لا يا سيادة العقيد
لقد طلعت علينا كما طلع جروك الصغير والذي سميته ظلما ً وبهتانا ً بسيف الإسلام وما هو بسيف الإسلام وإنما سيف الكفر والطغيان والظلم والفساد والإفساد. أقو ل طلعت على الناس بخطاب ألقيته وأنت مهزوز مذعور داخل بيتك وحصنك بالعزيزية.
يا سيادة العقيد..
إننا نعلم علم اليقين أن الإنجليز أتوا بك هم ورجال استخباراتهم ونصبوك حاكما ً على أهل ليبيا الطيبين قاهري الطليان، أتوا بك لتضمن لهم بقاء نفوذهم القذر العفن في ليبيا وحتى لا تقع في أيدي الأمريكان بعد أن نجح الأمريكان في أخذ السودان من الإنجليز بواسطة جعفر نميري الذي أخضع السودان وأهلها لنفوذ الأمريكان وكان الأخطر أن فسح المجال للأمريكان لاختراق جيش السودان وشراء الذمم والولاآت.
يا سيادة العقيد..
تربعت على عرش ليبيا وأصبحت ثروات ليبيا بين يديك ولقد صدق عقلك المريض المنحرف إنك أصبحت رئيسا ً حقا ً، فأخذت تخبط خبط عشواء فتارة تنكر حجية سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وتقول نكتفي بالقرآن، وحتى القرآن حرفته وجعلت له قراءة جديدة بحذف كل خطاب للرسول – عليه السلام- وتقول إن هذا خطاب لا يخصنا فلنقرأ ” الله أحد” بدل ” قل هو الله أحد” وهكذا يا سيادة العقيد بان كفرك وخروجك عن ملة الإسلام فأصبحت مرتدا ً يجب قتلك بعد استتابتك ولم تتب عما بدر منك من قول أو فعل.
يا سيادة العقيد..
إننا في حزب التحرير أرسلنا لك وفدا ًً ليناقشك فيما قلت من إنكار حجية السنة، ولقد ناقشوك وأقاموا الحجة عليك، ولكن يهوديتك أبت عليك الانصياع للحق والرجوع عن الباطل فقابلت نصيحة حزب التحرير لك بأن قمت بإعدام ما يقرب من عشرين شابا ً وعلقتهم على أعواد المشانق حتى أن بعضهم تم إعدامهم أمام تلاميذهم في المدارس ولم يطرف لك جفن أو يهتز لك بدن. وقد أعدمت المئات من أهلنا في ليبيا وكل جرمهم أنهم خالفوك في الرأي.
يا سيادة العقيد..
إنك شبهت شعب ليبيا وأحرارهم بالجرذان والفئران، ونعتهم بأوصاف لا يقولها إلا رجل مهزوز فقد الاتزان إلى درجة أن يقول عن أبناء شعبه بأنهم وسخون يملأ القمل لحاهم. إن كانت هذه الأوصاف هي أوصاف شعبك فماذا تكون أنت؟ وكيف ترضى أن تكون قائدا ً لجرذان وسخة يملأ القمل لحاهم؟ كيف ترضى أن تكون قائدا ً لشعب يتبع أجهزة المخابرات؟
لا يا سيادة العقيد..
لقد وصفت شعب ليبيا المنتفض عليك بأنهم عملاء للأمريكان وغيرهم من دول الاستعمار، فإن كان الشعب كما وصفته عميلا ً لدول الاستعمار فلمن تكون أنت؟ إياك ثم إياك أن تنسى ذوي الفضل عليك – الإنجليز- وإيصالك لحكم ليبيا، ولقد تماديت أكثر من ذلك فوصفتهم بالحشاشين الذين يتعاطون حبوب الهلوسة. حقا ً لم تبلغ الوقاحة بحاكم تنحى حديثا ً كابن علي أو حسني مبارك أن وصف شعبه بالحشاشين المتعاطين لحبوب الهلوسة. حقا ً إنك أنت الذي تأخذ حبوب الهلوسة مما جعلك تقول هذه الأوصاف وقديما ً قيل: ” كل إناء بما فيه ينضح”.
ونقطة أخرى نريد أن نعرض لها يا سيادة العقيد: هي تهديدك بقتل الشعب وبأعداد كبيرة وإنك ستأمر باستخدام السلاح لإرجاع الأمور إلى نصابها وإعادة الهدوء إلى الشوارع إن كنت لم تأمر بعد، فماذا يعني ضرب طرابلس بالطائرات الحربية؟ وماذا يعني قتل المئات من الناس وجرح الآلاف؟ ماذا يعني كل هذا يا سيادة العقيد؟ ثم تبلغ بك الوقاحة أن تهدد بنغازي بقطع الماء والكهرباء عن أهلها!
لا يا سيادة العقيد..
لقد استنفدت أغراضك فارحل وكفاك إذلالا ً لليبيا، وكفاط عنجهية وتطاولا ً فقد مَلَّك الناس وكرهوك إلى أبعد حد لأنك حقا ً من شرار الأمراء، وإننا نتوقع رحيلك ساعة بساعة.
وفي الختام نسأل الله – تعالى- أن يخيب آمال القذافي في قتل الناس بتمرد أهل القوة والمنعة عليه وأن يمكن المسلمين من رقبته وأولاده وزبانيته. كما وأننا نسأل الله – تعالى- أن ينير بصائر أهل القوة والمنعة فيستجيبوا لنداء حزب التحرير فينصروه لإعلان دولة الخلافة الراشدة. إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم،
أبو محمد الأمين