خبر وتعليق قتل المسلمين على الحدود الهندية عدو مشرك يقتل المسلمين في بنغلادش مثل إخوانه يهود
فلني ابنة الخمس عشرة ربيعا، مسلمةٌ من بنغلادش هي ضحية أخرى من ضحايا إطلاق النار الذي تقوم به قوات حرس الحدود الهندية، وهي إحدى الضحايا من المسلمين البنغاليين في المناطق الحدودية الذين أصبحوا هدفاً لنيران القتل الهندي المستمر، وقصة مقتل فلني مؤثرة جدا، حيث كانت عائدة من مكان عمل والدها وكان مقررا إجراء حفل زفافها في حي منزلها في بنغلادش يوم الجمعة 7كانون الثاني 2011 الساعة السادسة، وقد كانت هي مع والدها تتسلق الأسلاك الشائكة على الحدود التي وضعتها الهند بين بنغلادش والهند، عبر والدها الحدود أولا ثم عبرت هي ثانيا، ولكن ثيابها علقت في الأسلاك، حيث كانت خائفة وبدأت بالصراخ، ولما سمعت قوات حرس الحدود الهندية الصراخ وبدلا من مساعدتها بدؤوا بإطلاق النار عليها في الساعة 06:15، فأصيبت وبقيت ترجو الماء حتى وفاتها بعد 30 دقيقة، ولكن لم يكن أحد هناك لمساعدتها، ولا حتى والدها بسبب خوفه من زخات الرصاص، وظلت جثتها معلقة على الأسلاك الشائكة 4 ساعات، ثم أخذتها قوات الأمن الهندية الجبانة، وبعد 30 ساعة سلّمت قوات حرس الحدود الجثة لحرس الحدود البنغالي، وقد حدث هذا بالرغم من أنّ كثيرين آخرين من كوريجرام وهي من الأحياء الفقيرة في شمال بنغلادش يدفعون 3000 روبية (65 $) للتجار على الجانب الهندي الحدودي للعبور كما فعل والد فلني.
نعم، إنّ قوات حرس الحدود الهندية الجبانة يقتلون أبناءنا على طول الحدود الهندية 4100 كيلومتر (2550 ميل) مع بنغلادش مع الإفلات من العقاب، حتى أنّ أحد الصحافيين المحليين تساءل عن حيثيات القصة! ووفقا لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان، فقد قتلت القوات الهندية ما يقرب من 1000 بنغالي على مدى السنوات العشرة الماضية، وهذا يعني قتل مسلم كل أربعة أيام! وقد تم خطف نفس العدد من الناس تقريبا، وأصيب أكثر من 1000 شخص، وتعرضت للاغتصاب أكثر من 300 مسلمة خلال نفس الفترة، وقد كان عدد القتلى في الجانب البنغالي على أيدي قوات حرس الحدود الهندية يعادل عدد الذين قتلوا وقد كانوا يحاولون عبور الحدود الداخلية الألمانية خلال فترة الحرب الباردة كلها!
أي خيانة هذه من حكومة بنغلادش إزاء مثل هذه الجريمة؟ فبدلا من محاسبة الحكومة الهندية، فإنّ الحكومة البنغالية بقيادة الشيخة حسينة لم تسمح للصحف بتغطية هذه القصة حتى بعد أن نشرت إحدى الصحف في 3 شباط وهي إحدى كبريات الصحف الناطقة باللغة البنغالية في كلكتا في الهند وصحيفة الاكونومست اللندنية هذه القصة! وليس ذلك فحسب بل عندما حاول بعض السكان المحليين وزعماء المعارضة لفت انتباه وسائل الإعلام حول هذه المشكلة عن طريق طباعة ملصقات تحمل صور إعدام فلني ألقت حكومة الشيخة حسينة القبض عليهم ووضعتهم في السجن، وعلاوة على ذلك، فإنّه عندما أعلن مسئول جمعية ‘الوطنيين البنغاليين’ بقيادة قائد جناح الدبابات (المتقاعد) حميد الله خان في مؤتمر صحافي في دكا أعلن أنها ستقوم بجمع بعض التبرعات لدعم أسرة فلني، أخذت الحكومة عائلة فلني بأكملها إلى جهة مجهولة، وعلاوة على ذلك أعلنت الحكومة عن حظر عقد أي اجتماعات أو احتجاجات أو عقد مؤتمرات صحفية… الخ، بحجة واهية، وبالتالي إفشال البرنامج الذي أعلنت عنه جمعية “الوطنيين البنغاليين”، وعندما حاولت الجمعية عقد مؤتمر صحفي في نادي الصحافة في التاسع من شباط احتجاجا على الإجراءات الحكومية منعتهم الشرطة من عقد المؤتمر وهددتهم بالاعتقال وأجبرتهم على العودة إلى دكا، وقبل ذلك كانت الحكومة قد اعتقلت أكثر من 15 عضوا من حزب التحرير بسبب الحملة الناجحة التي نفذها الحزب بمناسبة مرور عامين على الحكومة وتنفيذها لسياسات الولايات المتحدة وبريطانيا والهند ومعاداتها للإسلام.
هذه هي طريقة تعامل حكومة الشيخة حسينة لأولئك الذين يتبنون ويدافعون عن شعب بنغلادش ويكشفون التبعية الصليبية لهذه الحكومة ولسادتها المشركين، البريطانيين والولايات المتحدة والهند، إنّ هذه الحدود أشبه بالحدود غير الشرعية بين “إسرائيل” وأراضي الضفة الغربية، حيث إنّ الحكومة الهندية وضعت سياجاً على الأراضي بأكملها دون أي احترام لأعراف أو لقانون دولي! ووقفت هذه الحكومة الخائنة، حكومة الشيخة حسينة، بجانب الهند، ولم تقف بجانب المسلمين في بنغلادش، ولكن الواقع أنّ الأمة في بنغلادش تعي تماما أنّه عندما جاءت الحكومة في مثل هذا الشهر من فبراير 2009 للحكم، قامت بعدها بشهر واحد وبتواطؤ مع الهند بتدبير حادثة تمرد حرس الحدود التي قتل فيها أكثر من 70 شخصا، من بينهم 57 من ضباط الجيش من ذوي الرتب لإضعاف الجيش البنغالي، فضلا عن تدمير قوات حرس الحدود في وضح النهار في مقر حرس الحدود في قلب دكا، فكيف يمكن لهذه الحكومة أن تحمي حياة فلني ابنة الخمسةَ عَشَرَ ربيعا، الفقيرة ؟.
ومع ذلك، فإنّ مثل هذه الخيانات لا تمر من دون ملاحظة السياسيين الصادقين في الأمة من حزب التحرير، وعندما تقوم الخلافة فإنّ جرائم هذه الحكومة ستقدم إلى العدالة، وأما الهندُ فعقابُها أولوياتُ الدولةِ حينَها.
جعفر محمد أبو عبد الله
دكا ، بنغلادش