الجولة الإخبارية 29/03/2011م
العناوين:
•· سوريا تلتحق بركب التغيير
•· مفاوضات سرية برعاية أمريكية وبريطانية لتنحي صالح عن السلطة
•· فرنسا ترى أنه “لا يمكن قمع” حركة الاحتجاجات العربية حتى في السعودية
•· كيان يهود سينشر نظام درع صاروخية بالقرب من غزة
•· تواصل جرائم حلف الأطلسي في أفغانستان
التفاصيل:
بالرغم من حالة القمع الشديد، والمزاعم الكاذبة حول وقوف عناصر “مندسّة” بين المتظاهرين، وحالة التعتيم الإعلامي، دخلت سوريا أولى الخطوات على طريق التغيير واقتلاع أنظمة الطغيان، وجراء ذلك، أصيب النظام السوري البعثي بحالة من الهستيريا دفعته إلى القمع وإيقاع المجازر في أوساط المتظاهرين السلميّين.
فقد سقط عشرات القتلى والجرحى في احتجاجات عمت عدة مدناً ومحافظات في سوريا، في تحدٍّ غير مسبوق لنظام حكم الأسد، الذي قدم وعودا زائفة نظير إخوانه من حكام مصر وتونس بالإصلاح تتضمن دراسة رفع حالة الطوارئ ورفع مستوى المعيشة.
وقد اندلعت أعنف الاحتجاجات في مدينة درعا في الجنوب التي تشتعل فيها الاحتجاجات منذ أسبوع، والتي باتت رمزاً للثورة السورية أمثال السويس في مصر وسيدي بوزيد في تونس وبنغازي في ليبيا، حيث تدخلت قوات الأمن بإطلاق النار والغاز المدمع على حشود ضمت محتجين بالآلاف.
ودعت الشعارات النظام السوري إلى إرسال قواته لتحرير هضبة الجولان التي يحتلها كيان يهود منذ عام 1967، بدلا من قمع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم.
وتحدث شهود العيان عن سقوط عشرين قتيلا في بلدة الصنمين القريبة من درعا، فيما تحدث مسؤولون حكوميون لوكالة الصحافة الفرنسية عن سقوط عشرة قتلى فقط.
أما في حماة بوسط البلاد، فقد تدفق المتظاهرون إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة وهتفوا بشعارات تطالب بالحرية.
وفي دمشق، فرقت قوات الأمن مظاهرة واعتقلت العشرات من بين حشد ضم نحو 200 هتفوا بشعارات مؤيدة لدرعا. وتحدث سكان عن مقتل ثلاثة متظاهرين في ضاحية المعظمية القريبة من دمشق، وأشاروا إلى أن قوات الأمن تطوق الضاحية.
وشهدت اللاذقية والتل ودايل وحمص أحداثاً مشابهة.
تأتي هذه التطورات لتضع سوريا على سكة التغيير الذي التحقت بقطاره مؤخراً داحضةً زعم النظام السوري الذي فرق بين سوريا وتونس ومصر ناسياً أو متناسياً أن سوريا قطعة من أمة إسلامية بل شامة في جبينها.
——-
ضمن سعي القوى الغربية لترسيخ النفوذ الاستعماري في اليمن تجري مداولات ومشاورات لإيجاد حل للأزمة اليمينة تكفل بقاء النفوذ الغربي مستحكماً في البلد على غرار عمليات التجميل المفضوحة التي أجريت في تونس ومصر.
فقد ذكرت مصادر أن مباحثات صعبة أحيطت بجو من السرية بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين خصومه من القادة العسكريين المنشقين عنه وكذا قيادات معارضة بارزة، أفضت إلى صيغة اتفاق يقضي بتنحي صالح عن السلطة في غضون أيام وتسليم السلطة لمجلس رئاسة مدني.
وأوضحت تلك المصادر أن هذه المباحثات التي عقدت في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء وكذا في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بصنعاء، بين الرئيس صالح واللواء الركن علي محسن الأحمر وكذا قياديين بارزين من أحزاب المعارضة، برعاية أمريكية وبريطانية ‘حققت تقدما كبيرا في الوصول إلى نتائج إيجابية نحو إقناع صالح بالتنحي عن السلطة خلال أيام والمؤشرات تتجه بقوة نحو استكمال إجراءات التنفيذ لهذا الاتفاق’.
وأكد صالح الجمعة بالقول ‘نحن على استعداد أن نرحل من السلطة لكن على أسس سليمة، ونسلمها إلى أياد أمينة يختارها شعبنا’. وعلى الرغم من أنه لم يحدد موعد الرحيل، إلا أن مراقبين اعتبروها تأكيدا لما تردد حول قبوله بالتنحي عن السلطة في غضون أيام، وأن هذا الحشد الكبير من أتباعه من كل المحافظات اليمنية أمس ما هو إلا (احتفاء توديعيا) للرئيس صالح قبل رحيله.
وتوقع مراقبون أن يعلن صالح تنحيه عن السلطة في غضون أيام إثر تساقط العديد من المحافظات الشمالية في أيدي مناهضيه والمطالبين برحيله، وتراجع سلطته عن العديد من المدن الأخرى في الجنوب، وفقدان قدرته عن السيطرة على البلاد تدريجيا، وبالتالي ربما يستبق الأحداث بتنحيه عن السلطة قبل أن يفقد المزيد من السيطرة على بلاده، ويجبر حينها على الرحيل من السلطة في ظروف قد لا تضمن له رحيلا “مشرفا” وهو الرحيل الذي يضمن بقاء النفوذ الإنجليزي في اليمن.
——-
بعد تدخلها العسكري الاستعماري في ليبيا، حذرت فرنسا -حرصاً منها على بقاء النفوذ الاستعماري على اختلافه في بلاد المسلمين-، الأنظمة العربية بما فيها النظامين السعودي والسوري من عدم إجراء إصلاحات كافية استجابة لمطالبة شعوبها بالحرية.
وفي حديثه عن اليمن وسوريا والبحرين والسعودية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في لقاء مع الصحفيين الخميس المنصرم أن حركة الاحتجاجات في العالم العربي ستفرض نفسها آجلا أو عاجلا في كل مكان.
وقال جوبيه داعياً للالتفاف على هذه الثورات ومحاولة استباقها لعرقلتها “أعتقد أن هذه الحركة لن يمكن قمعها. هناك بالطبع أنظمة قمعية ستحاول البقاء، لكنها لن تصمد على المدى البعيد. هذه الحركة ستفرض نفسها مع الوقت.” وأضاف “يجب احترام تطلعات الشعوب للحرية والديموقراطية في كل مكان، وحظر العنف في كل مكان. نحن ندين اللجوء إلى هذا العنف وندعو إلى الحوار في أي مكان سواء في البحرين أو اليمن أو سوريا.”
ومنذ أيام تنتقد فرنسا بحدة سوريا التي دعتها إلى “التخلي عن أي استخدام مفرط للقوة” والبدء “دون إبطاء” في إجراء إصلاحات سياسية.
وردا على سؤال عما إذا كانت ليبيا تشكل ناقوس إنذار لأنظمة قمعية أخرى في العالم، قال جوبيه “سيكون ذلك إشارة تنبيه.”
وردا على سؤال عن السعودية، أجاب جوبية أن تحليله “ينطبق على كل دول المنطقة”.
وفي محاولة ساذجة للدفاع عن سياسة بلده الاستعمارية تجاه البلاد العربية قال وزير الخارجية الفرنسي “يقال دائما أن النفط هو الذي يتحكم في كل شيء. هذا غير صحيح، فالتفكير في أننا نفعل كل ذلك من أجل النفط تفكير مبسط.”
——-
في ظل ازدياد التهديدات بالقيام بضربة عسكرية على قطاع غزة، وتوعد نتنياهو بالرد بقسوة على إطلاق الصواريخ، ودعوة ليفني لاستثمار انشغال العرب بالثورات من أجل القيام بعملية عسكرية حاسمة، وفي ظل عجز الجيش اليهودي على التصدي للصواريخ المنطلقة من غزة بالرغم من ترسانته العسكرية، نشر مؤخراً أن كيان يهود عازم على نشر “القبة الحديدية” بالقرب من غزة.
فقد قال الجيش “الإسرائيلي” يوم الجمعة أن “إسرائيل” ستسرع بتنفيذ خطط نشر نظام اعتراض الصواريخ “القبة الحديدية” بسبب تزايد إطلاق قذائف الهاون والصواريخ من قطاع غزة.
وقال الجيش “الإسرائيلي” في بيان أن رئيس أركانه جانتس “أمر وفق توجيهات حكومية بنشر نظام (القبة الحديدية) عبر الجنوب الإسرائيلي خلال الأيام القادمة”.
وزعمت تقارير أن نظام “القبة الحديدية” قادر على إسقاط الصواريخ التي يتراوح مداها بين خمسة كيلومترات و70 كيلومترا. ونشرت أنظمة أخرى لاعتراض صواريخ ذات مدى أطول.
وتقدر قيمة كل عملية اعتراض لهجمات بين 10 آلاف و50 ألف دولار.
وقال وزير الدفاع إيهود باراك أثناء زيارة إلى قاعدة للجيش بالجنوب يوم الجمعة أن الأمر قد يستغرق شهورا لنشر النظام بالكامل.
——-
لا تزال جرائم حلف الأطلسي في أفغانستان مستمرة، ولا تزال فضائحهم تفوح رائحتها النتنة بين الحين والآخر، ولم يكن آخرها ما كشفت عنه صحيفة دير شبيغل الألمانية من صور لجنود أمريكيين يعبثون بجثث مدنيين أفغان قتلوا بلا سبب ولمجرد ممارسة هواية القتل من فرقة أطلق عليها اسم فرقة الإعدام.
ولا زالت تلك القوات تبطش بالمدنيين زاعمة حمايتهم، فقد أعلنت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان السبت أنها قتلت أو جرحت عددا من المدنيين في غارة جوية في ولاية هلمند (جنوب)، عن طريق “الخطأ!!” بدون أن تحدد عدد القتلى.
وأوضحت إيساف في بيان أن “مدنيين أفغانا قتلوا أو جرحوا عن طريق الخطأ في إقليم ناو زاد بولاية هلمند أمس” الجمعة.
واستهدفت طائرات الحلف الأطلسي سيارتين زعموا أنه من المفترض أنهما تنقلان قائدا في حركة طالبان ومساعديه، لكن سرعان ما تبين أنهم مدنيون.
واتُّهم الحلف الأطلسي في الفترة الأخيرة بارتكاب عدد كبير من الأخطاء التي أثارت، خصوصا، غضب الرئيس الأفغاني كرزاي حيث سببت له الإحراج الكبير.