Take a fresh look at your lifestyle.

مكانكم ايها الحكام أنتم وشركاءكم حانت ساعة الصفر ، وجاء يوم الحساب والمفاصلة

 الحمد لله الذي خلق القوةَ وأحب الأقوياءَ من امة محمد ، يرسمون للدنا مسارها وللعالم مصيره. ندبنا الى الارتفاق صعدا نحو العلا..وحذرنا من مهابط التبعية والهوان..فلا تهنوا وتدعوا الى السَلم والله معكم ولن يتركم أعمالكم. نهانا عن المهادنة المفضية الى الضياع والامتهان..ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين..بل أمرنا بالغلظة وعدم الاشفاق مع أهل الشقاق المتربصين بنا قريبا،وفي الافاق.. يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظه..

ايها الاخوة المستمعون :

لقد حانت ساعة الصفر وجاء يوم الحساب ، ان هذه الثورة وهذا الحراك الجماهيري ، في معظم الاقطار العربية ، ان دل على شيء فانما يدل على ان هذه الامة أمة واحدة وجسد واحد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، هذه الحركة وهذه الثورة وإن كانت هي بداية التغيير ، إلا انها ستأتي على الانظمة البائسة في العالم الاسلامي ، وستقلعهم بإذن الله قلعاً ، كما تقلع الاصطفلينة من الارض ، نسال الله عزوجل ان يحيط هذه الحركة واصحابها المؤمنين برعايته وحفظه وان يسدد خطاهم نحو احقاق الحق ، وايجاد العدل باقامة الخلافة في بلاد المسلمين جميعاً ، ومن ثم حمل دعوة الاسلام الى ربوع الارض قاطبة .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” اذا رأيت امتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم ، فقد تودع منها ” .

بالامس القريب وقبل هذا الحراك ، كان الناظر بسطحية الى شعوب الامة الاسلامية ، يقول وبكل سهولة : ان هذه الامة قد ماتت . وقد تودع منها ، إنها أمة كالجثة الهامدة ، لا حراك فيها ولا أمل ، ولن تقوم لها قائمة .

والحمد لله الذي خيب فألهم ، فها هي أمة الاسلام تنتفض من جديد ، حيث صرعت الكفار واعوانهم الحكام ، فاصبحوا وكأن على رؤوسهم الطير ، لا يدرون ماذا يعملون .

 

فكيف بكم اذا سرتم على الدرب الصحيح ، ورفعتم اسلامكم الى سدة الحكم واعلنتم قيام دولتكم المنشودة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة . يوم تسمع تكبيرات المسلمين ، على أديم الارض كلها ، في ساعة واحدة ، كيف سيكون وقع ذلك في نفوس الكفار ، انه ليوم مأمول ونسأل الله ان يكون قريباً .

لقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم استراتيجية عزته ، له وللأعزة من بعده..اذا تحركوا لاعلاء كلمة الله كانت الملائكة بين أيديهم ومن خلفهم برماح شداد، واذا حضروا الصُف في سبيل الله ، كان الله عليهم مظلاً كما تظل النسور على وكورها.

لن تبيد هذه الامة ، ولن تهلك ، هذه هي أمة الخير ستبقى تنجب الابطال والقادة والمفكرين ، الذين يجددون للامة أمر دينها ، قال (صلى الله عليه وسلم) ” لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ الله تعالى قلوب أقوام فيقاتلونهم فيرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك..الا ان عقدَ دار المؤمنين الشآم..


أيها الاخوة المستمعون :ان نسيتم ذكرتكم..وان وسنتم أيقظتكم وان غفلتم نبهتكم ..أن ديننا هو دينُ الهيمنة ودين العزة ودين الاستحواذ..ودين الغاء كل باطل الى يوم الدين…هذه هي مهمتكم يا سُراتَ هذا النور..من أجل هذا أخرجتم يا سدنةَ أقطاب الارض..الا تنتفضون غيرة واباءً وتحدياً لؤلائك الذين يحاولون صياغة أبجدياتهم في هذا العالم..وكانما العالم جرم في فلكهم يدور..وآخرون منا قابعون في دهاليز عتمة الدونية والهوان..ونعلنها: صريحة ، هنا توقف التاريخ ، وبدأ العد من جديد، نعم توقف وبالفعل توقف ، سيبدأ التاريخ عداً بتأريخ ثورتكم نحن خلافتكم ، وسينتهي التاريخ قبلها ، تاريخ اوباما ومن سواه من الكفار والعملاء .

 

الاخوة الكرام :

ان عالم اليوم لا يقر بحق لضعيف ، ولا لمستضعف عالم قُدَ قلبه من صخر الحقد والكراهية والانتقام..عالم يحترم الاقوياء مع اجرامهم  لصلافتهم وعنادِهم وزعرنتهم واستكبارهم..فكفوا عن ملامة أمريكا ومن يكيل بمكيالين..كفوا عن الاستضعاف والتضعف وخطابات التسول..كفوا عن لغة الاستجداء ومقالة أهل الهوان..كفوا عن أبجديات النذالة والمقاومة السلمية وحقوق الانسان وميثاق الأمم المتحدة..كفوا فما عاد يحترمكم أحد..ولا عاد أحد يقيم لكم وزناً..ولا عاد أحد ينظر الى قضيتكم بعين الرأفة والاشفاق وما نحن في نظرهم الا ثلةٌ من المتسولين.

 

ان عالم الافتراس هو عالم المخلب والناب..فليس في فمه أسنانٌ ناعمة لإلتهام أطباق الحلوى ..انما هي الانياب التي تُغرز في الأوداج والوثين..وانما هي المخالب التي تمزق الأحشاء وتـُقَطِع الجلود..وما سَجَّلَ الوجود منذ الخليقة حالة ذئب جائع يربِتُ على كتف حمل وديع..ولا رأى نسراً مفترساً ينقض على أرنب مذعور فيقبل جبينه..بل هي قُبلةُ فصل الرؤوس عن الاجساد. هذا هو حال الكفار معكم ، وهذه نظرته اليكم .

 

ان أوباما وامثاله من الكفار ذئاب أيتها الحملان في عالم الولهان..ان شنشناتكم ايها الحكام العملاء صارت مثيرةً للغثيان..ان خطابكم التصالحي المائع المارق صار مقرفاً تعافه سباع الغاب وكواسر السماء وجوارح الأرض..ان الصقر بما جُبل عليه لا يُحبُ أن يتعايش مع حمامة الا مفترساً لها..وان قاتلاً فاقداً مجرماً آكلاً للحوم البشر لا يُوَكلُ بطفل بريء،و إلا ذبحه وشربَ دمه وقطعَ أوصاله.. أفلا تعقلون ؟؟

 

لقد أوصلكم حكام العرب الى مجاميعَ هامشيةٍ تتسول..حولوكم الى شعوب تطلب الاحسان وتعيش على الصدقات وتنتظر من الرباعية الرحمات ، مع ان الله ملككم كنوز الارض جميعا ، لقد أوصلونا الى حال نتساءل فيه: ماذا لو أنقطع عنا المدد؟؟ ماذا لو كَفَّ المانحون عن عطائهم؟؟ ماذا لو أقفلوا صنابير زقومهم؟؟ ، تعس الطالب والمطلوب..تعسوا وخابوا..فنحن جزءٌ من أمة كتبت لها زعامة البشرية..وكتبت لها السيادة على الأرض ومن عليها .

فتعس من ألجأنا الى هذا الحتف المهين..الى حافة الهاوية..تعس من قايض علينا ونحن السادة..تعس من رثى لحالنا ونحن نعزُ ونذلُ بعد ارادة ربنا..نحن نحيي هذا العالم بهذا النور الذي نحمله..وليعلم حكامٌ نهبوا خيرات هذه الامة أن حقنا في نفط المسلمين هو جُله ، بل كله ..فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يعطي للراجل سهماً وللفارس سهمين..ونحن فوارس هذه الامة..نحن المرابطون على ثغورها..نحن حماة مستقبلها نحن شغار المجد ودثاره..وما كان في حكام العرب لا رجالاً ولا راجلين حتى يأخذوا سهماً واحداً..وانما هم رهط من الفرارين الجبناء..بل هم قوم يختبئون في آطام مشيدة كانت موئلاً للنساء والعبيد والصبيان .

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصوب خطى أبناء هذه الأمة الكريمة ، وأن يبارك لهم في أعمالهم وان يسدد خطاهم نحن بناء الصرح العظيم ، صرح دولة الإسلام ، دولة الخلافة الثاينة على منهاج النبوة ، حيث يرضى عنها ساكنوا الارض والسماء ، أللهم أجعل ذلك قريبا .. آمين آمين .

 

والحمد لله رب العالمين

 

كتبه للاذاعة : أبو عبيدة المقدسي