الآن الآن يا أحفاد الفاتحين
الحمد لله وحده ، الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ،،
ونحن نقف على أبواب الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تفتح أبوابها بالحكمة والدعوة والصراع الفكري والسياسي وطلب النصرة ، حتى إذا استعصت كسرت بأيدي حملة لواء تغيير أنظمة الكفر السياسية التي عربدت وطغت مئات السنين ورسمت فصولا مؤلمة من الحكم الجبري الذي أخبر عنه الصادق صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث الشريف : ” ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدرارا، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئا إلا أخرجته).
وإن الناظر لما يجري من أحداث متسارعة في الوقت الراهن من ثورات وتضحيات وصرخات مدوية ، تطالب بإسقاط أصنام الحكم الجبري عملاء الغرب الكافر في بلاد المسلمين ، ليدرك ويعي على حقائق عديدة منها : أن الأمة بشيبها وشبانها ونسائها وأطفالها ما انتفضت إلا حينما تشكل الوعي لديها معانقا الظلم ،، فالظلم قد دام لسنوات عديدة مضت ولكن لم تحرك الأمة ساكنا ،، لماذا ؟؟ لماذا الآن يا أهل الكنانة ؟؟ لماذا الآن يا أهل القيروان ؟؟ ولماذا الآن يا أحفاد المختار ؟؟ لماذا الآن يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أحفاد الفاتحين ؟؟؟؟
إنه الوعي الذي ما عاد يطيق أن يبقى حبيسا جدران الخوف والذل والهوان والفقر والتشرد ، حتى أصبح محركا يدفع بالشعوب للغليان وهو يستلهم من الظلم والقهر والكبت الحماس والاندفاع للعطاء والتضحية ، وما هانت أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم إلا حينما دب فيها الوهن وما أدراكم ما الوهن ؟ حب الدنيا الفانية ، وكراهية أسمى أماني المسلمين للوصول إلى جنات عدن : الموت في سبيل الله !!
وإن الأمة وإن يجري تضليلها واستغلال ثورتها وقطف ثمارها بمعونة المضبوعين والمنادين بالديمقراطية وحرية الشعوب ، وحكم الشعب بالشعب بمؤازرة وسائل الإعلام العميلة التي تسعى لتقزيم القضية وحرف الأنظار والتوجه عن المطالب الحقيقية للمسلمين ، عن صرخات الله أكبر الله أكبر ، لا ديمقراطية ولا وعلمانية بل خلافة إسلامية ، والأمة تريد خلافة إسلامية ، حتى صوروا لنا أنها ثورة جياع وثورة تعديلات دستورية وثورة الفيس بوك !! وهم ترتعش أوصالهم وأوصال ساستهم مما يعلمونه جيدا عن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، أمة قائدها ورسولها في الصفوف الأولى في المعركة ، يبكي خلفاؤها خوفا من ظلم الرعية ، يقتل أطفالها رؤوس الكفر ، وتقاتل نساؤها وتساند وتؤازر حتى ضربت أروع الأمثلة ، فكيف بهذه الأمة أن تظل ذليلة مهانة ،ورجالها أحفاد ابن الأرت وخبيب وصهيب والفاتح والعز بن عبد السلام ؟؟!!
فالآن الآن يا أحفاد الفاتحين
الآن الآن يا أهل ليبيا الصابرين المحتسبين
الآن الآن يا جيش ليبيا وجيوش المسلمين
قوموا لعز الدنيا والآخرة واقصموا ظهر ذلك القاتل الزنديق ، الذي أنكر سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وحكمكم بالكفر والحديد والنار ، وقتل أبنائكم وأعدم خيرة شبابكم ، وحول تاريخكم الهجري من هجرة العزة والتمكين وجعل هذا التاريخ يبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونهب ثرواتكم ، والكثير الكثير منه ومن أصنام الحكم الجبري التي بدأت تتهاوى بإذن الله تعالى ، لتتهيأ الدنيا بأسرها لخلافة راشدة تحقيقا لوعد الله بالنصر والتمكين الذي قال وقوله الحق : ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون (60)) الروم .
فلتأخذوا زمام المبادرة ولا ترضوا إلا بالعيش في كنف الإسلام العظيم، ولتفقهوا إدارة التغيير حتى لا تكونوا كقوم فرعون الذين استخفهم فأطاعوه ، ولو كان في إعلام المسلمين خيرا لنطق عدلا وصدقا وحقا ، ولأظهر تلك الصرخات المدوية في كل أنحاء العالم ، التي تزيل الغشاوة عن عيون المسلمين وتوجه وعيهم المتنامي بفضل الله تعالى ثم بفضل العاملين المخلصين إلى الحل الصحيح الذي يرضى عنه ساكن السماء جل في علاه ، وينعم به خلفاء الله في أرضه ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،،
فاللهم فرجك ونصرك وتمكين شريعتك يا رب العالمين
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك المظلومين في كل مكان
اللهم عاملنا بإحسانك وتداركنا بفضلك وامتنانك ، وتولنا برحمتك وغفرانك واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم آمين آمين ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
أم القعقاع