الجولة الإخبارية 20-3-2011
العناوين:
• القذافي يتساءل عن سبب تخلي الغرب عنه ويقول إنه لم يفعل شيئا يخيب أملهم
• الشعب في سوريا بدأ يتحرك لإسقاط النظام وأنباء عن تقديمه مساعداتٍ لمثيله في ليبيا
• الأنظمة المستبدة في آسيا الوسطى تسمح للقوات الأمريكية بمحاربة الحركات الإسلامية على أراضيها
• عباس يعلن استعداده لزيارة غزة ويطلب من هنية استقباله لتحقيق المصالحة بين سلطتيهما
التفاصيل:
في مساء 15/3/2011 بث تلفزيون “آر. تي. إل” الألماني مقابلة مع القذافي ادعى فيها هذا المجرم بأن “ليبيا تشهد حدثا صغيرا” و”أن معظم أوضاع البلد هادئة وطبيعية ولا توجد فيها مظاهرات”، وكذب القول “بأنه قمع المتظاهرين المسالمين”، وتوعد بأنه سيدمر قوى الشعب المسلم في ليبيا المنتفض في وجه طغيانه والتي وصفها بأنها “عصابات تابعة لتنظيم القاعدة”. ولكنه انتقد الدول الغربية التي كانت تسانده طيلة أربعة عقود فقال متسائلا: “ماذا فعلت لأخيب أملهم؟!” وقال إنه “لم يعد يثق في الغرب ولا شركات الغرب ولا سفراء دولهم” وقال إنهم “شاركوا في المؤامرة عليه”. وانتقد ساركوزي قائلا: “إنه صديقي ولكني أعتقد أنه أصيب بالجنون، إنه يعاني من مرض نفسي، هذا ما يقوله المقربون منه”. والقذافي يقع في تناقض واضطراب بشكل دائم فقد قال لصحيفة “إيلي جورنالي” الإيطالية اليومية إنه “يخوض حربا ضد القاعدة وإنه سيترك التحالف الدولي ضد الإرهاب إذا تصرف الغرب معه بشكل سلبي مشابه لما حدث مع الرئيس الراحل صدام حسين، وإنه سيتحالف مع القاعدة ويعلن الجهاد وانتقد صديقه الحميم رئيس وزراء إيطاليا برلسكوني”. ويدعي هذا المجرم بأن “لا منصب رسميّاً له وبالتالي لا يمكن انتقاده كما هي الحال مع ملكة بريطانيا” سيدته وقدوته.
والجدير بالذكر أن مستشاره السياسي الخاص هو رئيس وزراء بريطانيا السابق عدو الإسلام طوني بلير الذي يتقاضى منه معاشا شهريا يصل إلى مليون دولار. فقد ذكر نجله المسمى بسيف الإسلام في 6/6/2010 في مقابلة مع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن “بلير قام بدور استشاري لصندوق حكومي ليبي يدير الثروة النفطية الليبية التي تقدر بأكثر من 94 مليار دولار”. وأضاف نجل القذافي قائلا: “إن بلير أقام علاقة ممتازة مع والدي، وبالنسبة إلينا فهو صديق شخصي للعائلة، وأنا التقيت به لأول مرة قبل أربع سنوات في مقر رئاسة الوزراء البريطانية ومنذ ذلك الحين التقيته مرارا في ليبيا حيث يقيم في منزل والدي، فقد أتى إلى ليبيا مرات عديدة”. وقد دافع نجل القذافي يومئذ من مقر إقامته في فندق كونت بمايفير عن “حق بلير في استغلال عقوده مع ليبيا” قائلا: “إن كثيرا من الناس انزعجوا منه بسبب العراق ومن الأسهل كثيرا التعامل مع المؤسسة الليبية للاستثمار فمن حق طوني بلير جني المال فهذا أمر جيد بالنسبة إلى رجل أعمال”. وشدد القذافي الابن على أنّ “بين ليبيا وبريطانيا علاقة خاصة”. وأشارت الأنباء أن بلير بعد تنحيه من رئاسة الوزارة بشهر قام بزيارة للقذافي وعلى إثرها وقّعت شركة بريتيش بتروليوم (بي بي) صفقة مع شركة النفط الحكومية الليبية بقيمة 900 مليون دولار.
فالقذافي كأنه يرى أن له حقا في انتقاد الغرب عندما يتخلى عنه وأن يسألهم عن سبب تخليهم عنه وهو لم يفعل شيئا يخيب أملهم فيه! وهو يعترف بأنه خدم الغرب طيلة عقود من حكمه الجبروتي لليبيا، وأنه لم يفعل شيئا يخيب أملهم فيه، فقد حارب الإسلام وأنكر السنة وأعدم شباب حزب التحرير الذين وقفوا في وجهه عندئذ وأعدم الكثير من المخلصين العاملين للتغيير، وعمد إلى تحريف القرآن، وأذل الشعب الليبي المسلم وجعله شعبا فقيرا وجعل بلده متأخرا وفتح الأبواب للشركات الغربية لتنهب ثروات هذا الشعب ووضع أموال الشعب في البنوك والشركات الغربية لتمولها وتنشط اقتصاد الغرب، فيرى أن له الحق في أن يتساءل بعد كل هذه الخدمات كما يتساءل العبد المخلص لسيده الغربي المستعمر ويقول له بماذا خيبتُ أمَلَك يا سيدي الغربي ولم أفعل إلا ما أمرتني به أو سمحت لي أن أفعله! ولكن سيده الغربي مستعد أن يبيعه إن رأى أن له مصلحة في ذلك أو أن ضررا سيصيبه من جراء وجوده، فهو عبد لا يساوي شيئا لدى سيده إلا بمقدار ما يحقق له من مصلحة أو يدفع عنه من مضرة. ولذلك عندما رأى الغرب الكافر المستعمر شعب ليبيا المسلم ينتفض في وجه عبدهم الذي تنمرد واستكبر على الناس الذين استضعفوا كما انتفض إخوتهم في تونس ومصر خاف هذا المستعمر من أن يسقط عبدهم القذافي فتضيع مصالحهم ويتضررون من جراء وجوده. فركب الغرب الماكر الموجة متظاهرا بأنه يؤيد مطالب الشعب بتنحي القذافي الذي دعمه في جرائمه طيلة أربعة عقود. فبريطانيا هي التي أتت بالقذافي ودعمته، ونجله المسمى بسيف الإسلام والتي كانت بريطانيا تعده لخلافة أبيه كان قد فضح ذلك العام الماضي في مقابلته مع صحيفة الديلي ميل. والجدير بالذكر أن حزب التحرير رائد الأمة الإسلامية كان قد كشف عمالة القذافي لبريطانيا من أول يوم وصل فيه إلى الحكم. وقد أغرت بريطانيا دول أوروبا بالقدوم إلى هناك حتى تقف بجانبها وتدعمها في وجه أمريكا التي تريد أن تحل محلها وحتى تقف في وجه المخلصين من الأمة الذين عملوا على إسقاطه من أول يوم حتى تصبح القضية هي قضية الغرب كله وليست قضية بريطانيا لوحدها.
——-
ظهرت على موقع “يوتيوب” في 15/3/2011 صور لعشرات الشباب خرجوا ليتظاهروا ضد النظام السوري. فقد نقلت وكالات الأنباء عن مصادر حقوقية أن 5 أشخاص تجمعوا أمام الجامع الأموي ثم اتجهوا نحو سوق الحريقة قرب سوق الحميدية في دمشق والتحق بهم العشرات وأطلقوا شعارات قالوا فيها “الشعب السوري ما بينذل” “وينك يا سوري وينك” “سلمية سلمية”، فقامت قوات الأمن بتفريقهم. وهذه المظاهرة قد دعي لها على موقع فيسبوك تحت عنوان “الثورة السورية ضد بشار أسد 2011″، وقد تجاوب معها على هذا الموقع أكثر من 40 ألفا. وقد تظاهر المئات من السوريين المقيمن في مصر أمام السفارة السورية وهتفوا: “الشعب يريد إسقاط النظام”. وكانت قد خرجت مظاهرة في 18/2/2011 عبر فيها المتظاهرون عن رفضهم للذل الذي يخيم عليهم منذ أربعين سنة أي منذ اغتصاب عائلة الأسد للحكم بدعم أحد أجنحة حزب البعث العلماني. والجدير بالذكر أن أمريكا اشترت حافظ أسد عن طريق عميلها في مصر يومئذ السادات وقد دعمت نجله بشار عن طريق عميلها الساقط حسني مبارك. وقد قوّتْ هذا الدعم له ولأبيه من قبلُ عن طريق إيران التي تسير في فلك أمريكا. ويبدو أن نظام بشار أسد قام بدعم نظام القذافي ضد الشعب الليبي المسلم رغم الاختلاف في التبعية السياسية بين هذين النظامين حتى لا تتخذ انتفاضة الشعب في ليبيا مثالا للشعب المسلم في سوريا ولإخافة هذا الشعب بأن نظام عائلة أسد على استعداد أن يفعل كما فعل نظام القذافي. خاصة وأن النظام البعثي العلماني له تاريخ إجرامي أسود في قمع الانتفاضات وسحق المعارضين وفي محاربة الإسلام وحملة دعوته. ولذلك يظهر تخوف لدى الناس من أن يلجأ هذا النظام إلى القوة والبطش في إخماد انتفاضتهم، ولذلك يظهر التلكؤ عليهم في الخروج لإسقاطه.
——-
نشر موقع “أخبار العالم” التركي في 17/3/2011 تصريحات لميخائيل لاورون المسؤول الإعلامي في القيادة المركزية الأمريكية قوله: “إننا نقوم بعمل عسكري مشترك مع شركائنا في آسيا الوسطى بين الحين والآخر، وأن صاحب البيت في هذه البلاد أعطى إذنا للقوات الأمريكية الخاصة بدخولها”. وقد أعلن أن “الفرق الأمريكية الخاصة تنفذ عمليات في طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان ضد الحركات الإسلامية”. وقد أكدت القيادة الأمريكية المركزية قيام هذه الفرق الأمريكية الخاصة بمثل هذه العمليات في هذه البلاد بالإضافة إلى تركمانستان تحت مسمى “محاربة الإرهاب”. وذكرت أن “هذه الفرق الأمريكية الخاصة تأتي من أفغانستان متجاوزة الحدود ومنفذة لعمليات عاجلة”. وقد صرح مسؤول طاجيكي لم يكشف عن اسمه لموقع يورآسيانت (Eurasianet.org) قائلا بأن “القوات الأمريكية لا تنفذ تلك العمليات لوحدها”. وأضاف: “ولكن القوات الأمريكية يعود لها الفضل الأكبر في إنجاح هذه العمليات”. وكانت الإدارة الأمريكية قد زادت تمويل هذه العمليات إلى 45 مليون دولار في ميزانيتها لعام 2011 بعدما كانت مقررة بمبلغ 40 مليون دولار. فهذه الأنظمة وإن كان أغلبها يتبع روسيا في العمالة والولاء ما عدا نظام أوزبكستان المتقلب بين العمالة لروسيا ولأمريكا إلا أنها تخاف أمريكا فتراضيها بموافقة روسيا لتسمح لها بدخول أراضيها لمحاربة الحركات الإسلامية، خاصة وأن هذه الدول كلها وعلى رأسها روسيا تعتبر الإسلام والحركات الإسلامية العدو الأول لها والتهديد الأخطر لكياناتها ولذلك لا يهمها إن سمحت لأمريكا بذلك. إلا أن في ذلك مخاطرة تقدم عليها هذه الدول وهي تمكين أمريكا تحت ذريعة محاربة الإرهاب من شراء الذمم الرخيصة هناك، وبذلك توجد لها عملاء كما حاولت مع باكييف عندما استعد لأن يسمح لأمريكا بإقامة مركز لمحاربة الإرهاب في داخل قرغيزستان فتخوفت روسيا من أن يمكن ذلك أمريكا من التمركز في البلد وبالتالي تبسط النفوذ فيه، فعلى إثر ذلك قامت روسيا بثورة مصطنعة وقلبت باكييف واستبدلت به عملاء آخرين موالين لها.
——–
أعلن محمود عباس رئيس السلطة في رام الله بفلسطين في 16/3/2011 أنه مستعد أن يقوم بزيارة إلى غزة لتحقيق المصالحة مع حماس، ودعا هنية لأن يتهيأ لاستقباله مع القيادات الأخرى. وقد رحبت حماس بهذه الخطوة على لسان ناطقها الرسمي الزهري، وأعلن هنية أنه سيدرس هذا الأمر مع قيادات تنظيمه. وكانت قد خرجت مسيرات تطالب بإنهاء الانقسام وبالمصالحة. ومن هنا يتأكد بأن تلك المسيرات مسيّرة ومدبّرة من قبل سلطة عباس حتى يقوم بحركة اصطناعية ليظهر أنه لبى طلبات الشعب. ودليل آخر على أن هذه المسيرات مسيرة ومصطنعة هو شعاراتها ومطالبها التي لم يتجاوز سقفها إنهاء الانقسام بين سلطة رام الله وسلطة غزة وإيجاد مصالحة بينهما. فلم تطالب بإسقاط السلطة وإسقاط معاهدة أوسلو وأخواتها من معاهدات الخيانة والخزي التي قبلت بها منظمة التحرير الفلسطينية والتي تضمنت الاعتراف بكيان يهود في فلسطين والمحافظة على هذا الكيان وأن تكون الوظيفة الرئيسة للسلطة هي السهر على حماية هذا الكيان وحراسته من هجمات أهل فلسطين عليه التي وصفها عباس بأنها تعدّيات حقيرة. وقد قامت السلطة بهذه الوظيفة على أحسن وجه وما زالت تقوم بها. والجدير بالذكر أن نظام حسني مبارك الذي كان يعمل على المصالحة بين تلك السلطتين قد سقط، وقد تجمدت المفاوضات بين يهود وسلطة عباس بعدما توجهت أمريكا للانشغال بأفريقيا ومن ثم فاجأتها ثورة مصر وغيرها من الثورات في البلاد العربية فأصبح عباس وسلطته في عداد النسيان. مع العلم أن عباس لا عمل له سوى المفاوضات مع يهود وهذا الأمر هو الذي يؤمّن له الظهور في وسائل الإعلام. فأراد بهذه الخطوة أن يؤمن له ظهورا من جديد وأن يعمل على خداع بعض الناس البسطاء وأن يبعدهم عن العمل الصحيح والمجدي لتخليص أهل فلسطين مما هم فيه. مع العلم أن الأمة بدأت تتطلع إلى ظهور الخلافة وبدأت إشعاعاتها تظهر في الأفق وبدأ كثير من الناس يحسون بقرب بزوغها أكثر من أي وقت سبق، وقد أصبحت لديهم قناعة بأنها أي الخلافة هي التي ستقلع كيان يهود من جذوره وتعمل على تطهير فلسطين من دنسهم ورجسهم وأن الأنظمة القائمة في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة بجانب التنظيمات الفلسطينية التي أعلنت العمل المسلح لتحرير فلسطين لن تحرر شبرا من فلسطين بل تراجعت وبدأت تتهافت على الصلح مع كيان يهود بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقد ظهر تخوف يهود من كل ذلك عند سقوط نظام حسني مبارك وعندما أبدوا تخوفهم من سقوط نظام قذافي. وقد وصف ليبرمان وزير خارجية كيان يهود القذافي بأنه “حليف ذو مصداقية” وسقوط نظامه في ليبيا “يشكل خطرا استراتيجيا على كيانهم في الجبهة الجنوبية”.