ضغوط على قناة (ODA) التلفزيونية
الخبر:
بتاريخ 14 شباط/فبراير 2011م نشرت وكالة أنكا للأنباء خبراً جاء فيه: “في اليوم الذي تمت فيه عملية تفتيش مكتب قناة (Oda.tv) التلفزيونية ومنازل المدراء الذين يعملون فيه تم نشر أنباء تتعلق بالتدريبات التي يقوم بها الأميركيون لأفراد شرطة الإرجنكون، وأن ما تم العثور عليه في (وادي زِر) قد يكون مزيفاً. إن هذه المعلومات تم نشرها في موقع (Oda.tv) الإلكتروني تحت عنوان “هذه التسجيلات المصورة ستغير مجرى سير دعوى الإرجنكون”. وهو الخبر ذاته الذي نشر تحت عنوان “الوثيقة التي تظهر تدريبات الأميركان لشرطة الإرجنكون”، وجاء في الخبر أن الكولونيل مصطفى دونماز مَوقُوف منذ عامين بسبب المعدات العسكرية التي تم العثور عليها في (وادي زِر)، ووجهت لدونماز تهمة العضوية في الإرجنكون، واليوم سيقوم بالمدافعة عن نفسه، وورد في الخبر أيضاً أنه تم العثور على ثلاثة تسجيلات مصورة تعتبر صدمة تتعلق بدعوى دونماز. التسجيل المصور الأول يتضمن إفادات من أفراد الشرطة يقولون فيها أنهم تلقوا تدريبات على أيدي خبراء أميركان قبل يومين من الحفريات في (وادي زِر)، والتسجيل المصور الثاني يظهر فيه أفراد الشرطة وهم ينادون الخبراء الأميركان بصفة “سيدي”، ويظهر فيه قيام أحد أفراد الشرطة بتصوير التدريبات من خلال هاتفه المحمول، وشرطي آخر يقوم بتأنيبه قائلاً له “لا تقم بتحميلها على اليوتيوب قبل أن نفعل”، والتسجيل المصور الأخير يظهر فيه رقيب عسكري يتحدث إلى شاويش في منطقة الحفريات قائلاً له إن هذه المعدات العسكرية هي هنا منذ يومين لأنها لم تبتل، والمدارس في أنقرة كانت قبل أسبوع في عطلة بسبب الثلوج”.
التعليق:
لقد انشغل الرأي العام المحلي بهذا الخبر لأيام طوال بالرغم من تخيم أجواء الانتخابات العامة المزمع انعقادها في 12 حزيران/يونيو 2011، وقام المسئولون في الحكومة بتناول الأمر ببساطة وسطحية قائلين “وهل هناك من لم يتلق التعليم في أميركا”. من المعروف أن تلفزيون (Oda.tv) يتبع لنفوذ العلمانيين الكماليين ذوي الولاء الإنجليزي، لذا فالأخبار التي ينشرها عادة تستهدف حزب العدالة والتنمية وحكومته. وكانت هذه المحطة مؤخراً قد نشرت أخباراً تتعلق بحزب التحرير تحت عنوان “التحريريين في الخارج والعسكريين في الداخل” (أي داخل السجن) فيما يتعلق بتكشف أمر قيام الشرطة بوضع قائمة هواتف أحد شباب حزب التحرير ضمن ملف أحد العسكريين المعتقلين في قضية الإرجنكون مدعين أنه تم العثور عليها في هاتفه واستخدمت كدليل لإثبات وجود ارتباط بين الإرجنكون والحزب، فأرادت القناة بذلك تسفيه حزب العدالة والتنمية لإثارة غضبه ودفعه للانتقام من حزب التحرير وشبابه. وعندما قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتنظيم حملة دهم وتفتيش لمكتب (Oda.tv) ثارت ثائرة العلمانيين الكماليين وزعموا أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقمع وتخرق حرية الصحافة والإعلام، وفي المقابل وحتى يجعل الأمور تسير في صالحه قام حزب العدالة والتنمية بتسريب بعض المعلومات التي تتعلق بمساومات تمت بين قناة (Oda.tv) وحزب الشعب الجمهوري، وأخرى تتعلق بقيام رجل المخابرات “كاشف كوزين أوغلوا” بتسريب معلومات تضر بحزب العدالة والتنمية لقناة (Oda.tv). وعلى الصعيد الآخر تم اعتقال الكاتبين الصحفيين نديم شنار وأحمد شِك الموالين للعلمانية الكمالية بسبب إعدادهم كتباً تهاجم حزب العدالة والتنمية كانوا ينوون نشرها وتوزيعها قبيل موعد الانتخابات العامة. وفي المقابل قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتبرير هذه الاعتقالات واعتقالات “خطة انقلاب المطرقة الثقيلة” التي وردت في تقرير الاتحاد الأوروبي المتعلق بالعلاقات مع تركيا، وبتبرير الادعاءات القائلة بأن قضية “الإرجنكون” فقدت جديتها، على أن الصحفيين لم يعتقلا بسبب مهنة الصحافة التي يقومان بها بل اعتقلا لعلاقتهما بتشكيلات غير قانونية ولا علاقة للأمر بالحكومة بل هو أمر لا يخرج عن نطاق التحقيق والقضاء.
والحاصل، فإن حزب العدالة والتنمية ينظر إلى الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في 12 حزيران/يونيو 2011 على أنها مسألة مصيرية تستلزم الحياة أو الموت دونها، لذا فهو يريد أن تسيير الأمور حتى موعد الانتخابات وأن تجرى الانتخابات دون سماع أي صوت ضده ودون السماح لأي تحرك أو عمل من شأنه عرقلة وصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكومة للمرة الثالثة على التوالي.
خلوق أوزدوغان
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية تركيـا