الجولة الإخبارية 26/02/2011م
العناوين:
•· النظام الطاجيكي يتمادى في جرائمه التي يرتكبها في حق أهل طاجيكستان المسلمين ويمنع من لم يبلغ الثامنة عشر من الصلاة في المساجد
•· أمريكا تعمل على إقامة قواعد دائمية في أفغانستان وروسيا تبدي اعتراضا على ذلك فيما تبدي الأنظمة في البلاد الإسلامية صمتا
•· النظام السعودي في حالة ترقب وتخوف من أن يكون مصيره كمصير بن علي الذي احتضنه
•· القذافي يصف شعبه بالجراذين ويتوعدهم بالإبادة مقتديا بأمريكا في إبادتها للفلوجة
التفاصيل:
أعلن النظام في طاجيكستان في 18/2/2011 منع من لم يبلغ الثامنة عشر من الصلاة في المساجد والكنائس. وكان النظام هناك قد أعلن في السنة الماضية منع ارتداء الخمار للنساء ومنع إطلاق اللحى، وقد أغلق قسما من المساجد كما هدم بعضها أيضا بذريعة عدم الترخيص لها بجانب إغلاقه للعديد من المدارس التي تدرس الإسلام لذات الذريعة. والجدير بالذكر أن الذي يتولى قيادة هذا النظام هو إمام علي رحمنوف وهو من عملاء روسيا ومن الشيوعيين القدامى وما زال على ولائه لروسيا في سبيل أن يبقى في الحكم. وهو وإن انقلب من شيوعي إلى علماني فإن ذلك لم يغير ما لديه من العداوة تجاه الإسلام كأسياده الروس الذين تحولوا من شيوعيين إلى علمانيين يعملون على تطبيق الرأسمالية فبقيت لديهم العداوة للإسلام. ومن المعلوم أن أعداد النصارى في طاجيكستان قليلة جدا وهذا المنع هو مخصص للمسلمين وهم الأكثرية الساحقة في البلد. وعندما ورد في المنع عدم السماح لمن لم يبلغ منهم الثامنة عشر من الصلاة في الكنائس فقد ذكر ذلك للتغطية على استهداف المسلمين بالذات، وهم أصحاب البلد. والنصارى الأرثدوكس يحملون التابعية الروسية وهم من الذين وطنتهم روسيا سابقا في طاجيكستان لجعلهم جيباً داخلياً في البلد لتبقيه مرتبطا به، ولذلك لا ينطبق عليهم القانون إلا شكلا، وهم من الذين يدعمون نظام إمام علي رحمنوف. فالنظام الجبروتي في طاجيكستان يتقوى بعدو المسلمين روسيا كما يتقوى بسكوت العالم الغربي الديمقراطي وعلى رأسه أمريكا بسبب السماح لهم بمرور قوافل الإمدادات لقواتهم المعتدية على أفغانستان. ومع ذلك تفيد الأنباء بأن المسلمين يزداد تمسكهم بدينهم وأحكامه وأن أعداد الملتزمات باللباس الشرعي قد ازداد رغم حظره. مما اضطر رئيس النظام في طاجيكستان إلى أن يخاطب طالبات الجامعة الوطنية الطاجيكية في تاريخ سابق قائلا: “إنني قلق من أن النساء الشابات يتخلين عن الزي الوطني ويرتدين غطاء الرأس الديني”. وقال في كلمته التي أذاعها عبر التلفزيون: “في شوارع العاصمة وطرقها الرئيسية أرى المزيد من الفتيات والنساء يرتدين الزي الديني مقلدات بذلك أسلوب ملابس دول أخرى” وأضاف قائلا: “كونوا شاكرين وممتنين على الحضارة والثقافة اللتين تخصان هذا البلد. وإذا أحب أي منكم طريقة اللبس في بعض الدول الأخرى فسأبعث به إلى هناك”. مع العلم أن أهل طاجيكستان عندما تشرفوا بدخولهم الإسلام منذ القرن الأول الهجري حتى الاحتلال الروسي الغاشم الذي أحكم سيطرته عليها في بداية القرن العشرين الميلادي بعد مقاومة المسلمين له لعشرات السنين وهم يلتزمون بالإسلام وبزيه، وإن ما يسمى بالزي الوطني ما هو إلا زي مستحدَث ولا يمتّ للمسلمين الطاجيك بصلة. وكلام رحمانوف يشبه كلام نظام بن علي في تونس الذي أسقطه الشعب فكان يقول عن الزي الإسلامي أنه زي أجنبي على أهل تونس وأن الزي الغربي هو الزي الوطني. وتقول الأنباء بأن الإسلاميين أي حملة الدعوة الإسلامية أعدادهم في تزايد ويكثفون نشاطهم بين الناس ويتصدون للنظام، ومنهم حزب التحرير الذي يعمل على إعادة الخلافة، وقد حوكم العديد من المنتسبين له وحكم عليهم بأحكام قاسية، ويمارس عليهم التعذيب وهم يقضون عقوبات بالسجن لمدد طويلة. وفي الشهر الماضي حكم على ثمانية من أعضاء هذا الحزب بعقوبات بالسجن تتراوح بين 6 سنوات إلى 18 سنة، مع العلم أن هذا الحزب لا يستخدم الأعمال المادية في دعوته. ورغم جرائم نظام رحمانوف ومظالمه لأهل البلد المسلمين فإن الأنظمة في العالم الإسلامي وعلى رأسها إيران ونظام آل سعود تلتزم الصمت تجاه كل ذلك بل تقيم العلاقات الودية مع هذا النظام الجائر.
——–
أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 20/2/2011 بيانا يتضمن تعليقا على تقارير إعلامية عن وجود محادثات أمريكية أفغانية في شأن احتمال إنشاء قواعد أمريكية لفترة طويلة، فأعربت عن معارضتها لذلك قائلة: “هذه المعلومات تدفع المرء إلى التفكير، وتطرح أسئلة: ما هي الحاجة لقواعد عسكرية أمريكية إذا انتهى خطر الإرهاب في أفغانستان”. وطرحت الخارجية الروسية تساؤلات تفيد رفضها لذلك فقالت: “هل تستطيع كابول الجمع بين مفاوضات في شأن وجود عسكري أمريكي طويل المدى وعملية المصالحة؟! كيف سيرى جيران أفغانستان نشر قواعد عسكرية لبلدان أجنبية بالقرب من أراضيها”. وقد كشف وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيبس في وقت سابق عن أنه “يفضل إقامة منشآت مشتركة في أفغانستان للتدريب وعمليات مكافحة الإرهاب”.
روسيا تبدي اعتراضها على إقامة قواعد دائمية في أفغانستان في الوقت الذي قبلت بفتح أراضيها أمام القوافل الأمريكية والأطلسية لإيصال الإمدادات إلى قواتهما المعتدية على أفغانستان لمواجهة المجاهدين الذين يعملون على طرد هذه القوات المعتدية وعملائها. فروسيا تتخبط وتقع في أخطاء سياسية قاتلة فلا تدري كيف تتعامل مع الوضع وهي تعارض ذلك، ولكنها ترغب في القضاء على المجاهدين وترحب بمنع المسلمين من أن يتمكنوا من تحرير بلدهم واستلام الحكم فيه، وتظهر تخوفها من أن يحكموا أنفسهم حسب أحكام دينهم وتفضل بقاء العملاء ككرزاي ولو كانوا عملاء لأمريكا يحكمون البلد علَّها تنفذ إليه مع الأيام أو أن تحقق جزءا من مصالحها؛ ولذلك أشركت نظام كرزاي في معاهدة شنغهاي كمراقب وتعمل على تقوية علاقتها مع هذا النظام. ولذلك ساعدت القوات الأمريكية والأطلسية في حربها الغاشمة ضد أهل أفغانستان سياسيا وفتحت لها أراضيها لإمدادات تلك القوات المعتدية. فهي لا تريد أن تبقى أمريكا هناك وتقيم قواعد فيها فتقيم فيها إقامة دائمية، فإنها ترى في ذلك تهديدا لها حيث ستكون أمريكا على حدودها الجنوبية. وأهل أفغانستان يرفضون كل الأطراف الأجنبية؛ فقد حاربوا الروس وطردوهم، والآن يحاربون أمريكا وحلفاءها من الدول الغربية ويعملون على طردهم. والباكستان وإيران وغيرهما من الأنظمة في البلاد الإسلامية لا تعترض على ذلك، بل تنسق مع أمريكا وتسند النظام العميل لأمريكا في أفغانستان. فكأنهم لا يرون غضاضة في أن تقيم أمريكا مثل هذه القواعد الدائمة هناك. والجدير بالذكر أن إيران أسندت وساندت نظام المالكي في بغداد الذي وقع اتفاقيات أمنية واتفاقية ترتيب وجود القوات الأمريكية في العراق على المدى البعيد حيث ضمن للنفوذ الأمريكي وجودا دائميا. ولهذا لا تعترض إيران على نظام كرزاي الذي تدعمه بقوة وبكل الوسائل، فقد دعمته سياسيا بصورة علنية، وقد اعترفت العام الماضي بدعمه ماليا، فهي لا تعترض على مثل هذه المحادثات ولا تعمل على إحباطها، بل إنها لا تعمل على إخراج الأمريكيين من هناك ولا تدعم المجاهدين، وإنما تعمل ضد من يقاوم هذا الاعتداء. مع العلم أن الإسلام يفرض على إيران وعلى غيرها من البلاد الإسلامية أن تعمل على طرد القوى الاستعمارية المعتدية من هناك وعلى رأسها أمريكا التي وصفت بالشيطان الأكبر من قبل مؤسس الجمهورية الإيرانية، ويفرض عليها دعم المجاهدين كما يفرض عليها عدم دعم نظام كرزاي العميل لأمريكا.
——–
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها في 23/2/2011 عن حالة ترقب في السعودية حيث أصبحت محاطة بدول غير مستقرة وحلفاء يخرجون من السلطة بعد ثورات شعبية، فأصبحت السعودية شبه معزولة، وقد عبر مسؤولوها عن مخاوفهم من أن أمريكا قد لا تكون الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه. خاصة وأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتحرك تجاه دعم الجماعات المؤيدة للديمقراطية حيث لا يضمن أحد نتائجها. وقد أعلن ملك آل سعود عن أنه سيجري إصلاحات اقتصادية وتنموية لأول مرة. ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر مقربة لعائلة آل سعود أنه تم إطلاق المعتقلين الذين قاموا بالاحتجاج في منطقة الإحساء. فنظام آل سعود الذي أسسه الإنجليز منذ ثمانية عقود ودعمه الأمريكان مارس البطش وعمل على إرهاب الناس حتى يحافظ على وجوده بجانب استغلاله للإسلام بدأ يتخوف من السقوط. والأمريكيون لن يأسفوا عليه إذا بدأ يترنح ولذلك آل سعود خائفون. والإنجليز عندما يرون سقوط هذا النظام تركب الموجة لتأتي بعملائها من جديد حسب الوضع الجديد كما فعلت في تونس. فعندما أصبح عميلها بن علي يترنح فلم تأسف عليه بل عملت على تثبيت عملائها الباقين.
وقد أعلن نظام آل سعود عن إجراءات تتعلق بتحسين مستوى المعيشة في البلد، وتهيئة الظروف المناسبة لتملك المساكن وإعفاء جميع المتوفين من قروض صندوق التنمية العقاري وصرف إعانات مالية مؤقتة للعاطلين لمدة عام وغير ذلك من المساعدات. فنظام آل سعود يعمل على سد الذريعة حتى لا يقوم الناس ضده كما قاموا في تونس ومصر وليبيا وغيرها ضد الأنظمة المشابه لذاك النظام والتي تتسم كلها بصفات مشتركة مثل الإجرام والاستبداد وأكل الحقوق، عدا العمالة للدولة المستعمرة والعمل لحسابها وتنفيذ مخططاتها بجانب عدم تطبيقها لأحكام الدين الحنفيف الذي تعتنقه هذه الشعوب.
——–
ألقى القذافي في مساء 22/2/2011 خطابا على الشعب الذي يريد إسقاطه فوصف المحتجين بالجراذين بل وصف الشعب بأكمله، لأن الشعب بكامله قام ضده، ووصفهم بالعملاء وبالمرتزقة وأنهم يريدون أن يحولوا ليبيا إلى دولة إسلامية، وهددهم بالإبادة وأنه سيقاتل إلى آخر قطرة من دمه. واستشهد بما فعلته أمريكا في الفالوجة بالعراق وكيف أبادتها، وبالصين كيف أبادت المعتصمين في ميدان بكين عام 1989 وبيلتسين روسيا كيف ضرب برلمانه مجلس الدوما وأيده الغرب في ذلك، وبأمريكا على عهد كلينتون عندما أبادت الحركة الداوودية نساء وأطفالا ورجالا. ولهذا يعتبر عمله مشروعا في إبادة من يعارضه من الشعب المسلم الذي يرفضه. واعتبر نفسه مجداً لا تفرط به ليبيا بل مجدا للعرب وللمسلمين ولأفريقيا ولأمريكا اللاتينية. وقال أنْ لا منصب له حتى يستقيل وإنما هو قائد ثورة إلى الأبد. وأنه لا يريد أن يقلد صاحبيه بن علي وحسني مبارك في البلدين المجاورين عن يمينه وعن شماله ويرحل بل سيقاتل حتى يقتل. ولكنه ردد كلاما يشبه كلامهما ولكن معكوسا، فقد قال بن علي “أنا فهمت عليكم” وقال حسني مبارك “أنا أعي” عليكم وهي تعطي نفس معنى فهمت، ولكن القذافي عكس توجيه الخطاب فقال “فهمتوا علي” فأصبح المطلوب من الشعب أن يفهمه لا أن يفهم هو الشعب وما يريد هذا الشعب. فهو يعتبر نفسه أنه الأصل فهو المجد وهو الزعيم وهو ليبيا، فهو الشعب بحد ذاته والآخرون جراذين أو فئران أو كلاب كما قال عندما ظهر لنصف دقيقة قبل يوم من إلقاء خطابه في عملية مسرحية، فيدل على أن هذا الرجل مصاب بجنون العظمة فهو يتصور نفسه أنه إنسان غير عادي، وهو لا يستطيع أن يستوعب كيف قام الناس ضده، فلم يتعظ من مصير صاحبيه اللذين دافع عنهما. وصاحباه اللذان أسقطهما شعباهما بعدما ألقيا ثلاثة خطابات وفرّا من بلديهما، فبدأ التساؤل عما إذا كان الوقت سيسعف القذافي ليلقي خطابين آخرين ومن ثم يفر! والناس في كل البلاد الإسلامية تتشفى به وتنتظر هذه اللحظة بعدما ظلم واستبد وطغى واستكبر. والجدير بالذكر أنه أي القذافي قام عام 1978 وأنكر السنة النبوية كمصدر للتشريع واستنكر كونها وحياً من الله واستهزأ بها واعتبرها عنعنات وأنها متناقضة. ويومئذ أرسل حزب التحرير وفداً ليناقشه في هذا الموضوع، فناقشه 4 ساعات متوالية وأثبت وفد حزب التحرير له كون السنة وحياً من الله وأنها مصدر تشريع كالقرآن ونفى عما يكون فيها من تناقض. ولكن القذافي بعد ذلك انتقم من حزب التحرير فأعدم 13 عضوا من أعضائه كانوا في سجونه ذلك وجر أحدهم خلف سيارة ليقتله شر قتلة عندما رأى أن حبل المشنقة لم يقتله كما ورد في الأخبار يومئذ.