Take a fresh look at your lifestyle.

هل ستتحرك سوريا؟

 

 

تعتبر سوريا مفتاح الشرق الأوسط وواسطة العقد في العالم العربي والطريق السالك الرابط بين شمال وجنوب العالم الإسلامي. ومعروف طريق الحملة التبشيرية التي حمل بها بولس المسيحية من سوريا إلى أوربا والغرب قاطبة. وطريق الحرير كان ومازال معلماً تاريخياً هاماً. ورحلة الشتاء والصيف لأهل مكة قادتهم إلى الشام. وشرّف بقدميه الشريفتين عليه الصلاة والسلام قبل البعثة تلك الأرض ولم تكن مصادفة أن تشرفت الشام بأول جيش للفتوحات خارج الجزيرة العربية وازدادت شرفاً بأن لواء أسامة هو اللواء الوحيد الذي عُقد بيدي الرسول الشريفتين صلى الله عليه وسلم، للجيوش التي فتحت ماخارج الجزيرة العربية، عقده قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى. بل حتى وهو صلوات ربي وصلاته عليه، في أدق مراحل مرضه كان ينادي ويأمر الصحابة بقوله: أنفذوا جيش أسامة. حتى وقف خليفة رسول الله بعد بيعته منادياً: والله لا أحلّ لواءاً عقده رسول الله. وهكذا وبصرخة الله أكبر بدأت الفتوحات التي لولاها لربما ماعرفنا الإسلام ولما اهتدينا. فجزى الله عنا رسولنا الكريم وصحابته الميامين ومن اختط خطهم وسار على طريقهم خير جزاء.

 

وولاية الشام كانت دمشق مركزها وتشمل كل من سوريا الحالية ولبنان والأردن وفلسطين وقبرص وسيناء. وعندما نقل الأمويون دار الخلافة للشام صارت دمشق عاصمة الدولة الإسلامية، ومنها كان يعقد خليفة المسلمين اللواء تلو اللواء ويرسل الجيش تلو الجيش لحمل الإسلام لمختلف أنحاء العالم. وبلغت فيها دولة الخلافة وبالذات في عهد خليفة المسلمين هشام بن عبد الملك أقصى اتساعا وأعظم امتدادا في التاريخ.

 

حتى الطيور والماء والسماء أحبت الشام ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها بالبركة بعد أن ذكرها تعالى في آية الإسراء بأنها الأرض المباركة. فكانت ومازالت طريقاً ثابتاً لهجرة معظم الطيور في العالم حيث تسلك الطريق الساحلي لها ذهاباً وإياباً مما حيّر ومازال العلماء والناس أجمعين. وسبحت على أنهر وعيون لامثيل لها في العالم وأنبتت من أنواع الخضار والفواكه مايعجب المرء له. وشرفها الله تعالى باحتضان أولى القبلتين وثالث الحرمين، فبيت المقدس مما يُشدّ الرحال له بعد أن أكرم الرسولُ صلى الله عليه وسلم أرضها وساكنيها بصلاته والأنبياء فيها وربط براقه بحائطها وعرج منها إلى ربه عز وجل في السماء.

 

لهذا نقول أن ما للشام ليس لأية بقعة على الأرض من شرف وقدر ومكانة. فلا يُتصور لدولة الخلافة أن تكون بدون الشام ولن تتمكن من النمو والقيام بمهامها والشام ليست في ظلها. ومن أجل ذلك اشتدت المؤامرات عليها واحتدم الصراع للسيطرة عليها. وكانت من أوائل البلاد التي قطّع الكافر المستعمر أوصالها تقطيعاً لامثيل له لابالشرق ولابالغرب ولاقديما ولاحديثا، فلم يكتف بجعلها ستة قطع ونيّف، بل زرع فيها كيان مسخ، كيان يهود، جمع فيه أعداء الإسلام من كل بقاع الدنيا ومكنهم من أغلى مايملك أهل الشام وهو بيت المقدس. فبفعلته هذه لم يزرع قطعة لحم ميت في جسد حي حسب تعبير حزب التحرير، بل أجج مشاعر المسلمين كي لايناموا على هذا الضيم جيلا بعد جيل.

 

لهذا أرى أن الحراك الذي يحدث في الأمة الإسلامية وثوراتها في مختلف بقاعه لا ولن تؤتي أُكله مالم تُتوّج بقلع نظام البعث المتهالك من سوريا وإعلان دولة الخلافة فيها فوراً ومبايعة خليفة المسلمين في مسجد بني أمية كما كان الحال في صدر الدولة الإسلامية. عندئذ سيفرح المسلمون بنصر ربهم وسيرتد كيد الكائدين وأعداء الدين.

 

من قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي
9/3/2011