Take a fresh look at your lifestyle.

حتى الان … الثورة الليبيبة خالية من السُم

 

الاخوة الكرام مستمعينا مستمعين اذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير

عند الحديث عن الثورة الليبية لا بد من الحديث عن الثورة المصرية والتونسية من قبل ، لان هذه الثورات ولدت من ام واحدة واب واحد .

لقد كانت الثورة التونسية بكر هذه الثورات التي ولدت بداية هذا العام الميلادي ، وبدأت بشرارة البوعزيزي الذي ضحى بحياته دفاعا عن كرامة الانسان في بلده ، وسرعان ان تشكلت الثورة التونسية بزخمها .

واخذ الثائرون يهتفون ويصيحون ، وعلت الاصوات الاعلامية المتحدثة باسم الثورة ، وكان الملاحظ ان الثقافة الغربية كان لها نصيب مما يسود في الجو العام الذي تركه ابن علي  ورائه ، فسرعان ان كشف الغطاء عن الوسط السياسي العلماني واليساري ايضا ، فلم يجد المتظاهرون في تونس من هتاف يهتفونه او شعار يرفعونه ، وكأن لا دين لهم الا الديمقراطية والحريات ، وكأن دينهم الاسلام فارغ من الافكار . فسمعناهم يقولون : اذا الشعب يوما  اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، وهنا لا نريد ان نقف عند هذا البيت من الشعر ان صح او بطل . ولكن كان اللافت للنظر ان جميع صيحاتهم تخلو من الاسلام ، حتى ” الله اكبر ” التي يذكرونها كل يوم عشرات المرات في صلواتهم لم يذكروها في مظاهراتهم ، وهذا لا يعني ان اهلنا في تونس لا يريدون الاسلام ، بل في الجهة المقابلة راينا المظاهرات التي طالب اهلنا في تونس بتحكيم شرع الله واقامة دولة الاسلام . وكيف سارعوا الى الصلاة في المساجد والشوارع ، بل وفتحوا المساجد التي اغلقها الطاغية بن علي .

اما الثورة المصرية التي كانت اكثر ضبطا ، فتجمهر الملايين واخذوا يصيحون ويطالبون ، بماذا يطالبون يا ترى ؟ أيطالبون بالاسلام واعادتها خلافة راشدة ؟ ام بالديمقراطية والحريات ؟ والجواب كما رايتم لا كما ساقول فقط . حتى شعار ” الاسلام هو الحل ” اصبح محرما في الثورة المصرية . وكما هو معلوم عن لسان اهلنا في مصر وذكرهم لله مثل ” لا اله الا الله ” و ” الحمد لله ” والله اكبر ” والكثير من الاذكار ، فقد حرموا منها في مظاهراتهم ، واخذ ينادون بحرية التعبير والمطالبة بدولة مدنية لا دينية . واصبح الكل يبرؤ نفسه من اسس الاسلام في التغيير ، حتى لا يعتبر ارهابي .

ورفعت راية الانجليز التي وضعهوها لمصر بكثرة ، وكانت التربية الوطنية تؤثر في عقليات الثائرين . وكأن هذه الملايين كلها على شيخ واحد ، وكأن هناك رقابة ثورية تمنع ظهور الاسلام ، وقد ذكر ان كان احدهم يرفع شعار ” الاسلام هو الحل ” فمنع على الفور وأنزل الشعار ، وهذه الحادثة تؤيد ان هناك أياد خفية تعمل على طمس الاسلام في نفوس المسلمين في مصر خلال ثورتهم .

وهذه الايادي الخفية تحمل نفس الفكر ، التي تحمله في تونس ، ولا يسمح باي مظهر من مظاهر الاسلام ، المسموح فقط : حرية ، ديمقراطية ، تعددية سياسية ، اصلاح الفساد ، مطالب اجتماعية ، حقوق انسانية ، رفع لرايات الاستعمار وشعاراته .

ولكن هيهات لهم ، فالاسلام مازال حيا ونابضا في شرايين المسلمين في مصر ، وما زال احفاد عمرو بن العاص يتنفسون في كل شهيق وزفير طاعة لله ، ومهما اراد لهم الخبثاء من سوء فهم اقرب الى الاسلام من غيره ، فكلما سمعوا صوت ” الله اكبر …الله اكبر … حي على الصلاة .. حي على الفلاح ” نجدهم يسطفون كصف الملائكة امام ربهم ، يضعون كل وطنية وثنية غربية وراء ظهرهم ، ويظهرون صورة الاسلام الجلي للعالم  .

وقد لعب الاعلام دورا هاما في اكمال هذه المؤامرة ، فكان يحاول ان يخفي هذه الصورة الحقيقية للمتظاهرين في مصر ، وان يقطع نقل الصلوات من ميدان التحرير ، ولكن اصبحت الصلوات جزءا من ثورتهم لكثرتها ولكثرة مؤديها .

مستمعينا الكرام

مستمعي اذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير

 لو اردنا ان ننظر للثورة الليبية من الزوايا السابقة ، لوجدنا ان التلويث الفكري وما اطلقنا عليه بالرقابة الثورية في تونس ومصر ، لوجدنا الحال مغاير ، فمن اللحظة الاولى التي شاهدنا فيها صور الاشتباكات والمظاهرات في ليبيا ، استمعنا لكلمة ” الله اكبر ” و ” لا اله الا الله ” وبكثرة .

فقدت رايات الاستعمار ، فقدت الافكار الغربية مثل حريات وديمقراطيات . 

بل تجسدت الاخوة في الدين بين الاهل في ليبيا وكل المسلمين ، واصبحت الثورة الليبية ممتد صداها في تونس ومصر ، وما قوافل الامداد من مصر وتونس الا تجسيدا لروح الاخوة في الاسلام وليس للوطنية المفرقة مكانا . لذلك اقول : حتى الان … الثورة الليبيبة خالية من السُم!!

 

كتبه للاذاعة : ابو انس