Take a fresh look at your lifestyle.

من الذي كلف رئيس الوزراء البريطاني بالتحدث نيابة عن الشعب المصري؟

 

هذا سؤال يتبادر للذهن عندما نشاهد ديفد كاميرون يطل برأسه وبكل غطرسة في ميدان التحرير، في المكان الذي أريقت فيه دماء الشهداء، وعلت هتافات المتظاهرين لتبلغ عنان السماء.

من المعروف أن الاستعمار الانجليزي احتل مصر وبلدانا إسلامية أخرى وحكمها عسكريا في فترة مجد اللملكة المتحدة السابق مما دفع الشعوب الإسلامية إلى مقاومة الاحتلال ومناهضته، فعمد الغرب إلى ركوب موجة المقاومة والتحايل عليها، بإعطاء هذه الدول استقلالا مزيّفا، حيث قام ببناء أنظمة مربوطة به عن طريق عملاء تابعين له مباشرة وأحاطوا هذه الأنظمة بأجهزة أمنية قمعية كانت غاية في التعقيد، الهدف الأساسي لها كان خدمة مصالح الغرب وعلى رأسها منع قيام دولة الخلافة.

ووضعوا لكل دولة من هذه الدول المستقلة زورا خرقة سميت علما ليرقصوا حولها في المناسبات، وأعطوهم يوما ليحتفلوا به سموه “يوم الاستقلال”. ووضعوا عليها حكاماً عملاء لهم مستعدون للتضحية بالأرض والدم مقابل إرضاء أسيادهم الغربيين .

لكن والحمد لله جاء الوقت الذي تصحو فيه تلك الشعوب وتلفظ هؤلاء الحكام العملاء الظالمين جهارا نهارا ولو أن هذا أدى إلى استشهاد العديد منهم والذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم برحمته ويحشرهم مع النبيين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا .

يفتخر ديفيد كامرون بكونه أول زعيم غربي يتجول في ميدان التحرير، ملقيا بتصريحات للصحافة مثل قوله: ” إن ما حدث في مصر يدعو للانتعاش لإنها لم تكن ثورة اسلامية …وإن ما يشهده الشارع ليس تطرفا”.
فالغرب يعتبر مطالبة الملايين بالإسلام تطرفاً وليس رغبة من تلك الشعوب بالتحرر من ربقة الاستعمار الغربي ومن الحكام العملاء. فما هو المنعش في هذا يا سيد كامرون ؟

يقول كامرون:”هذه فرصة عظيمة لنا لنتحدث إلى الذين يديرون دفة الحكم في مصر الآن للتأكد من انه ستكون هناك عملية انتقال سلسة للسلطة ومن المؤسسة العسكرية إلى المؤسسة المدنية، ولمشاهدة ماذا يمكن للدول الصديقة كبريطانيا والدول الأوربية الأخرى عمله لمساعدة مصر”.

فما هي فرصتك العظيمة هنا يا سيد كاميرون ؟ ما هي المساعدة التي تنوي تقديمها لمصر؟ هل تنوي تقديم المزيد من الحكام العملاء؟ المزيد من العقود السرية للتآمر على أكثر الناس إخلاصا؟ هل هذه موجة أخرى تريد الدول الغربية أن تركبها؟ هل هي واحدة من وصفات التحرر والحرية والعدالة التي تريد أن تخدع الناس بها؟ الناس يريدون الإسلام لأنهم مسلمون ومن الطبيعي أن يطالبوا بأن يطبق الإسلام عليهم، إنهم لا يريدون ديمقراطية القذافي أو مبارك ولا يريديون ديمقراطية أبو غريب أو جوانتانامو.

فلا تخدعوا المسلمين بجلودكم المتلونة كالحرباء فتتظاهروا بأنكم تريدون استبدال الديكتاتورية بالديمقراطية ، لا تحتلوا أراضي المسلمين وتجبروا أنظمتكم الزائفة على تطبيق الديمقراطية والليبرالية على الشعوب الإسلامية ، إن المسلمين لا يريدون هذا النظام الفاسد، وليس هذا ما ثار الناس من أجله.

لقد كشف القادة الغربيون عن خوفهم من عودة الإسلام ، فإن شعب مصر والجزائر وتونس وليبيا أدركوا أن هدف حكامهم وتطلعاتهم لا تتطابق مع أهداف الأمة و تطلعاتها، لذلك يطالب المسلمون بإصرار لعودة الإسلام لمعترك الحياة وتطبيقه عليهم، إنهم يريدون أن يشعروا بالأمان والطمأنينة والاستقرار والهدوء في حياتهم وأوطانهم.

إن الغرب يدرك تماما التأثير الكبير الذي سيصنعه نظام الإسلام وأنه إذا عاد المسلمون لنظامهم فإنهم سيتوحدون كأمة واحدة وهذا سيكون بداية نهاية الغرب، وبريطانيا تدرك تماما أهمية الشرق الأوسط فهو المصدر الرئيسي لمصالحهم، لذلك فإنهم حريصون على حمايته بأي ثمن، ومصر تحتل مركزا حيويا بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة بجانب مصالحها السياسية فهي تراقب ما يحدث بحذر حتى لا يتعطل هذا التوازن ، وبالإضافة إلى ذلك فان مصر تشكل موقعا استراتيجيا فعالا على خريطة العالم، وهذا ما أعطاها دورا مهما في الشرق الأوسط ، مما يفسر ردّ الغرب السريع بعد سقوط مبارك من أن مصر ستلتزم بالاتفاقيات الدولية والإقليمية ومعاهدات السلام السابقة، فالغرب لا يريد للوضع الراهن في بلاد المسلمين أن يتغير وهذا يعتبر من أولويات ديفيد كاميرون وحلفاؤه وعلى رأس جدول أعمالهم .

هناك شئ مؤكد وهو أن كامرون عندما التقى الحكومة المؤقتة، أراد استغلال الوضع الراهن بأسرع وقت ممكن، لإيجاد موطئ قدم لبريطانيا في مصر، بينما لا يزال هناك فجوة واسعة بين الملايين من الناس والحكومة المؤقتة، وستحاول التدخل في إصلاح الحكومة، ولكن إن شاء الله لن تستطيع خداع الناس وركوب الموجة كما فعلت في الماضي، لان المسلمين أدركوا ألاعيب الغرب والحكام العملاء ضدهم من خلال محاولتهم ثني المسلمين عن إسلامهم . وإن شاء الله سيشهد المسلمون قريبا عيد استقلال حقيقي، حيث ستخفق راية لا اله إلا الله محمد رسول الله فوق جميع بلاد المسلمين ، وتبنى الدولة الإسلامية التي سينعم فيها المسلمون وغير المسلمين على حد سواء بالعدل والأمان تحت إمرة الإمام العادل .

كتبته للإذاعة
منال بدر