Take a fresh look at your lifestyle.

صح النوم يا شيخ

 

 

منذ أكثر من قرن من الزمان وأمتنا الكريمة – الأمة الإسلامية- تحكم بواسطة عملاء للكفر والاستعمار، ينفذ هؤلاء العملاء ما يطلبه الكافر منهم تنفيذه، ويطبقون ما يرسم لهم من خطط ويضع لهم من دساتير وقوانين فأفسد هؤلاء الحكام البلاد والعباد؛ أفسدوا على الأمة نظام الحكم الذي يجب أن يسود، وأفسدوا باقي الأنظمة من أنظمة اقتصاد واجتماع وتعليم. وكان أخطر ما قاموا به هو أنهم أفسحوا المجال للثقافة الغربية الكافرة لتتسلل إلى عقول أبناء الأمة لا بل ومكنوا لها ذلك بأن أبعدوا الثقافة الإسلامية عن حياة المسلمين.

 

نعم إن هؤلاء الحكام صنعوا هذا وأكثر من هذا بكثير، وكان أول إفساد لهم أنهم اغتصبوا من الأمة سلطانها، فبدل أن تمارس الأمة حقها في انتخاب حاكمها واختيار الصالح ليحكمها ويطبق عليها النظام الذي تريد وهو نظام ربها – نظام الإسلام- الذي أوجب الله – سبحانه وتعالى- على الأمة الإسلامية تطبيقه في جميع شؤون هذه الحياة.

 

 

ولقد ساعد هؤلاء الحكام في مهمتهم رجال تسموا بالعلماء وما هم بالعلماء، وإنما هم طبقة من رجال الدين الذين درسوا بعض نواحي الثقافة الإسلامية ليكون ذلك وسيلة للكسب لا أكثر، حتى أن الواحد منهم أصبح كتابا ً أو كتبا ً متحركة درس الإسلام نظريات كنظريات الفلسفة اليونانية لا مفاهيم مؤثرة تدفع إلى العمل المخلص والمنتج.

 

 

تمكن هؤلاء العملاء أن يجثموا على صدر هذه الأمة عقودا ً وعقود، ومن يسمى بالعلماء ساكتون صامتون يوجدون المبررات لتصرفات الحكام ويدعون لهم على المنابر وهم يعلمون ظلمهم الواضح لكل ذي بصر وليس بصيرة لحمكهم بغير ما أنزل الله.

 

 

إننا لم نسمع أحدا ً من هؤلاء العلماء يذكر هؤلاء الحكام بما فيهم من ظلم وجور واعتداء على أموال وأعراض الناس، والتعدي على حرماتهم وتعذيبهم وإزهاق أرواحهم. وعندما بدأت أجزاء من هذه الأمة المنكوبة بعلمائها قبل أمرائها التحرك والمطالبة بالتغيير، رأى بعض هؤلاء العلماء أن يتحركوا حتى لا يفوتهم الركب فيحاولون ركوب الموجة والظهور بمظهر الثائر المنتفض على الظلم والطغيان.

 

 

فهذا أحدهم لم نسمع له صوتا ً ضد أحد من الحكام طيلة الثلاثين عاما ً الأخيرة نراه تنتفخ أوداجه ويصيح بالثائرين أن يصبروا حتى يسقط الطاغية ويذهب إلى مصر ليؤم الناس في صلاة الجمعة في ميدان التحرير فيتصدر الجموع الغفيرة، كما وارتفع صوته ضد طاغية ليبيا طالبا ً منه ترك ليبيا. وهكذا ترتفع أصواتهم عندما تبدأ العجلة بالحركة والدوران.

 

وهذا أحدهم وبعد مضي ما يقرب من عشرة أيام على انتفاضة أهلنا في ليبيا وسقوط الآلاف من الضحايا، هذا العالم يوجه نداء إلى الجيش في ليبيا طالبا ً منه ألا يطيع أوامر القذافي نيرون العصر، فلا يستجيب له بقتل الأهل والإخوة في ليبيا، ولماذا؟ لأن القذافي مغتصب للسلطة.
صح النوم يا شيخ! هل عرفت أنه مغتصب للسلطة الآن فقط؟ أم أنه مغتصب للسلطة منذ أكثر من أربعين عاما ً؟ فأين كنت طيلة هذه المدة؟ ولماذا لم يرتفع صوتك قبل الآن؟! وهل القذافي فقط هو من يغتصب السلطة؟ أم جميع الحكام في بلاد المسلمين مغتصبون للسلطة؟ لماذا لا تخاطب جميع المسلمين في جميع بقاع الأرض فتطلب منهم عدم إطاعة أوامر حكامهم لأنهم مغتصبون للسلطة؟

 

 

هذا قليل مما ظهر من علماء المسلمين حتى إن بعضهم وهم كثير أفتوا بأنه لا يجوز الخروج على هؤلاء الحكام وتجب طاعتهم وإن أخذوا المال وجلدوا الظهور واضعين الأدلة في غير مواضعها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

وختاما ً أسأل الله – تعالى- أن ينير بصائر أمتنا فتعي على أعدائها الظاهرين والمتخفين، وكذلك بصائر أهل القوة والمنعة فيستجيبوا لنداء شباب حزب التحرير فينصرونهم وينهضوا سويا ً لإعلان الخلافة الراشدة التي تضع حدا ً لعداوة الأعداء من الكفار والمنافقين وتعلي كلمة الله. إنه سميع مجيب الدعاء.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخوكم،
أبو محمد الأمين