كنز الأموال جريمة ووبال على الحكام
يقول تعالى في سورة التوبة: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. صدق الله العظيم.
يبين حزب التحرير في كتاب الأموال في دولة الخلافة للشيخ عبد القديم زلّوم رحمه الله تعالى، ما الكنز الوارد في الآية الكريمة حيث يقول: “أما الرجوع إلى الأحكام الشرعية التي رُبطت بالذهب والفضة، فإنه يتبين منها، أن تحريم الكنز لا يكون إلا بهما وحدهما دون سائر الأموال”. ثم يرفع اللبس بأن الكنز لا ينصرف فقط على الذهب والفضة وإنما على كل نقد حيث يقول: “ولما كان الكنز لا يظهر إلا في النقود، فقد جاء حكم تحريم الكنز متعلّقاً بالذهب والفضة، لأنه لم يكن موجوداً عند المسلمين نقد سواهما”.
لقد رأى العالم أجمع الأموال التي نهبها حكام البلاد الإسلامية عندما تمكنت شعوبهم منهم ففضحوهم بالدليل القاطع أنهم لصوص وخونة وناهبين لأنهم منذ أن امتطوا سدة الحكم واغتصبوا السلطة بحبل من الجيش وحبل من الكافر المستعمر، ما كان همهم إلا نهب خيرات الأمة وامتصاص ثرواتها وبعثرتها في كل مكان إلا على أبناء أمتهم، أصحابها الحقيقيين.
ومع أن هذه كانت معروفة أصلاً لكن الأمة لم تكن تصدقها حتى رأتها في صفحات الإنترنت المتناثرة. فقد ذُهلت من خزائن طاغية تونس التي فُتحت في أحد قصوره على مرأى من الإعلام. ثم اندهشت من أموال طاغية مصر التي أُعلن عنها في أماكن من العالم والتي وصلت لمليارات يصعب على اللسان ذكرها. وتعجبت من ذاك الذي يُظهر نفسه أنه مقاوم ومناضل ومنقشف، ينام في الخيام ويشرب لبن النوق، عدو الله القذافي عندما ظهرت أموال خيالية مكدسة في أقبية عنده. فقد ذكر أحد رجال الأعمال الغربيين، كما في قصص ألف ليلة وليلة، ففي مخبأ في ضواحي طرابلس، يوجد مخزنا ضخما ” HANGAR ” من ضخامته يمكن أن يتسع لما هو أكبر وأضخم من طائرة الأيرباص، تقوم بحراسته سيارات مصفحة وتحيط به الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة. يقول هذا الشاهد أنه ذهب للمكان المذكور، لقبض عمولة بقيمة ثلاثة ملايين دولار من القذافي فشاهد المكان محشو بمكعبات متراصة بالأوراق الخضراء (الدولارات) إلى أقصى ما تراه العين، وكل مكعب مغلف بطبقة رقيقة من البلاستيك ومختوم عليه عبارة “البنك الأمريكي”، وبداخله عشرة آلاف ورقة من فئة الـ100 دولار أي أن في كل مكعب مليون دولار. كما توجد بجانبها سبائك ذهب، وصفائح إلكترونية تحتوي على سندات مالية من الخزينة الأمريكية.
أما ما أذاعته محطات تلفزيونية أوربية تناقلته مواقع اليوتوب والفيسبوك عما يكنزه حكام آخرون مثل عبد الله الأردن وبشار سوريا وصالح اليمن وبورقيبة jتونس وغيرهم في بنوك أوربية وخاصة سويسرا، فإن فيه العجب العُجاب. وماعلى المتابع إلا أن يبحث في تلك الصفحات حتى يرى بأم عينه أموال الأمة سرقها حكامها وكنزوها بنهم غير مسبوق!
والمواطن البسيط يتسائل باستمرار :من أين لهم بهذه الأموال؟
نترك الإجابة عن هذا السؤال للأبطال من أبناء ثورات الأمة الإسلامية الذين أبوا إلا تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها وفقهم الله.
آية الكنز يبشر فيها سبحانه تعالى الذين يكنزون المال بالعذاب “فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”.
إننا نرى ونسمع ونتايع يومياً صنف من هذا العذاب الذي يكتوي به هؤلاء الكانزون من حكام البلاد العربية. فقد منعوا الأموال عن أصحابها وبدل أن يُحسنوا لهم لأنهم سرقوها منهم عمدوا إلى الإجرام فيهم، فاعتقلوا وقتلوا ونكلوا بأبناء الأمة بينما هم يتصرفون بأموالهم تصرف السفيه الذي يستحق الحجر عليه.
عاثوا في الأرض فساداً وسرقوا أموال الأمة وأذلوها بمحاربة دين الله وبفتح البلاد ليهود وللغرب، حتى لم يبق للمسلم ما يدفعه للحياة أو للبقاء على وجه الأرض، فوعى المسلم أن باطن الأرض صارت خير له من ظاهرها إن لم يُغيّر على الحكام، فوقف الرجال يطلبون الشهادة ووقفت النساء إلى جانبهم، فصرخوا:
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا
لم يبق إلا لحظات ووقفات قليلة تفصل بيننا وبين المشهد الأخير. الحكام يكتوون بما سرقوه من أموال الأمة. ولعذاب الآخرة أكبر. ثم صرخة مدوية يُعلن فيها قيام دولة الخلافة ومنادِ يُنادي في الملأ: قوموا لأميركم بايعوه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: أبو هاني