Take a fresh look at your lifestyle.

التلويث الفكري والإعلامي في العالم الإسلامي من إرث المفكر السياسي الدكتور عايد الشعراوي- يرحمه الله ح12

 

 

– سمات الإعلام في العالم الإسلامي- ج3

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ما زلنا معكم مستمعينا الكرام في قراءتنا لبحث التلويث الفكري والإعلامي في العالم الإسلامي وهو من إرث المفكر السياسي الدكتور عايد الشعرواي يرحمه الله.

وقد تحدثنا لكم في الحلقتين السابقتين عن تبعية الإعلام ، وعن التخلف الإعلامي وعن عنصرية الإعلام في العالم الإسلامي.

وفي هذه الحلقة سنتحدث إليكم إن شاء الله عن الإعلام في أنه خدمة نظام الحكم وليس في خدمة الناس.

هذا الارتهان يجعل من وسائل الإعلام مرآة عاكسة لكنها تعكس فقط ما يرغب النظام أن تعكسه وتخفي ما يُخشى ظهوره للناس، وبذلك تكون قد استحكمت حلقات قهر الإنسان المسلم وإذلاله وتطويعه، ولا عجب إذن أن نرى القلاع الحصينة المعززة بالدبابات التي تلف مباني الإذاعة والتلفزيون كأهم وسيلتين من وسائل الإعلام، كل ذلك التحصين خوفاً من البلاغ رقم واحد، لأن الوصول إليهما يعني أن الوضع القديم قد انتهى وبدأ عهد جديد. وفي طول البلاد الإسلامية وعرضها لا يوجد إعلام مستقل عن النظام وإعلامه الرسمي، لذلك يمارس حجر إعلامي قاسِ على الناس يجبرهم أن يتلقوا الغث والسمين، وأنصاف الحقائق، والأكاذيب، والكلام الإنشائي، وبعض الأوهام، وإذا كانت هذه الحيل والأكاذيب لا تنطلي على الواعين من الأمة. إلا أنها تجد بعض المستجيبين لها من المراهقين والجهلة ومجتمعات الريف حيث تتفشى الأمية والجهل، والمؤلم في هذا الإعلام أن موجهيه يعرفون أنهم يكذبون على شعوبهم، وقسماً كبيراً من شعوبهم يعرف أنهم يكذبون عليه ورغم ذلك تستمر حملة التضليل المكشوف ويستمر بعض الناس في خداع أنفسهم بترديد نفس ما تردده وسائل الإعلام صباح مساء، وذلك لكي تكون لهم حظوة عند النظام وحاشيته. وعن استخدام الإعلام من قبل الحكام لتطويع الناس يقول أحد تلامذتهم “عندما يضيع الحلم فإن الأنظمة لا يعود أمامها غير طريق واحد بدايته قناة تلفزيون أو محطة إذاعة أو جريدة ونهايته دبابة أو مدفع أو طائرة، وإذا عجزت الأنظمة عن تطويع إرادة الناس بالكلام تولى السلاح مهمة إخضاعهم بالنار”. وعن ركائز أنظمة الحكم يقول أحد الكتاب في كتابه الإعلام والتنمية ” إن سند الحكم في هذه الدول يرتكز على ثلاث ركائز أساسية:

الركيزة الأولى: قوة عسكرية من الجيش والشرطة والاعتماد عليها في قمع من يتصدى للنيل من نظام الحكم.
والركيزة الثانية: إيديولوجية مقبولة جماهيرياً ولو على الأقل من حيث الشكل.
والركيزة الثالثة: الاعتماد على الإعلام، الأمر الذي يفسر لنا اهتمام الحكام الجدد في معظم دول العالم الثالث بحراسة مراكز الإذاعة والتلفزيون وبصورة مستمرة”.

إلى هنا نكون قد انتهينا مستمعينا الكرام من سمات الإعلام في العالم الإسلامي ، كما بينها لنا الدكتور عايد الشعراوي يرحمه الله.

و في الحلقة القادمة إن شاء الله نكون معكم في كيف ساعدت الصحافة في استعمار العالم الإسلامي.

إلى ذلك الحين نستودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته