتألمون ألماً شديدا بلا شك، ولكن عدو الله القذافي وزمرته وطغمته أعداء الله يألمون أكثر منهم وإن لم يظهر ذلك عليهم. فالله تعالى بين هذه الحقيقة، إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ، ولكن الله وعد المسلم بالنصر أو الشهادة.
الأمة تتعرض لمحاولات مستمرة لثنيها عن استعادة سلطانها، نستطيع أن نقسم ماتتعرض له الأمة إلى إرهابين. إرهاب داخلي وإرهاب خارجي.
الإرهاب الداخلي يتمثل بالحكام، هؤلاء هم العدو الحقيقي للأمة فهم الذين وضعهم الكافر المستعمر، صبغوا أنفسهم بأنهم من جلدتنا ولكنهم يحطمون حصوننا من داخلها، هؤلاء الحكام هم العدو الأول عقبة في طريق استعادة هذه الأمة لسلطانها. هؤلاء الحكام وأدواتهم، تلك الأدوات التي بناها الكافر المستعمر لهم بأموال المسلمين من جيوش وقوات أمن ومخابرات وما إلى ذلك وقد رأى المسلمون بأم أعينهم هذه الحقائق في مثال تونس ومصر رأوا كيف أن الأسلحة التي دفعوا أثمانها من دماءهم والتي جاعوا وعطشوا لتسليح جيوشهم بها ليحموهم بها أن هذه الأسلحة قد توجهت إلى رؤوسهم توجهت إلى قلوبهم وأُطلق منها عليهم وقُتّل بها أبنائهم. نعم هذا هو الإرهاب الداخلي الذي يتعرض له المسلمون ومازالوا.
أما الإرهاب الداخلي أيضاُ فيتمثل بالإعلام الخاص والرسمي. ولعلنا رأينا كيف أن الإعلام مازال حتى الآن موجها سواء أكان إعلاماً خاصا أم رسميا أم أعلام أجنبي.
أما الإرهاب الخارجي فيظهر فيه التعتيم الإعلامي من قبل الدول الكبرى التي لها مخططات رهيبة ضد العالم الإسلامي. وتتمثل أيضا في محاولة وأد أي حركة مخلصة فهم يزنون الأمور بميزانهم الخاص فيعتمون عندما يريدون التعتيم ويشهرون عندما تكون مصلحتهم تقتضي ذلك. ومن عناصر وأدوات الإرهاب الخارجي نشر الجواسيس بين الأمة وما مثال ليبيا عنا ببعيد فقد رأينا اليوم بأم أعيننا كيف أن هذا الزنديق عدو الله القذافي قد جلب مرتزقة من بلاد بعيدة أفريقية ودفع لهم المبالغ الطائلة كي يقتلوا أبناء الأمة الإسلامية.
ومن أدوات الإرهاب الخارجي تسليح أعداء الأمة ونزع السلاح من أبناء الأمة فالتسلح عن الأمة الإسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هو أمر طبيعي وهو حق لكل مسلم لكن هؤلاء الرويبضات منعوها عن هذا الحق كي يذبحوها ذبح النعاج.
ومن أدوات الإرهاب الخارجي أيضاُ اختراق الدول الكاقرة المستعمرة لمراكز القوة في البلاد الإسلامية هذه المراكز سواء أكان الجيش أم المراكز الثقافية أم المراكز الإقتصادية أم السياسية.
ورغم ذلك أيها الأخوة نقول أن الأمة الإسلامية مازالت بخير، فلو مورس جزء من هذا الذي تعرضت له الأمة الإسلامية على أمة أخرى لانتهت وانقرضت. ولكن الله سبحانه وتعالى أعلنها حقيقة منذ ألف وأربعمائة عام وستبقى إلى يوم القيامة : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ .
فالأمة الإسلامية تتحرك وإن كبت لفترة فإنها تتحرك وتقف كالمارد وعندما تقف رغم كل ضعفها ورغم كلما سُلب منها من عناصر القوة ترتعد لها امريكا وأوربا ويرتعد منها الشرق والغرب يخشونها فيجمعون لها كل ما بأيديهم من قوة للقضاء عليها ولكن الله سبحانه وتعالى معها وهذا هو السلاح الماضي، وهذا القرآن يؤكد حقيقة هذه القوة التي عند المسلمين وهي القوة الروحية التي لا تستطيع الدول الأخرى أن تشتريها ولا بكل أموال الدنيا. إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.
نسأل الله لهذه الأمة أن ينصرها وأن يوحدها وأن يعيدها دولة أولى في ظل راية العُقاب راية لاإله إلا الله محمد رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19.2.2011م
أبو هاني