عسعس الليل فإذا بالصبح يتنفس
الحمد لله رب العالمين ،، خلق السماوات و الأرض ، و جعل الظلمات و النور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
و الصلاة و السلام على الرسول القدوة ، بلغ الرسالة ، و أدى الأمانة ، و جاهد في الله حق جهاده و بعد ..
ما أمرها من أيام عصفت رياحها هوجاء على هذه الأمة ، و ما أحلكها من ليال تجرعت فيها الذلَ ، و تعاقبت عليها الخطوب تترى ،، منذ هوت خلافتها و تمزق شملها ، و أخذت تتقاذفها قوى الطغيان يمنة و يسرة ،،
و لم تكتمل تلك المشاهد ، فكان لا بد من فصل جديد ؛ حكامٍ خونة ، عملاء مخلصين !
فقبعت الأمة تحت الحكم الجبري ، و سيقت زمرا صوب القهر و الفقر ، و كبلت بالنار و الحديد، تمسي على الظلم ، و تصبح على ضنك المعيشة
لكن ؛ لا تدري … لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً !
و أي أمر ؟؟
فلكم كان ذلك اليوم – في غزوة الأحزاب – عصيبا ، حيث يقول الله تعالى : ” إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) ” . سورة الأحزاب
فما الذي كان بعد ذلك ؟؟
” وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ( 25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) ” . سورة الأحزاب
و يا له من نصر آزر الله به عباده المؤمنين ، ممن عمرت نفوسهم بالثقة بربهم ..هذه الثقة و اليقين بتأييد الله – عزّ و جلّ – كما تجلت على لسان موسى بعد أن أوحى الله إليه أن أسر بعبادي إنكم متبعون .. فلما وصلوا إلى شاطئ البحر و رأوا جيش فرعون يتعقبهم ، قال أصحاب موسى إنّا لمدركون ، لكنّ نبي الله أجابهم إجابة الواثق بوعد ربه بالنجاة و الخلاص : ” قال كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدين (62) ” . سورة الشعراء
فنجاهم الله منهم ، و أخذ فرعون و جنوده فنبذهم في اليمّ .
و كم عاث فراعنة هذا العصر في الأرض الفساد ، فانتفضت الشعوب بعد طول سبات ، و ها هي ذي عروشهم تتهاوى ،
و ما نزداد إلا يقينا بوعد الله و بشرى رسوله صلى الله عليه و سلم بالغلبة و النصر و التمكين في الأرض ،
فعجل لنا يا رب بفرجك ..
و الحق مرفوع العماد و دولة الإسلام فوق الشهب خافقة البنود
يا مأرز الإيمان يا أرض الهدى و النور ، يا شمسا أضاء بها الوجود
ضمي رفات المجد جاءك وارث الأمجاد من خير الجدود
فلعلها من بعد ما طال الردى من مشرق الأنوار تبعث من جديد
فيا أهل تونس ، قد أشعلتم الفتيل الأول و كسرتم خوفا طالما جثم على قلوبكم ، ففر خائنكم ، فلتتبعوا الخطوة الخطوة صوب التغيير الجذري على أساس الإسلام فلن يصلح الأمر إلا به
و يا أهل أرض الكنانة ، بوركت جهودكم و شكر الله لكم سعيكم
فلتعوا أن المكر الذي يحاك كثير ، و لكنّ الله خير الماكرين ” و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ”
فلا ترضوا برويبضة آخر يدوس على رقابكم ، أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون
و يا أحفاد عمر المختار ، صبراَ صبراَ ، فلسوف تبقى كل قطرة دم أراقها قذاف الدم شاهدا على ما كسبت يداه ، و سيُقتص منه في الدنيا قبل الآخرة بإذن الله ،، ليشفي الله صدور قوم مؤمنين
و يا خير أمة أخرجت للناس ـ شهد الله لها بهذه الخيرية ،، طال بنان الزمان دون إمام يحكم شرع الله ،و يرعى المسلمين كلَّ المسلمين ، و يعيد ذروة سنام الإسلام : الجهاد ،، و يقود الجيوش لينشر هذا الدين
أفما تطمعون بثواب من الله كبير ؟ و عزٍّ في الدنيا و الآخرة ؟؟
كونوا من أنصار هذا الدين .. و لا تلتفتوا إلى إغواء شياطين الإنس و الجن ، فطاعتهم لن تجر لكم إلا الوبال
إن مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم ينتظر زحف جيوشكم ، فشمروا عن سواعد الجد ،، فأنتم أحباب رسول الله صدقتم به و اتبعتم رسالته و حملتم أمانة التبليغ .. فماذا أنتم فاعلون ؟؟
إن الصبح لقريب ,, و الله معكم و لن يتركم أعمالكم
زهرة حق