Take a fresh look at your lifestyle.

الفضائيات والتعاطي الاعلامي مع الاحداث الاخيرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم  والصلاة والسلام على سيد المرسلين , مستمعينا الكرام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوعا يتعلق بتعاطي وسائل الاعلام – الفضائيات على وجه الخصوص – مع الاحداث الاخيرة الجارية في البلدان العربية , من زاوية كمية التغطية الاعلامية ونوعيتها , وكيفية انتقاء ما يبث وما لا يبث , بناء على السياسات المرتبطة بهذه القنوات ومن يقف خلفها .

وانه ومن بداهة القول , ان الاعلام هو صاحب اجندات , تحددها الجهة المالكة للوسيلة الاعلامية او من يقف خلفها ,  سواء اكانت دولا ام جماعات ام افراد , وقد تكون ربحية او غير ربحية , ولكنها لن تخرج جميعها عن اغراض واهداف يرغب بتحقيقها من خلال اذاعتها ونشرها بين الناس  .

فالفضائيات العربية ولا سيما الاخبارية منها , بمجملها , لا تعتمد بالاساس على المادة الاعلانية لتحقيق الربح , وهذا يلاحظ من خلال بثها المتواصل وحجم كادرها الوظيفي الذي قد يصل الى المئات او حتى الالاف, واتساع رقعة عملها في شتى بقاع الارض ,  بالرغم من شح الاعلانات التجارية والتي قد لا تذكر ولا تلاحظ خلال بث تلك الفضائيات .

ومن اهم تلك الفضائيات بحسب عدد مشاهديها هي قناة الجزيرة , والعربية والبي بي سي العربية وقناة الحرة وروسيا اليوم وغيرها الكثير , مع ملاحظة ان بعض هذه القنوات الاخبارية تملكها دول استعمارية معادية للاسلام والمسلمين , وتعمل ليل نهار على النيل منهم وتضليلهم , وبسبب ادراك هذه الدول الكافرة  لاهمية الاعلام ,  والمرئي منه على وجه الخصوص , فقد وضعت الميزانيات الضخمة من اجل استغلال تلك الوسائل واستخدامها كأدوات في حربها الثقافية والسياسية والفكرية على الاسلام ,  مع الاخذ بعين الاعتبار ,  انشاء وسائل اعلامية اخرى رديفة تحمل الطابع الوطني او المحلي  وبصبغة عربية خالصة , لتساهم بتحقيق مصالح الدول الاستعمارية بطرق غير مباشرة والتفافية على العقول والقلوب .

وعودا على تغطية الاحداث الجارية في البلاد العربية , فيلاحظ ان بعض الفضائيات الناطقة باللغة العربية , قد بذلت الغالي والنفيس من أجل تغطية احداث مصر على مدار الساعة , ووضعت ثقلها لتأجيج الشارع المصري والهاب مشاعره  , واحاطة الامر من كافة جوانبه لتقويض النظام – التابع لامريكا – واسقاطه وتوجيه الضربات له, وعلى رأس هذه الفضائيات تربعت  قناة الجزيرة , صاحبة مقولة الرأي والراي الاخر .

 وبالمقابل كانت بعض القنوات الاخرى كالحرة مثلا او غيرها , تحاول التخفيف من حدة الاحداث او على الاقل عدم تأجيجها . وبالطبع فالحرة هي قناة امريكا بالشرق الاوسط , ومثيلاتها في التغطية لاحداث مصر , هي ايضا تتبع لانظمة تحافظ على مصالح امريكا في المنطقة  .

 

والمفارقة ان نفس هذه القنوات , تمايزت في  تغطيتها لاحداث ليبيا مثلا , والمعلوم من السياسة بالضرورة , ان النظام الليبي قد تربى على مائدة الانجليز , فهو مطلق التبعية لبريطانيا , ومنفذا لسياساتها في شمال افريقيا , وحاميا لمصالحها ونهبها لخيرات ليبيا  , وقد لوحظ التركيز الاعلامي في تغطية احداثها من خلال قناة الحرة ومثيلاتها , ومحاولاتهم لتأجيج الاحداث ونشرها لحظة بلحظة مستعينة بكافة الوسائل التقنية لا سيما الانترنت ومواقع كاليوتيوب والفيس بوك .

اما الجزيرة صاحبة الريادة في تغطية احداث مصر  والبي بي سي البريطانية , فقد تعاطت مع احداث  ليبيا عن بعد , وكأنها تعيش في كوكب آخر , تحاول تحجيمها والتعمية على الكثير منها , الى درجة كادت تفقد الجزيرة ما تدعيه من مصداقية اعلامية , فأين ذهب شعار الرأي والراي الاخر , ام ان الامر لا يخرج عن كونه تنفيذ لاجندات غربية , ووجها آخر من اوجه الصراع الدولي اعلاميا .

لا شك ان الاعلام العربي الرسمي وغير الرسمي , لا يخرج عن الخط المرسوم له والهامش الممنوح له  والمصرح به  , فهو يمارس التعتيم الاعلامي على ما يتعارض ومصالح الجهات التى تقف وراء المؤسسات الاعلامية , ويضع تحت المجهر كل ما يحقق مصالح ونفوذ واجندات الجهات التي تقف وراءه .

ولكن الثورة الاعلامية العالمية , لا سيما من خلال الانترنت , قد يسرت للشعوب الوصول الى الخبر من  موقع الحدث , والتمييز بين الغث والسمين , ولهذا كان الواجب على الفضائيات العربية التى تدعي الموضوعية في نقل الخبر , ان تحترم عقول المشاهدين , وتعود الى رشدها في تغطيتها للاحداث بمهنية وموضوعية .

 

ابو باسل